بارقة أمل

mainThumb

24-01-2009 12:00 AM

الإنسان بإمكاناته التي يمتلكها، لايستطيع أن يميز بين الخير والشر إذا تعلق الأمر بالغيب المطلق أو الغيب النسبي، فقد يرى الإنسان أمرا أنه شر له، وقد يرى أمرا آخر أنه خير له، بناء على ما يشعر به وما يقع تحت حواسه، ولا يستطيع أن يحيط بكل شيء ليحكم على الخير أو الشر!

لذلك استأثر الله سبحانه المحيط بكل شيء بتقدير أن هذا الأمر خير أو شر... فقد ترى طفلا جثة هامدة أو ممزقا، وهوعند الله يطير في الجنة فرحا بما آتاه، ورجلا فقد عائلته دخل الجنة لصبره على مصابه، لأننا أمة نؤمن بأن الحياة التي نعيش من أجلها هي الحياة الآخرة، وما هذه الحياة التي نحياها سوى امتحان ليظهر من بيننا نحن البشر من يستحق العيش في الجنة وسعى لها سعيها..

أما ما نمر به من أزمات فهي تذكير لنا جميعا كأمة اسلامية وعربية أننا ما زلنا أمة، مهما ابتعدنا ومهما أثقلتنا وكثفتنا أوحال الدنيا وخففت من سمونا وأثيريتنا، نعود لنعرف أننا نحن جسد واحد، وإن تقطعت الأوصال وابتعدت يد عن رجل، فالرأس ما زال حيا ويستطيع أن يلتقط كل اشارات الحواس وأن كانت فاترة، لكنها مازالت حية وإن ظن القاتل أن الحياة غادرتها منذ سنين، وأنه نجح في تمزيقنا وبث حياة خاصة في كل مزقة.

في أزمة غزة برغم كل ما مارسه اليهود وأزلامهم على الشعوب الإسلامية والعربية، من تغريب وسلخ عن أمتهم، وإغراقهم في الدنيا، إلا أنهم في لحظة واحدة يعود اليهم نابه من دينهم وتقوى الإشارات من رأسهم الذي غادروه من سنين طويلة، ويعود لهم شعورهم القديم الذي سرى من أجدادهم ووصل اليهم في غفلة من أصحاب السيوف المسلتة على رؤوسهم..

في تركيا وفي أندونيسيا وماليزيا والعالم الإسلامي وفي الغرب وفي كل بلاد المسلمين، تفاجأ اليهود وأسيادهم من مواقف المسلمين وشعورهم الواحد، كيف أن المسلم لا يترك أخاه، وإن شغله الغرب الكافر بنفسه، وسلبوا منه دينه في غفلة منه، وكبله بألف قيد، لكن صدمة صغيرة كفيلة بإرجاع وعيه، ويبقى العمل على تعريفه بطريقه السليمة، وتضميد جراحه واسترداد عافيته كما كان، أما الجاليات العربية والإسلامية في كل العالم، الذين ظنوا أنهم فقدوا لغتهم وتاريخهم وشعورهم مع أخوانهم، وأن الغفلة تمكنت منهم، يأتي من يعيدهم الى ذلك الرأس الذي يجمعهم ويعيد لهم تلاحمهم ووحدتهم، وإن كان بالدم والجراح... فالموت قتلا هو أفضل حالات الموت لمن يريد الآخرة، وقديما تغنى به الأجداد وعدوه شرفا يفتخرون به..."وما مات منا سيد حتف أنفه".

نسأل الله يجعل لأمتنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، وهذه الأمة المجاهدة لا يثنيها عن غايتها عصابة من المارقين، أمد لهم الله في طغيانهم ليميز الخبيث من الطيب ويتخذ من عباده شهداء يبلغهم منازل عالية في جناته ويخزي اليهود وأعوانهم، وإن الفرج قريب ما دمنا على الحق، وما داموا يذكروننا بين الفينة والأخرى بأنا أمة مجاهدة لاتركن الى الدنيا وزخرفها بل لها رسالة لابد من إبلاغها..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد