الفصحى لا العامية !

mainThumb

23-11-2008 12:00 AM

هناك الكثير من الكتاب في الوقت الحاضر يسرفون في استخدام اللغة المحكية -اي العامية -في كتاباتهم خصوصا في كتابة المقال, نحن لا ننكر ان استخدام بعض الجمل العامية قد يعطي رونقا للمقال او نوعا من الدينامكية والتفاعل مع الواقع.

ولكن الاسراف في استخدامها قد يسىء الى اللغة العربية الفصحى – اللغة التي كرمها الله بان تكون وعاء لكلامه عز وجل.

كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يفخر بلسانه ولغته ، فصاحةً ووضوحاً وسلامةً وبلاغةً ومن الأحاديث التي جاءتْ في ذلك قولُه عليه السلام :{أنا أعربكم ، أنا من قريش ، ولساني لسان سعد بن بكر}, وقال ايضا{ أنا أعربُ العرب ، وُلِدتُ في بني سعد ، فأنّى يأتيـني اللحنُ}.

كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يستنكر اللحن?Z ، ويسمّيه ضلالاً ، فقد ر?Zو?Zوْا أنّه عليه السلام سمع رجلاً يلحنُ في كلامه فقال : { أرشدوا أخاكم فإنّه قد ضلّ}.

لذا لا بد من التركيز على اللغة العربية الفصحى في الكتابة لان اللغة هي جزء من ثقافتنا وهويتنا, فاللغوي الامريكي المشهور هوجن يقول" ان الامة التي لاتحترم لغتها لا تحترم ذاتها". وهناك العديد من الشخصيات في العالم يرفضون حتى التحدث بغير لغتهم اثناء انتقالهم الى بلدان اخرى.

فمثلا الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك درس في الولايات المتحدة وكان ينطق الفرنسية بطلاقة الا انه اثناء زياراته للولايات المتحدة كان الصحفيون يستفزوه بان يسألوه باللغة الانجليزية , فكان يجاوب باللغة الفرنسية.

واما بالنسبة للالمان والايطاليون فانهم لا ينطقون بغير لغتهم لا من دافع الجهل ولكن من جانب الاعتزاز بها.

وفي مدح اللغة العربية قال الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله" وانما يعرف فضل القرآن من عرف كلام العرب, فعرف علم اللغة وعلم العربية وعلم البيان ونضر في اشعار وخطبها ومقالاتها في مواطن افتخارها ورسائلها .."

ويقول طه حسين عميد الادب العربي: ( إن المثقفين العرب?Z الذين لم يتقنوا معرفة?Z لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب ، بل في رجولتهم نقصٌ كبير ومهينٌ أيضاً.) , وهناك مقولة عجيبة للمستشرق الفرنسي ماسينيون حيث يقول:( لِيصمد العربُ ، فالعال?Zمُ بأمسّ الحاجة إليهم ، وليحترموا عربيتهم ، هذه الآلة اللغوية الصافية ، التي تصلح لنقل اكتشافات الفكر في كافّة الأقطار والأمصار ، وليحافظوا على أصالتها ، فلا تنقلب مسخا مقلِّدا للغات الآرية ، أو أن تتخثـر في حدود ضيّقة شأن العبرانية الجديدة التي تخثـرتْ في الصهيونية المتطرفة.) .

واخيرا وبعد كل هذه الاقوال والادلة اليس جديرا بنا ان نحترم ونقدر لغتنا التي هي عنوان ثقافتنا والتي هي جزء لا يتجزأ من شخصية الفرد العربي , فاللغة انعكاس لقوة وثقافة المتحدثين بها.

فالاهتمام باللغة العربية الفصحى واجب ديني ووطني على كل ناطق بها وعلى كل غيورعلى صفائها ونقائها.كيف لا!! وهي اللغة التي كرمها الخالق عز وجل بجعلها لغة اهل الجنة.

هذا بالاضافة الى مرونة اللغة العربية الفصحى وسعة مفرداتها وقدرتها على استيعاب الصور البلاغية والشعرية والتعبيرية. وهذه الخاصية تنفرد بها العربية دون غيرها من اللغات الاخرى.

Harahsheh77@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد