قناة البحرين(الميت-الأحمر) واقع وطموح(2)

mainThumb

25-04-2009 12:00 AM

كما تحدثنا في " الجزء الأول" من هذا الموضوع وعبر صفحات السوسنة الغراء فان مشروع ناقل البحرين " الميت- الأحمر" Red-Dead Sea يعتبر من المشاريع الرائدة في الأردن خصوصا وان فكرة هذه المشروع "بحلتها الحديثة" تبلورت بمزاج أردني بعيد عن كل الـتأويلات والتجاذبات والتي استغلها بعض الأخوة في المحيط العربي في تشويه صدقية النوايا الأردنية من هذا المشروع حينما شكك الأخوة - في مصر والسعودية وبعض الدول المجاورة - بالنوايا الأردنية بتنفيذ هذا المشروع في ظل أفكار قديمة لنفس المشروع كان الكيان الصهيوني يخطط لها ولا زال.

لقد كانت خطة الكيان الصهيوني بشق قناة من البحر المتوسط إلى الميت ومن ثم من الميت إلى الأحمر تراود صناع القرار في تل أبيب، وبالفعل بدأت إسرائيل تفكر في إنشاء القناة بعد حرب 1973، وبدأت الدراسات والمسوح الجيولوجية والتضاريسية لاختبار طبقات الأرض خلال عام 1981 لكن الشروع في تنفيذ هذا المشروع قد تأجل ولأسباب ليس بالضرورة أن تكون "بإرادة" الدولة اليهودية بقدر ما هي أسباب تتعلق بالوضع الجيوسياسي في المنطقة حيث أن تنفيذ هذا المشروع على "الطريقة الإسرائيلية" سيجهض كل الآمال والأهداف الأردنية من هذا المشروع إضافة الى خلق أزمات بين الدول في منطقتنا.

لقد تم إجهاض المخطط الصهيوني لهذا المشروع عندما أصبح المشروع "خليط من الأنفاق والقنوات " بدلا من فكرة "القناه" كما يريدها الكيان الاسرائيلي ، لكن الفكرة لا تزال في أذهانهم كمخطط طويل المدى يقوم على إيجاد قناة بديلة لقناة السويس وبالتالي تهديد الأمن القومي المصري والعربي من خلال ذلك لا سيما ونحن نعلم أن اليهود يسيطرون على الاقتصاد العالمي وبمقدورهم تحويل طريق التجارة إلى القناة "المفترضة"وتهميش قناة السويس.

من هذا المنطلق أتت التخوفات المصرية والعربية "وأعتقد أن لهم " بعض" الحق في ذلك ، لكن الأردن ومن خلال متابعته لكل الأفكار والطروحات الصهيونية والدولية فقد استطاع إقناع كافة الجهات الدولية الفاعلة لتنفيذ مشروع بديل وهو "ناقل البحرين" والذي سيعمل على وأد المخططات الصهيونية " وبنفس الوقت" سيحقق طموحاتنا بسد جزء كبير من العجز المائي في المملكة في المستقبل القريب .

إن فكرة ومشروع ناقل البحرين بحلتها الجديد "إن جاز التعبير" تتلخص بحفر قناة من خليج العقبة بعمق 10 أمتار وعرض كيلو متر واحد وبطول 12 كم في الأراضي الأردنية وتحت السيادة الأردنية الكاملة ليصار بعد ذلك إلى ضخ المياه إلى ارتفاع يزيد عن 240 مترا فوق سطح البحر في منطقة الريشة ليصار بعد ذلك إلى انسياب المياه لتوليد 550 ميجاوات من الطاقة الكهربائية ومن ثم تحلية المياه بمعدل 850 مليون متر مكعب في السنة تكون حصة الأردن منها حوالي 530 مليون متر مكعب والباقي للكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية إضافة لتزويد البحر الميت بالمياه وذلك لرفع منسوب مياه البحر بمعدل مترا واحدا كل عام في محاولة "مدروسة" لرفع مستواه ليعود كما كان في سابق عهده في عملية تستغرق ما يزيد على الـ 20 عاما.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد