أم الجمال .. بين الحركة والسكون .. !! ج2/3

mainThumb

20-06-2009 12:00 AM

سالم أحمد عكور

الأماكن الأثرية المجاورة ...

لقد تعددت المواقع الأثرية على الأرض الأردنية وفي كافة الاتجاهات . وشمال الصحراء الأردنية ، كانت قد احتضنت الكثير من الحضارات المختلفة عبر العصور الغابرة ، ففي هذه المنطقة تجد الآثار النبطية والرومانية والبيزنطية والعربية ، ومن أهمها : -
1- أم القطين : فيها بقايا أربعة كنائس ودير.
2- صبحـــــا : فيها بقايا ثلاثة كنائس .
3- جـاوا : أبرزت الحفريات فيها عن مخطوطات هامة جداً ، وهي مدينة قديمة ، فيها قلعة حصينة يعود تاريخها إلى سـنة 3000 ق.م .
4- رحـاب : عثر على بقايا من العصر البرونزي المتأخر والحديدي الأول ، وكميات كبيرة من الفخار يعود إلى العصرين البيزنطي والعربي . وبرزت فيها بقايا لثمانية كنائس بيزنطية أرضياتها مرصعة بالفسيفساء .
5- أم السـرب : تقع إلى الشمال الغربي من مدينة أم الجمال ، ويعتقد أنها تعود لنفس الفترة الزمنية لمدينة أم الجمال الأثرية .
6- قلعة اللفدين : الفترة البيزنطية والأموية والمملوكية .تقع في مدينة المفرق الحديثة .

لقد كانت هذه لمحة عن حضارة مدينة أم الجمال الأثرية عبر العصور والأزمنة الغابــرة ، أثْر?Zتْ أرض الأردن بنوع آخر من الفنون المعمارية المتميزة .

مدينة أم الجمال... كموقع سياحي متميز

يعتبر التفرد من أهم المقومات والميزات التي من الممكن أن تؤدي إلى إنجاح أي منتج سياحي أو صناعي أو تجـاري أو زراعي .!! والتفرد هنا لا يعني انحصار التملك للمنتج في دولة أو قطر بحد ذاته فحسـب ، بل التفرد " برأي الشخصي " هو كيفية التعامل مع هذا المنتج وإخراجه للعيان بصورة تعكس واقع التطور الحضاري للدول أو الأقطار المقتنية لهذا المنتج ، وذلك من خلال معرفة الخصائص السلبية والإيجابية لمكونات المنتج وجغرافيته والبيئة المحيطة به .
إذاً التفرد لا يعني شيئاً موجوداً أصلاً بالمعنى المطلق ، إلاّ في حالة واحدة ، هي الطبيعة الكونية التي وهبها الخالق للبشرية ، وجعل من الإنسان فيها جزءً لا يتجزأ من هذا الكون ، ووضع فيه " أي الإنسان " سر خلقه ، العقل الذي ميزه عن كافة المخلوقات . ومن هذه الفلسفة الكونية ، يمكن للإنسان أن يستغل مكونات الطبيعة من تضاريس ومناخ ، ومكونات وبقايا الحضارات القديمة ، ويجعل منها منتجاً يكون التفرد فيه هو الطريق الأول لترويجه وتسويقه محلياً وعالمياً .
ومما تقدم ، يستطيع الإنسان أن يجعل من التفرد هدفاً أساسياً في إنجاح أي مشـروع ، إذا سخر كل إمكانياته ، وأخذ من الطبيعة بكل ما فيها من عوامل مؤثرة في تحيق الغاية المنشـودة .

فالطبيعة الصحراوية التي وهبها الله تعالى لمدينة أم الجمال ، من تضاريس وغطاء نباتي ومناخ ، يمكن توظيفها إلى جانب المقومات التاريخية التي تمتاز بنوعٍ خاص من الخامات المستخدمة والمتوافرة على سطح هذه الصحراء ، فالندرة في استخدام الحجر الناري " البازلتي " بهذه التقنية ، والغير متوفرة في المواقع التاريخية الأخرى ، تجعل لمدينة أم الجمال الأثرية خصوصية من حيث استخدام الخامات والتقنيات التي كانت تتمتع بها شعوب تلك الحضارات عبر كافة العصور .
وإذا انطلقنا في دراسة مشروع قرية سياحية ومنتج سياحي متميز لهذه المدينة المجبولة بسـحر الصحراء ، آخذين بعين الاعتبار الخصائص المميزة لها عن غيرها من المواقع الأخرى ، وجعلنا من التاريخ القديم للقوافل التجارية التي كانت تؤم المدينة يتجدد دون أن تعود الساعة إلى الوراء ، بل نجعل من الحركة في المدينة الأثرية شرياناً ينبض بحضارة وعراقة الأردن الحديث ، ونجعل من السكون لمسةً فنية ، ومسحةً ، ينطوي فيها الإنسان يبحث الهدوء والاسترخاء بعيداً عن ضوضاء العواصم والمــدن .
المنـــاخ ...
تدخل مدينة أم الجمال ضمن الإقليم الصحراوي الجاف ، الذي يستحوذ على المساحة الكبرى من مساحة المملكة الأردنية الهاشمية ، تصل إلى 84569 كيلو متراً مربعاً أي ما نسبته 91.4% من المساحة الكلية . ويصل معدل هطول المطر في هذا الإقليم سنوياً أقل من 200 ملمتر .وتصل معدل الحدود القصوى للحرارة صيفاً إلى 38 درجة مئوية ، ومعدل الحدود الدنيا في الشتاء إلى 3 درجات مئوية ، وقد تسجل درجات متدنية تقل عن الصفر المئوي . لذا تظهر خصائص المناخ القاري بفروقه الحرارية الفصلية واليومية وجفافه ، الذي يعود إلى انخفاض الرطوبة النسبية في الجو لبعده عن البحر .
الغطاء النباتي ...
من الجدير بالذكر إلى أن هذه المنطقة قد كانت منطقة خصبة ، صحرها الزحف الرملي بفعل عدم زراعتها ، ولقد كانت عبر التاريخ مصدراً لثروة زراعية مهمة . والدليل على ذلك إطلاق اسم حراث الشبا على الدرع البازلتي الموجود في تلك المنطقة ، ويتضح من إطلاق هذا الاسم " حراث " على هذه المنطقة دليل على أنها ليست صحراوية .
حيث أن هطول الأمطار ضعيف ومقدار التبخر كبير ، قلما يوجد نباتاً يذكر إلاّ في نهاية الشتاء في المواسم الخيرة عندما تخضر بعض الشجيرات المعمرة في بطـون الأودية ، لكنها لا تلبث أن تذوي فتختفي الأعشاب والحشائش كلية بقدوم فصل الجفاف الطويل ، وتبقى الشجيرات تعاني حالة الضمور وكأنها ميتة . وتتمثل أنواع الغطاء النباتي في خليط مـن : الشيح والتكوة والشنان والرتم والقضاب والقيصوم .
 " للحديث بقية في ج3


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد