احمد عوض حسن زايد: ابن غزة الكبير الصغير

mainThumb

02-05-2009 12:00 AM

لم يكن صباحي في هذا اليوم كأي صباح, لقد كان صباحا غزاويا طيبا فقد تشرفت بان أقف بين يدي بطل من أبطال غزة, وان استمع إليه وهو ينقل صورا من معاناة الأهل في غزة, بعد أن انطفأت نار العدوان الإسرائيلي المجنون عليها, وبعد أن نسي العالم وجع غزة وأهلها.

احمد عوض حسن زايد ابن الثامنة والنصف, كان ضيف الجزيرة الفضائية في برنامج حديث الصباح السبت 252009, وقد تحدث احمد الكبير الصغير عن وجع غزة ووجع أطفالها وشيوخها ونسائها وشبابها.

تحدث احمد باسم كل فلسطيني, وتحدث باسم كل عربي ومسلم لا بل وتحدث باسم كل محب للسلام.

كان احمد كما قلت كبيرا, كبيرا في كل شيء, كبيرا في تفكيره, كبيرا في إدراكه وفهمه, كبيرا في تحليله وتشخيصه, وكبيرا في رفضه للاستلام والذل.

احمد ابن الثامنة والنصف كان كبيرا وهو يتحدث عن العابه المحطمة من قبل جيش الاحتلال, كبيرا وهو يتحدث عن أحلامه المهشمة المحطمة, كبيرا وهو يتحدث عن أطفال فلسطين وأطفال غزة.

احمد عوض حسن زايد كان كبيرا في أحلامه وهو يجيب, انه يريد أن يصبح عالما ليصنع أشياء مفيدة لغزة ولفلسطين وأهلها وللعالم اجمع.

احمد كان كبيرا وهو يتحدث في السياسة وأجاد أكثر من أعلام السياسية وهو يقول: الضربة التي لا تقتلنا تزيدنا قوة. احمد كان كبيرا وهامة عالية وهو يتحدث عن الصمود في وجه الاحتلال.

احمد كان كبيرا وهو يقول للعالم أن الحق الفلسطيني لن يضيع مها تكالبت الخطوب على فلسطين ومها تآمر العالم عليها. احمد كان كبيرا وهو يخاطب العالم وصناع القرار فيه ليسمعهم صوت فلسطين بكل فئاتها وأطيافها وبكل أبنائها, وليذكرهم بالحق الفلسطيني الغائب المنسي. احمد كان كبيرا وهو يتحدث عن التعليم وهمومه في غزة, احمد كان كبيرا وهو ينشد القصائد ويتغنى بغزة وصمود أهلها. احمد كان كبيرا وهو يرسل رسالة الكفاح والنصر والثبات إلى مجرمي الحرب الصهيونية وقادة الجيش الصهيوني.

احمد أرجو أن تعذرني فكلماتي لن تطاول كلماتك ولن تطاول هاماتك العالية, كلماتي لن تزيد على ما قلت شيئا ولن تغير مما قلت شيئا ولكني رغبت وقد تعلمت منك درسا أن انقله إلى غيري فقد كنت كبيرا ومعلما وسفيرا في كل شيء إلا عمرك. أوجاعك كبيرة, همومك كبيرة, إحساسك صادق وقلبك نابض بالأمل والخير.

لقد تعلمت منك أننا ما زلنا بخير, لقد تعلمت منك أننا ما زلنا قادرون على الصمود, لقد تعلمت منك أننا ما زلنا رجالا وان انحنت هامتنا قليلا, وان كثرت أوجاعنا.

لقد تعلمت منك يا احمد كيف يكون الانتماء وكيف يكون الوفاء للأرض وللأهل وللأصدقاء, لقد تعلمت منك كيف يكون الانتماء لفلسطين وكيف يكون الحب والعشق للشجر والحجر هناك. لقد تعلمت منك كيف يحمل الرجال الرجال الوجع والهم معهم, كيف يحملونه في ضمائرهم وقلوبهم النقية ويسافرون به عبر أصقاع الأرض وهم صابرون عليه, لا يضرهم من عاداهم ولا ينسيهم من أحسن إليهم.

لقد تعلمت منك يا احمد كيف تكون الكلمة اشد وطئا وأثرا من السيف أحيانا, لقد تعلمت منك الصمود والصبر والشجاعة. احمد لقد كنت كبيرا في كل شيء وعلمتنا جميعا درسا في الوفاء والعشق والانتماء لهذه الأرض المباركة وطمأنتنا أننا ما زلنا بخير, نعم ما زلنا بخير رغم عمق جراحنا, ورغم الغصة القائمة في حلوقنا فما زلنا بخير وان أرضنا وأمهاتنا ما زلن ينجبن الرجال الرجال الذين لن يركعوا إلا لله.

abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد