أم الجمال .. بين الحركة والسكون .. !! ج1/3
تعتبر السياحة أحد الأنشطة الهامة للإنسان ، فكما تهاجر الطيور محلقة فوق المحيطات ، وتعبر القارات ، تبحث عن مناطق أكثر دفئاً . والحيوانات تجوب الأرض بحثاً عن الكلأ والماء . يسافر الإنسان أيضاً ويقطع آلاف الأميال ، تدفعه الرغبة في ارتياد مناطق جديدة والاستمتاع بجمال الطبيعة في تلك المناطق التي يزورها .
أهمية أم الجمال في التاريخ ...
مدينة أم الجمال الأثرية ، هي واحدة من مجموعة كبيرة من المدن الأثرية المبنية من الحجر الناري الأسود ، والتي تمـتد إلـى أن تدخـل حدود جبـل الدروز ، ومـن أهمهــا مدينــة ( بصرى ) في سوريا . ومدينة أم الجمال الأثرية هي المدينة الجنوبية القصوى في هذه المجموعة .
وهناك مدينة أخرى مماثلة لمدينة أم الجمال وتبعد عنها باتجاه الشرق بنحو خمسة وعشرون كيلومتراً تدعى أم القطين ، إلا أن أحجار هذه المدينة قد نزعت ونقلت إلى أماكن أخرى لاستعمالها في الأبنية الحديثة ، ولم يبقى من تاريخها وأطلالها إلا قليل القليل .
إن جمال البنيان في مدينة أم الجمال الأثرية ، لا يقـل عن ذلك الجمال الذي تتمتع به كافة المدن الأثرية الأخرى على أرض الأردن ، فهذه المدينة التاريخية التي تربض أطلالها في طرف السهل الصحراوي المنبسط من البادية الشمالية الشرقية ، وتبعد عن مدينة المفرق باتجاه الشرق إلى الشمال من طريق بغداد بنحو إثنى عشر كيلومتراً ، مدينة نبطية و من المرجح أن تكون قد أسست في زمن حكم الملك الحارث الثالث ( 87-62 ق.م ) من أجل أن تبقى طرق التجارة بعيدة عن مطامع الغزاة وأن تبقى آمنة وباستمرار . إذ كانت القوافل النبطية تسير بمحاذاة وادي السرحان وتتجه إلى مدينة أم الجمال لتستريح فيها قبل التوجه إلى بصرى ومن ثم إلى الشام . ويعتقد أيضاً أن تكون ( أم الجمال ) قد تأسست قبل عام 62 ق.م . أو في النصف الأول من القرن الأول قبل الميلاد .
أسست " أم الجمال " لتكون مدينة تجارية ، حيث كانت القوافل تستريح فيها وتغادرها ، وتبلغ مساحتها ثمانين دونماً يحيط بها سور يبلغ سمكه من متر إلى مترين ، وشيد الأنباط فيها مساكنهم ومعابدهم وحفروا الآبار وبرك المياه لسد حاجات سكانها والقوافل المارة فيها .
ولخلو المنطقة من الينابيع ، أقيمت السدود ومنها كانت المياه تتدفق إلى البرك التي أُنشأت لسد حاجاتهم من المياه داخل المدينة . وتكثر الساحات في المدينة التي كانت تستقبل فيها القوافل ، كما تكثر فيها أماكن السكن .
أما سور المدينة الذي أقيم في القرن الثاني بعد الميلاد ، ورمم في القرن الـــرابع ، فيه بوابة واحدة من الشمال ، وبوابتان في كلٍ من الجهات الأخرى . وتحمل البوابتان الشرقية والجنوبية أبراجاً للمراقبة وللدفاع عن المدينة .
ما يزال في المدينة الكثير من الآثار التي تعود إلى العصر الروماني بحالة سليمة ، ومنها الثكنة والتي تحتوي على ساحة مفتوحة تحيط بها أبنية من طابقين وبرج تتخلله مزاغل لإلقاء المقذوفـــــات . ولقد تحولت هذه الثكنة في العصر البيزنطي إلى دير ، والأدلة على ذلك ، الكتابات الموجودة على دائرة البرج ويتخللها الصلبان .
أثر الحركة والسكون على المدينة التاريخية ...
إنني وفي هذا المجال أستذكر وصف الأستاذ لويس مخلوف في كتابة الأردن تاريخ وحضارة بما فعله الإنسان في الأزمنة الغابرة في مدينة " أم الجمال " حيث قـــال : " إن كانت الصحراء تخدع الإنسان ، فتقدم الحقيقة سراباً ، وإن كانت تقاوم دائماً وجود الكائنات الحية من حيوان ونبات ، فلقد سيطر الإنسان عليها ، فحول سرابها إلى حقيقة وأرغمها على تقبل وجوده ووجود كل كائن حــــي " .
إلاّ أن الزائر لهذه المدينة التاريخية في أيامنا هذه ، وعند رؤيته لهذه المدينة من بعيد ، وقبل أن يصل إليها ويدخل في أرجائها ، يخال له للوهلة الأولى أنها مدينة تنبض بالحياة ، فما أن يقترب منها ويدخل في أرجائها ، ويتجول بين معالمها المتناثرة هنا وهناك ، يجد أن الحياة قد فارقتها من غير رجعة ، وأن وضع أحجارها السوداء التي ميزتها عن غيرها من المدن التاريخية الأخرى ، وأن الخراب والدمار في معالمها ، يشعرك بأن الإنسان قد جعل الحقيقة التي كانت عليها هذه المدينة إلى سراباً ، فرفضت تقبل وجوده ووجود كل كائن حي فيها . وسيطرت الإنسان عليها تمثلت بإهمال القطاعين الرسمي والمجتمع المحلي لمدينة أم الجمال الحديثة مما ساعد في ضياع وبعثرة الكثير من هذه المعالم الجميلة ، طمعاً في العثور على كنـوز مدفونة ، أدى بالتالي إلى إهمالها وعدم المحافظة على ما تبقى من آثارها وجعلها عرضة لأعمال السلب والنهب لثرواتها واستخدام حجارتها في الأبنية الحديثة بصورة لا تتلائم وتاريخ المدينة العريق ، فقلب?Z أوزان الطبيعة وأوزان التاريخ ، من الحركة التي كانت تنبض بقوافل التجار وغبار أقدامها التي كانت تحيي المكـان ، إلى السكون الذي أصبح ميزة الموت البطيء لها ، حتى أصبح الحزن يلف حجارتها يستذكر ماضٍ كانت الحياة فيه تعم أزقة وحواري المدينــــة .
وعلى الرغم من اللون الحزين الذي تتميز به أحجار هذه المدينة التاريخيــة ..!! إلاّ أن الإتقان في تشكيلها بهذه الصورة الجميلة التي هي عليه ، لم يجعل للحزن مكاناً فيهــا . بل أعطاها رونقاً جميلاً ورصانة في تصميماتها المعمارية . وجعلت من الفرادة المتميزة التي تتمتع بها هذه المدينة ، حكراً عليها لتكون شاهداً على عظمة فنونها عبر العصور المختلفة .
وسيبقى الألم والحزن فينـا نحن ، إن لم نـدرك هذه المدينة التاريخية والمحافظة عليها من غزو يد البشر . ومن يوم مريرً قد تغيب الشمس فيه عليها ، فلن نجد حينها أطلالاً أو بقايا أطلال نستذكر بها التاريخ ، والتي من الممكن أن تنقل وتستخدم في الأبنية الحديثة ،!! كما هو الحال في مدينة أم القطين التي أصبحت سراباً وبقايا تاريخ وبقايا حضارة .
أبرز المعالم الأثرية في مدينة أم الجمال ...
تحتضن هذه المدينة التاريخية الكثير من المعالم الأثرية في أرجائها تعود إلى عصور مختلفة توالت عليها ومن أبرزها :-
1- بوابة " كومودوس " البوابة الشمالية للمدينة ، مكونة من برجين يجمعهما قوســـــان .
2- دار الولاية : تقع بين البوابتين الغربيتين ويعود تاريخها إلى 371 م .
3- الثكنات العسكرية " تسمى الآن الدير " ، بنائها مستطيل الشكل ، فيه كنيسة من ثلاثة أجنحة ، وفي الزاوية الجنوبية الشرقية يرتفع برج من ستة أدوار ، وكتب على كل شرفه من الشرفات البارزة على جهاته ، اسم أحد رؤساء الملائكة : جبرائيل ، ميخائيل ، رفائيل ، ويرئيل .
4- الهيكل النبطي : إلى الشمال الغربي من المدينة .
5- الكنائــــس : فيها بقايا لخمسة عشر كنيسة .
على الرغم من أن مدينة أم الجمال تخلو من وجود المدرجات والشوارع المعمدة الفخمة ، إلاّ أن سحر جمال الصحراء ، كان قد جعل منها مدينة تجارية حيّة تتوافد عليها القوافل من كافة الاتجاهات . akoursalem@yahoo.com
" للحديث بقية في ج2 "
موجتا حر في تموز 2023 وحرارة تصل الى 40 درجة مئوية
تسريب يكشف سعة بطارية آيفون 17
الأردن يحقق فائضا تجاريا مع 10 دول عربية
العيسوي: القيادة الهاشمية جعلت من الأردن منارة استقرار وأيقونة سلام
ارتياح عام بين طلبة التوجيهي في اليوم التاسع من الامتحانات
السكر المخزن بالدماغ مفتاح لعلاج ألزهايمر
فصل مفاجئ لخمسين موظفًا من مدرسة خاصة في عمّان يثير الغضب
هواوي تكشف عن معالج Kirin 9030 المطور
السعودية للسيدات تودع تصفيات آسيا
بأدراجها تنبض الذاكرة .. ورشة سياحة الأدراج تنطلق من قلب عمّان القديمة
غوغل ومايكروسوفت: وداعاً لكلمات المرور
اتفاقية أردنية-أمريكية بقيمة 39 مليون دولار .. تفاصيل
هل يُضعف الماتشا امتصاص الحديد
حبس وغرامة تصل لـ 500 دينار لمرتكب هذه المخالفة
مهم للأردنيين الراغبين بالسفر براً عبر السعودية
مطالبون بتسديد أموال مترتبة عليهم لخزينة الدولة .. أسماء
مرشحون للتقدم للإختبار التنافسي لإشغال وظيفة معلم
تعيين أول سيدة برتبة متصرف في الداخلية .. من هي
محاميان: منع الطلبة من الامتحانات تجاوز أكاديمي خطير
الأشغال تدعو مرشحين للإمتحان التنافسي .. تفاصيل
الحكومة ترفع أسعار المحروقات بنوعيه البنزين والديزل .. تفاصيل
المفرق: بوابة الأردن الشرقية ومطار المستقبل
انسحاب منتخب الأردن يثير غضب الإعلام العبري .. تفاصيل
توحيد فتحة عداد التكسي في الأردن .. تفاصيل
1039 قطعة أرض للمعلمين في سبع محافظات
غدًا .. تشغيل خطي نقل عمّان إربد وجرش رسمياً