ناقل البحرين (الميت-الأحمر) واقع وطموح (1)

mainThumb

20-04-2009 12:00 AM

يعتبر مشروع ناقل البحرين " الميت- الأحمر" Red-Dead Sea من المشاريع الرائدة والتي من المتوقع الشروع بتنفيذها بعد أن تكتمل الدراسات والاستعدادات لذلك ، هذا المشروع الذي يتأمل الأردن من خلاله المساهمة في القضاء على النقص المزمن في موارد ومصادر المياه التقليدية في الأردن.

ومن الجدير بالذكر أن الأردن لا يسيطر على" كثير" من مصادره المائية خصوصا السطحية منها ، فنهر اليرموك بمنابعه الرئيسة يقع ضمن السيطرة المائية السورية حيث إن غالبية واكبر منابعه تقع ضمن الأراضي السورية ، أما نهر الأردن فهو ليس بأحسن حالا حيث منابعه الرئيسة تقع في لبنان والجزء المحتل من الأراضي السورية في الجولان وفلسطين ليصب مرورا ببحيرة طبريا وصولا للبحر الميت .

لقد كانت حصتنا المائية في نهر اليرموك أكثر من 300 مليون متر مكعب سنويا قبل "التخلي" عن معاهدة جونسون مع الشقيقة سوريا حيث حصتنا في الأردن اكبر من ذلك بكثير، وتشير الدراسات والأبحاث بان نصيب الفرد الأردني كان قبل الاحتلال الصهيوني لفلسطين حوالي 3600 متر مكعب في السنة لينخفض إلى اقل من 160 متر مكعب في أيامنا هذه ومن المتوقع أن تنخفض حصة الفرد إلى اقل من هذا الرقم بكثير إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.

لقد حاول الأردن جاهدا لأن يتعامل مع " الأصدقاء والأشقاء" للحصول على حقوقه المائية وتوّج ذلك بإنشاء سد الوحدة ، كما حاول الأردن التعامل مع الكيان الصهيوني للحصول على حقوقه المائية ضمن معاهدة السلام ولكن كل هذه المحاولات لم تؤتي ثمارها مما خلق لدينا شعورا بالبؤس والإحباط من " إمكانية الثقة " بأي طرف في "محيطنا" للحصول على حقوقنا المائية. إن وضعنا المائي المتردي نتيجة شح الموارد المائية المستقلة ونتيجة لتحكّم الغير بحقوقنا ، جعلنا نعيش حالة "عدم توازن" وعدم نضوج في خططنا التنموية المختلفة لان مشكلة شح المياه كانت هي العائق أمام أي تقدم ونجاح لأي مشروع كان. لقد أدرك جلالة القائد خطورة الوضع المائي وما يترتب عليه من "اختلالات" اجتماعية وسياسية وحتى اقتصادية ، وبالتالي فقد بدأ التفكير بالبحث عن مشاريع وأفكار قديمة وجديدة في محاولة للخروج من بوتقة هذا الوضع وصولا إلى " استقلال مائي" باعتمادنا على مواردنا الذاتية بدون منّة أو غطرسة من الغير ، ومن هنا بدأ التفكير جديّا بمشروع "ناقل" البحرين ليكون اكبر مشروع تنموي طموح في تاريخ الأردن الحديث والذي من المتوقع أن يساهم وبشكل كبير بتغيير "الخريطة الذهنية" السائدة حول شح مواردنا المائية ليكتفي الأردن ذاتيا باحتياجاته المائية لأول مرة منذ قيام الكيان الصهيوني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد