صقور وحمائم
لا نعلم ماذا سنكتب في هذه اللحظات ويغتالنا ذلك الهدير، ذلك الصخب، وبارود الموت، فلسطين ذلك الإسم الذي إرتبط بمعاناة شعب إنتفض على ما بعد المستحيل لا لشيء وإنما لأنه كان دائماً هو المستحيل بعينه.
نتابع شريطاً دامياً من الأحداث، نتابع يا رفاقي تلك الأشلاء التي كانت على موعد مع ذلك القدر بجميع فصوله، إن التسلسل السياسي للأحداث لا يمكن أن يكون وليد صدفة فمنذ بروتوكولات حكماء صهيون، ووعد بلفور المشؤوم وثورة 1936م (ثورة القسام المجيدة التي إرتبطت بروح جدنا المناضل الشيخ راشد الخزاعي رحمه الله) ومروراً بعام 1948 ونكسة 1967 وكامب دايفيد وحرب لبنان وما تبعها من تداعيات وأوسلو ومسرحية السلام ومآسي ونكبات المناضلين، كل ذلك لا يمكن أن يكون مجرد صدفة!.
أن السياسية الصهيونية عبر التاريخ كان القاسم المشترك الأساس لها هو فرض سياسة الأمر الواقع وللأسف هذا ما كان على الأقل حالياًً، تترآى لنا يا سادتي تلك القمم البلورية بما فيها من شجب واستنكار وتنديد أهذا هو سلاحنا؟؟؟؟!!! أين نفطنا؟ أين حلمنا؟ أين مصادر ثقلنا؟ أين مقاطعتنا؟ نملك الكثير الكثير من المحيط إلى الخليج... نملك قبل كل شيء وحدة الدم النابعة من رب يعبد، ونملك قناة السويس تلك النقطة المحورية في إدارة أي نزاع في منطقة الشرق الأوسط بإعتبارها مرفأ حيوياً دولياً لعبور كافة السفن والبوارج الحربية من أنحاء العالم.... ربما يلفنا شيء من الكسل، الخنوع، الجبن، لا أعلم.... قدرنا دائماً بأن نتلقى الضربات، ننزف، ونموت علناً أمام الأشهاد، نؤمن بالدبلوماسية لكن ليس على حساب الكرامة وشيء إسمه الوجود... لطالما آمنت القوى الإمبريالية بمفاهيم الضربات الإستباقية (Preemptive Attacks) والضربات المنعية (Preventive Attacks) وسياسة الإحتواء المزدوج (Double Containment) التي روجها مهندس الإدارة الأمريكية مارتن إندك أبان فترة حكم الرئيس كلينتون.
وبين هذا وذاك وإستعراضنا لملفنا الشرق أوسطي الملتهب نرى قاسماً مشتركاً يمتزج في جوف تلك الدولة العبرية ألا وهو الإستمرار في تطبيق بنود البروتوكولات التلمودية وخطوة تلو خطوة بغطاءٍ ودعم عالمي فاضح وغير مسبوق وصولاً لتركيع أمة تاريخها يشهد بأن سر قوتها يكمن في أقسى لحظات ضعفها!!
إن الكيان الصهيوني لطالما رسم أرضاً لإسرائيل من النيل إلى الفرات ولو أمعنا النظر بتلك الرؤى لتحققنا من أن الحلم ليس بإمتلاك الأرضية الجغرافية لتلك المنطقة لكن الحلم قد كان بإمتلاك إمتداد أمتنا علما وثقافة وإقتصاداً وإستسلاماً وهذا للأسف ما كان، إن المخطط الصهيوني سيستمر مستقبلا بمسلسل المذابح والرعب وصولاً لتفريغ فلسطين من سكانها الأصليين وتصفية قضيتهم الفلسطينية على حساب وطن بديل لهم في الأردن أو كانتونات متفرقة لهم في جميع أنحاء العالم (سياسة التشريد) أو ما يسمى (Deportation Zones)، وأقول هنا وكلي يقين وأقولها بإطمئنان لن تموتي يا فلسطين ولن تختفي، لن تنتهي الثورة، لن ينتهي النضال حتى لو وأد كل الشعب الفلسطيني لا سمح الله صدقوني لن ينتهي بركان الثائرين أتعلمون لماذا؟ لأن كل مسلم هو ثائر، لأن كل عربي هو صاحب قضية وفكر، لأن كل من عاش على هذه الأرض وحتى أخوتنا النصارى سيبقون مناضلين، لن يقتلوكي يا فلسطين اسمعيني لن يقتلوكي، تاريخنا يشهد بأنهم لن يقتلوكي، مهما اجتمعت الخطوب ستبقى عدالة السماء درساً للطامعين، وأنت يا أردن لن تكون بديلا لغير الأردنيين ومحمية بدمائنا وهل هناك أغلى من الدماء؟؟
لا بد من وحدة الصف الفلسطيني في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها حافلة الأمة، نعم لا بد من سلطة فلسطينية موحدة منتمية بحق ومدعومة بغطاء عربي نزيه غير موارب، ولا بد في الوقت ذاته من دعم المقاومة لحفظ ماء وجه القضية فما تحقق من تلك الحرب الضروس أثبت بإستحالة إفناء مقاومة وثورة شعب أعزل!
ولا بد من تنشئة جيل واعي بطبيعة موروثنا الحضاري فنحن يا سادتي خير أمة أخرجت للناس ونبينا أشرف الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وربما يكون غبار الموت ورائحة الأشلاء هي بداية الطريق لتلك الصحوة ربما، تلك الدموع وتلك الأرامل، تلك الصرخات وذلك الظلم ومستنقعات الدماء الزكية انظروا إليها واعلموا بأنهم يألمون نعم يألمون كما تألمون واعلموا بأن الجالس في السماء سيمهلهم ولو إلى بعد حين!!!!
إن المخططات والسيناريوهات القادمة حبلى بالمزيد ولا بد هنا من التنويه بأهمية الدور المحوري للأردن في جميع المراحل بإعتباره لبنة أساسية في حلقات الصراع الشرق أوسطي فقدرنا أن نكون في الأردن دولة للأزمات وقدرنا أن نكون دائماً مستعدين للزائر الأسوأ، وهذا يتطلب منا دفعة وجهوداً دبلوماسية ترقى إلى مستوى وطبيعة الحدث.
إن الدور الأردني وفقاً للنهج الذي اختطه جلالة الملك عبد الله الثاني يتطلب وقف تهجير وتغييب الكفاءات الأردنية وإعداد جيل من القادة السياسيين والقانونيين والاقتصاديين وأصحاب الفكر المؤهلين في دبلوماسية إدارة الأزمات والبعيدين كل البعد عن الأجندة الخاصة لكل مسؤول كما هو موجود للأسف في بعض الأحيان .
فأجندتنا يا سادة هي أجندة وطن ووعي بمفاهيم ومعادلات الإنتماء الأردني! بلا شك إن الحراك الأردني السياسي الحالي هو ظاهرة صحية في هذه الأوقات العصيبة ونتأمل بأن يعطي ذلك دفعة قوية لأشقائنا الفلسطينيين ومقاومتهم الباسلة، ولابد من التركيز هنا على دور الأمم المتحدة وإستغلال التاريخ الشخصي للسيد بان كي مون في معادلات الصراع في الشرق الأوسط والإستفادة قدر الإمكان من الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في إدارة ملفات الشرق الأوسط.
إن طبيعة الظروف الجيوسياسية المقبلة تفرض على الأمة خيار المقاومة كخيار إستراتيجي وأساسي والمقاومة يا رفاق ليست فقط مقاومة عسكرية بل إن صلب المقاومة ولهيبها يأتي بإعلامها ونخبها السياسية والصحفية والإجتماعية وميليشياتها الإقتصادية وشبابها المسلح بقطرات الثقافة، فلن يكون هناك إنتصار وجيلنا بدون رؤية أو حتى هدف، ولن يكون هناك إنتصار وشعارنا هو التقليد الأعمى وهذا يتطلب منا تظافر الجهود لخلق تربة خصبة لأمة تكون على قدر المسؤولية فلا ثورة بدون صقور ولا سلام بدون حمائم واعلموا يا سادة بأننا كلنا صقور وكلنا حمائم فهل من مجيب؟؟؟؟
. vipyazeed@hotmail.com
ركلات الترجيح تحسم نهائي دوري الأمم الأوربية بين إسبانيا والبرتغال
التعليم العالي في الأردن بين الواقع والطموح
أنا من طين وهذا كأسي أيضا من طين
النشامى وأسود الرافدين: الرياضة رسالة محبة لا ساحة صراع
للعام الثاني .. بعثة الحج الأردنيّة تحصد جائزة لبيّتُم الفضيّة
رسالة مفتوحة الى دولة رئيس الوزراء
المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا إلى طريق مسدود
الملك يجري سلسلة لقاءات مع قادة دول ورؤساء في نيس
مبابي يقود فرنسا إلى المركز الثالث بدوري الأمم الأوروبية
كيف ستكون حالة الطقس في المملكة حتى الأربعاء
أمسيات فنية وثقافية وسط مدينة السلط
المساعدات الواردة إلى غزة لا تغطي سوى 10% من الاحتياجات
الملك يلتقي الرئيس العراقي في نيس ويؤكد اعتزازه بالعلاقات الأخوية
الملك يتلقى برقيات تهنئة بعيد الجلوس وذكرى الثورة العربية ويوم الجيش
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
خطة لإلغاء نظام الفترتين الصباحية والمسائية في المدارس
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026