لم يعد العالم قرية صغيرة

mainThumb

09-01-2009 12:00 AM

لربما لم يشاهد العالم بأسـره الدماء النازفة من عروق قطع جثث أطفال ونساء وشيوخ وكهول وشباب أهلنا الأبرياء في غزة هاشم، ولم يسمع صراخهم وأنــينهم الصادر في مواسم رحيل الأرواح عن أجساد أصحابها ، وزكمت الأنوف ، وأدمنت الناس على تذوق طعم المجازر وتتلذذ الآن بتحسس الرؤوس المقطوعة والاشلاء ولو عن بعد !!!.

ولربما قد فقدت الإنسانية ،حول العالم، وظيفة إدراكها الحسي، ولم تعد أدوات الإحساس لديهم تعمل، بل لربما تعطّلت المحركات الداخلية فيهم، إما بسبب نفـــاذ الطاقة، أو بسبب تكسّـــر قطع داخل تلك المحركـــات، أو بسبب تحوّل النفوس، كل النفوس، الى نفوس أمّــــارة بالسوء، وإنعدام وجود نفوس مطمئنة أو لوّامـــــــة. وما دام الامر كذلك، فإن ما قد ظلّ يتردد ، ولفترة غير قصيرة، بأن العالم أضحى قرية صغيرة أصبح قولا غير صحيح بسبب عدم تحقّق الإتصال أثناء محنة أهلنا في غزة وغيرها من المحن الاخرى (مثل محنة راوندا والكونغو) !!!. لقد أصبح العالم الآن مخيفا ومرعبا ما دام الأخ لا يهبّ لنجدة أخيه أو أخته المظلومين!!!.

ندعوه سبحانه وتعالى أن لا يظلّ الامر كذلك لفترة طويلة. لقد آن الأوان، لربما الدعوة هذه تعتبر من قصص الخيال السياسي!، لإعادة هيكلة كل مؤسسات العالم الدولية بعد دمجها، مثل الامم المتحدة (برلمان الدول) ومجلس الامن وغيره، وإيجاد ذراع عالمية فولاذية تعيد الحقوق لأهلها بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العرق أو الدين، وتوقف أيّ معتد ، مهما كان، وخصوصا أولئك الذين يتميّزون بتعطش وشهوة للقتل والتعذيب، وتجريم التعامل، من خلال ذراع قانونية فولاذية كذلك، مع المسائل الإنسانية وفق المعايير المزدوجة. على صنّاع القرار في العالم أن يدركوا بأنه لا ينبغي أن يأخذ كل معتد الفرصة كل الفرصة للإيقاع بالضحية وإفتراسها على مرأى من الجميع وعبر الفضائيات ووكالات الانباء ، ودون تحرّك أحد. على أولئك الصنّاع أن يتذكّروا بأنهم قد يكونوا او أحفادهم في يوم من الايام مجموعة من الضحايا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد