صحيفة السوسنة الأردنية

سنديانة غضة ، ربت على ضفاف اليرموك الخالد ، عطرها من عبقه ، وشذاها من نسائمه ، وهمتها من غضبة غدرانه . صوتها تغاريد بلابله ، وصفاؤها وعفافها من عذرية فراشاته ، وعطاؤها من سريانه ، وخصب أحضانه .
هناك على طريق (السرو) في بني كنانة ، نمت وتسامت قامتها ، وتمايلت بالزهر والثمر فروعها ، وهفهفت بالظل أغصانها ، جذورها راسخة في الأرض ، وأصلها طيب معطاء .
سنديانة تتسامى بمجد ، وترفل بأعطاف عز، وتزهو بدلال ، امتدت فأرخت جدائلها على وطن ، لتغزل له أحلى حكاية ، وتتلو على مسمعه سفر الانتماء .
ناريمان الروسان .... سنديانة أردنية المنبت ، جذورها من نسغ الأرض ، ثمرها ليس للبيع ، وطرحها ليس للمساومة ، أزهارها لفراشات الوطن . وظلها للمتعبين من أهله ، وعشقها لوطن عشقه قبلها عرار ، وقضى لأجله وصفي وهزاع . وطن ما كان يوما ، ولن يكون ، حقيبة سفر أو سلعة في مزاد ، أو حسابا في بنك .
ناريمان ...... ، يا أخت خولة وأسماء ، أيتها الفلاحة الأصيلة ، يا من عطرها تراب الأرض ، وعزمها من روح صوانه ، عنفوانها من الق زيتونه ورمانه، ولونها من لون (حماريه) ، وحمرة خدها من شقائق نعمانه ..... أنينها من ألمه ، ودمعها من جوع صبيانه .
أيتها الغصن الندي ، الذي تروى بمجد الآباء ، وحكايات الأجداد للأحفاد .... أيتها الصوت النقي ، الذي ما تلجلج بموقف ، ولا (بح) بنداء . انطلق حين صمتت الأصوات ، وتمرد حين كممت الأفواه .

أيتها النشمية ، أيتها الماجدة الأبية ، أيتها الفلاحة الأصيلة ، يملؤنا الفخر، وتتمايل رؤوسنا بعظم الانجاز ، أيتها ( الروسانية) ، با نشمية الشمال ، ويا مفخرة الوطن ، نطمع بالمزيد ، تماما كما طمعنا بشهدائنا ( وصفي وهزاع ) ، عليهم رحمة الله (وأستحلفكم الفاتحة لروحيهما ) .