وما الضّير إن أقسمنا على عدم التّطبيع؟!

mainThumb

19-04-2009 12:00 AM

قرأت عبر أحد المواقع الإلكترونية خبرا غريبا إلى حد ما، وما كان يتناوله ذلك الخبر أن إحدى المهندسات والتي انتسبت حديثا لنقابة المهندسين قد اشتكت من أمر ربما أنه ضايقها كثيرا، وذلك الأمر يتمثل بالقسم الذي أقسمته عند انتسابها للنقابة، ومختصر ذلك القسم يتمثل بعدم التطبيع مع العدو الصهيوني( إسرائيل).

لا أعلم هل إن أقسمنا على عدم التطبيع مع من اغتصب أرضنا وانتهك حرماتنا وسلب خيراتنا وقام بأبشع الجرائم مع أبناء وبنات عروبتنا هل نكون قد أجرمنا أو ارتكبنا محظورا بذلك القسم ؟ ذلك القسم الذي يجب أن يزين جدار كل بيت عربي في تلك المعمورة، لا بل يجب أن يكون في قلب كل عربي مخلص ومنتم لأمته وعروبته، ولكن ياحسرة على من يسمح لنفسه أن يؤيد مثل ذلك الخبر ويدافع عن أمر يرفضه كل عربي شريف مخلص لعروبته وأمته.

وما زاد الأمر استغرابا في ذلك الخبر هو تصريح تلك المهندسة بأنها قد أقسمت قسما لا تعلم فحواه أو مضمونه، مع أنه من خلال ذلك النص الذي يحويه ذلك القسم يكون واضحا وجليا أن المضمون الأساسي في ذلك القسم هو عدم التطبيع أو التعامل مع ذلك العدو الصهيوني ، ولكن يبدو أننا وصلنا لمرحلة لم نعد نميز فيها عدونا من صديقنا، لا بل أصبحنا نحترم فيها عدونا ونقدره فوق كل تقدير، فهاهم بعض من ينتسبون لأهم النقابات في الأردن وأرقاها وأكثرها تطورا، لا والأهم من ذلك أنهم يعتبرون من طبقة (الفهمانين) في البلد لم يعودوا يميزوا أو يعلموا إن كان التطبيع مع مجرمي ذلك العصر مقبولا أم لا؟!.

عموما ربما سيأتي الوقت الذي سنرى به الكثيرين من أبناء العروبة يهتف لإسرائيل ويصفق لها، لأن الكثيرين ممن هم بمقتبل أعمارهم وبزهرة شبابهم يستهجنون عدم التعامل مع العدو، لا وربما أنهم يعدّون ذلك الأمر تخلفا، لأن التطور في منظورهم ربما يكون بالتعامل والإختلاط مع من سلبوا واغتصبوا أرض العروبة وخيراتها،وقاموا بأبشع الجرائم بحق أطفالها ونسائها وشيوخها، فإن كان ذلك الوقت سيأتي حقا والذي سنرى به أبناء وبنات العروبة يلهثون وراء عدونا الصهيوني، فندعوه تعالى أن يقبض أرواحنا قبل ذلك الوقت والذي سيكون محمّلا معه الكثير من المصائب والويلات والتي لاتحمد عقباها.
muath_majali@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد