رانيا العبد الله ملكة القلوب

mainThumb

05-01-2009 12:00 AM

لم نفاجأ بهذا الموقف المشرف لملكة الإنسانية والرحمة رانيا العبد الله تجاه أهلنا وأحبتنا في قطاع غزة الصامد ، ذلك لأننا عهدنا هذه الملكة الإنسان مثالا للعطف والرحمة والمحبة ليس فقط على أبناء شعبها الأردني ، بل على كل يتيم ومحروم أينما كان وطنه ومهما كان دينه ، فشعاع الرحمة المنبثق من قلب هذه الأم الحنون يضيء الدرب لكل تائه في ليل الحرمان والفقر والقهر ، فهي مدرسة في حقوق الإنسان يتخرج من تحت يديها كل أصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة ، ولم يكن استضافتها في برامج الأمم المتحدة للطفولة والمرأة للاستفادة من خبراتها في هذا المجال أتي من فراغ بل جاء بعد استقراء دقيق لأعمالها الإنسانية في هاذين المجالين ، وكلماتها التي كتبتها حول الوضع في غزة تحت عنوان الصمت كفر ، تدل على القلب الرحيم والفكر العميق الذي تتحلى بها صاحبة الجلالة ، فهي تنظر إلى أن أبناء غزة على انه لا ذنب لهم في الصراع الدائر ليدفعوا هم الثمن ، وليكونوا ضحايا لهمجية المحتل الصهيوني ، فهؤلاء الأطفال حسب وجهة نظر جلالتها والتي هي وجهة نظر جميع أصحاب الضمائر الحية ، لهم حق أن يعيشوا كباقي أطفال العالم يحلمون بلعبة صغيرة يلعبون بها ، وبثياب جميلة تحميهم برد الشتاء وحر الصيف وتستر عوراتهم ، يحلمون أن يناموا في الليل غير خائفين من القصف الأعمى الذي لا يميز بين مقاتل ومدني ولا صغير وكبير ، فميثاق حقوق الإنسان وضع لمثل هؤلاء فلماذا لا يطبق عليهم ، لماذا لا يحيدون من الصراع الدائر ، لماذا تباد عائلات بأكملها ، لماذا تمنع المساعدات من الدخول إلى أهل غزة ، ماذا سيقول أصحاب القرار لربهم يوم القيامة ، ألا يتذكرون قوله تعالى (( وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت ) ، ألا يعتبرون من قول الرسول لأعظم عليه الصلاة والسلام ( أن امرأة دخلت النار بهرة لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) .

فهم لم يمدوا يد العون والنصرة لأطفال غزة وهم لم يتركوا المساعدات تدخل إليهم ، فانطبق عليهم المثل العامي - رغم تحفظنا عليه – لا رحموا ولا خلوا رحمة ربنا تنزل.

ان جهود جلالتها التي تبذلها مع المنظمات الدولية وخاصة اليونسف والانروا وغيرها من المنظمات الإنسانية لهي مثال حي على إنسانية نادرا ما تحلت بها نساء الزعماء ، اللاتي ينشغلن بجمع الثروات والمجوهرات ، والظهور في الحفلات ورئاسة الجمعيات وغيرها من المظاهر الاجتماعية الزائفة ، التي رفضتها جلالتها وأبت على نفسها العزيزة ، أن تنام عينها واعين أطفال غزة تبكي ولا تجد للنوم سبيلا، فوصلت الليل بالنهار في عمل دؤوب لنجدة أهل غزة بكل ما استطاعت ، ولم تبخل عليهم بدمها ولا علمها ولا علاقاتها مع المنظمات الدولية ، متخذة جلالة أبا الحسين قدوة لها في عمل الخير ، فهي خير عون له ، وكان اختياره لها كزوجة له وأم لأبنائه ، وملكة لشعبه ، اختيار أصاب عين الصواب ، فهنيئا له هذه الزوجة الصالحة التي تعينه على عمل الخير ، وهنيئا لنا هذه الملكة الأم الحنون ، وبارك الله في جهودها لنصرة أهل غزة وكللها بالنجاح ، وفي النهاية أقولها وبكل صراحة ، لقد استحققت لقب ملكة القلوب ليس قلوب الأردنيين فقط بل قلوب كل أطفال العالم وشرفائه من أصحاب الضمائر الحية .
 Fd25_25@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد