بين النكبة والنكسة

mainThumb

04-01-2009 12:00 AM

بين عام 1948 ( النكبة) وعام 1967(النكسة) شهد الأردنيون فترة إزدهار علمي وحزبي ( وخاصّة في عام 1956) ، كما شهدوا وعاشوا فترة المدّ القومي ، فكم أنشدنا للجزائر( ونحن أطفال) في طابور الصباح ولا نعرف أين هي الجزائر ، بل كان بعضنا يُفكّر أنها في الأردن ، وقتها كان الجرح العربي واحد كما كان الفرح العربي ( على قلّته ) واحد كذلك ، وكانت المظاهرات الطلاّبية والشعبية والتبرعات السخية ومن المحيط إلى الخليج تُعبّر عن ذلك .

من ذاكرة هذه الفترة تقفز فكرة على شاشة دماغي الآن ولا بدّ من عرضها ولا أجد حرجاً في ذلك ، فأفكارنا الشخصية في تلك الفترة كانت عن أوجاعنا العربية :

في عام 1966 كُنا ندرس في ثانوية عجلون ، وكم كان للعلم والمعلمين مبنى ومعنى في نفوسنا وحياتنا ... في ذلك العام تعيّن في المدرسة معلم جديد للغة العربية ، وكان اول موضوع كلّفنا بكتابته في الإنشاء: فلسطين عربية ، يا لهذا الموضوع كم أثار شجوننا ، فأصبحنا ما بين موضوع هو وجع الساعة وحدثها الأبرز وبين معلم وسيم جديد غايتنا أن نرضيه ويعرفنا ، وفي التعبيركُنا نعرف مواصفات المقّدمة والعرض والخاتمة ، وهنا سأشير إلى بعض ما كتبت في المقدمة ( فهذا الموضوع ما زلت أحفظه ففي مجمله أصبح خطابنا القومي الذي عشناه لمدة عقد على الأقل بعد ذلك الحدث) في مقدمة هذا الموضوع كتبت :

" قبل سبعة عشر عاما ونيّف إعتدى على وطننا الحبيب وغدٌ لئيم انتزع منّا أحسن جزءٍ من بلادنا ألا وهو فلسطين ، فلسطين جُرح الملايين ، لم يكتف ذلك الوغد اللئيم بالإحتلال بل شرّد ما يزيد على مليون عربي يعيشون في مزق الخيام في حالة يندى لها جبين الإنسانيّة ......الخ"

بعد عام من هذا الموضوع حدثت النكسة التي كانت كالإعصار ومزّقتنا عاطفياً وجسمياً وحركياً ، لكنّها قوّت ذاكرتنا القوميّة ، وكنا لحينها نحس أن الأمّة بخير ،

واليوم وبعد مرور أربعة عقود ونيّف كيف يشعر أبناء ذلك الجيل ؟؟!! ، وكيف يشعر أبناء الأجيال الجديدة ؟؟!!.... باختصار أيّها الأخوة أقول :

إنّها الإبادة .... ولا زيادة ،ولكن ما يُعزّيناهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الخير فيّ وفي أمّتي إلى يوم القيامة " ... وسلامة تسلمكو.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد