ما الذي جرى و ما الذي يجري ؟؟؟

mainThumb

22-04-2009 12:00 AM

قال لي الراوي: هاتفني وقتها ، وكان صوته عذبا، متفائلا، وكلماته، كعادتها، تغسل همّي الآني بشكل ملفت للنظر.

 

لقد أطال مكالمته في تلك المرّة، حيث أعلمني بأنه قد حصل على مبلغ تقاعده دفعة واحدة، وبذلك سيتمكن من تمضية ما تبقى له من عمر برخاء كان ينشده والذي تعذّر تحقيقه بسبب إلتزاماته المالية المتشعّبة والمعقدة.

 

ثم تحّولت المكالمة بعد عشرين دقيقة الى زوجتي للتحدث مع زوجته.

 

قالت زوجته: أمورنا والحمد لله تحسّنت كثيرا بعد حصول زوجي على مبلغ كبير، لكن المشكلة في عمـــّك أنه بعد أن تقاعد أصبحت لا أطيقه. يتدخل في كل أمور البيت، بعبارة أخرى لم أعد سيدة البيت بتاتا، وأصبح طعم حياتي فيها عروق مــــرّة كثيرة وطويلة من بقاء عمّك في البيت.

 

وبعد مرور اسبوع على تلك المكالمة، قررت أنا وزوجتي زيارتهم . طلبت الرقم الارضي صباحا، لا أحد يرفع السماعة. لجأت الى الهاتف المحمول، وإذا بصوت الزوجة يرد بضعف شديد. لقد مات زوجي الليلة الماضية.

 

مرت الأيام، والتقينا بالأرملة. قالت لنا والدموع تذرف من عيون بكت بغير إنقطاع لثلاثة أشهر: ليته يعود، لقد كان كل شيئ في حياتي ... لا أبرح قبره منذ أن دفن هناك !!!.

 

أنهى الراوي كلامه.

 

قلت في نفسي: ما الذي جرى و ما الذي يجري ؟؟؟.

 

لا يدرك المرء القيمة الحقيقية و الكبيرة لما لديه (مهما كان) إلا لحظة خسارته أو فقده !.

shafiqtdweik@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد