اعتلال موقف

mainThumb

19-06-2009 12:00 AM

رزان الترك
أيعقل أنها مجرد مصادفات بريئة من إبداع راوينا الشهير!؟! أم أنها رسائل محبة منه، متنكرة على شكل إشارات و دلائل لتيقظ سراب الروح من سباته العقيم ؟!؟ لعله يقرأ فحواها بحكمة المجنون!!!

والخوف كل الخوف من أن تكون مجرد إرهاصات عقل قد أضناه تحليق السنونوات المستمر على مشارف البعيد القريب أو أن تكون إبداعات حكيم على مشارف الجنون الرزين!!!؟

أيعقل أن يكون التشابه الى هذه الدرجة من التماثل على الرغم من المسافات الشاسعة، من المعوقات اللامتناهية، من شححاة التواصل؟!؟ أم أنها مجرد رؤى حالم في خضم كابوس جميل؟!؟ أيكون الكابوس جميلا؟!؟ أهو كابوس أم حلم ؟؟ في الأغلب أنه طور جديد مستنسخ من هذا و ذاك و الناتج هو كابوس يقظة يراوده في عتمة الظهيرة عسى أن يعيد إليه بصره المفقود، عسى أن يرشد البصيرة البكماء الى درب الحكمة الضالة!!! والعلة الكبرى أن يكون هذا كله مجرد أوهام ثمل في أوج سكرته!!!؟

أيعقل أنها محاولات هروب في وضح شمس النهار؟!؟ وما اعتدت الجبن منه و لا من أمثاله على الرغم من ندرتهن!!! أم أنه خجل تملك فؤاده، فأصاب لسانه بسكتة كلامية حاربت بضراوة تشابك الحروف فيما بينها لتنطق بالأفكار التي تجوب راقصة في أرجاء فكره الفسيح !!! أم أنه رحيل قسري للروح لعلها تجد سكينتها المنشودة في منفاها المفتعل!!! والخوف كل الخوف من أن يكون تحدي لمنع اللقاء المنتظر؛ لقاء الروح بتوأمتها الهائمة على نفسها، من بعد تشرد دام عدة سنوات في أزقة الخيال!!!

أيعقل أن تكون تخاطرعشوائي تزامن في تلك اللحظة من عجلة الحياة ؟!؟ أيتواطئ الزمان و المكان مع الراوي في هذا التواصل !؟! أم أنها رفرفة أنفاس لم يعد بمقدورها احتضان الحلم الصغير، لم يعد بوسعها رؤية احتضاره الثائر!!! أم أنها ارتجالات شخصية من شخوص روايتنا العملاقة التي خانتها ذاكرتها المهترئة من جراء تقلب مزاجية راوينا، كتقلب نسيمات الهواء على مدار العام، فقامت هي، بابتكار تلك الهواجس الرعناء لتخلص نفسها من غربة الموقف أمام بطل الأحداث !؟!

أيعقل أن تعصف رياح السموم بالسنونوات فتجبر مكرهة لا مختارة على تغيير مسار تراقصها !؟! ألم تكن السنونوات تطير فوق شواطئ البحر؟!؟ أهو تمرد أم فضول؟!؟ أم أنه انقلاب شنته على موازيين المألوف المعروف؟!؟ إن لم يكن ذلك؟!؟ فمن أي صوب حلت تلك الرياح الخبيثة؟!؟ تلك الرياح اللعينة؟!؟ لتعصف ببهجة التحليق كرماد جثة أحرقت لتطهيرها من الذنوب ثم نثرت جزيئاتها في أرجاء الكون لتذوب كقطعة سكر في فنجان قهوة؟!؟ في ثوان معدودات يعدم أثرها!!! و المعضلة أن تكون السنونوات مجرد غربان تنعق محلقة في حلقات من حطام لتنعى اعتلال الموقف!؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد