من طفلتي إلى مرضى السرطان

mainThumb

25-11-2008 12:00 AM

ذهبت مع طفلتي البالغة من العمر اربعة سنوات لزيارة ابن صديقي الراقد على سرير الشفاء في مركز الحسين للسرطان ، ممرنا بالمركز التجاري وابتعنا له علبة شوكولاتة ولعبة صغيرة وما انفكت عن طرح الاسئلة عن كل شي ....دخلنا المستشفى والفرحة تعلو محيا طفلتي فهي في العاصمة عمان مكان جديد بالنسبة لها وايضا جناح الاطفال بالمستشفى تزين الرسومات والوان البهجة جدرانه المختلفة ، دخلنا إلى غرفة حسام وكانت الاجهزة في كل مكان استقبلنا والده المقيم بجواره إقامة شبه دائمة وكذلك فعل الحسام الصغير وقد غطى رأسه بقبعة حمراء اللون لاخفاء رأسه عن عيون الاخرين بعد خلوها تماما من الشعر ....

شعرت ان الصدمة اصابت طفلتي عندما شاهدت حسام ابن جيلها وقد اصابه ما اصابه...و حاولت انا وصديقي ان نرسم البسمة على وجه الصغيرين بكل الطرق الممكنة سواء كان بطريقة الكلام او بالحركات او حتى بالمواضيع المطروحة ولكن الاطفال ونزولاً عند رغبتنا يبتسمان بسمة المجاملة ..... غادرنا المستشفى ولم تكن حالة طفلتي النفسية عند الخروج كما كانت عند الدخول جلست في الكرسي المخصص لها في المقعد الخلفي للسيارة بكل هدوء واخذت ترقب الطريق وهذا مالم اعتد عليه ابدا فهي دائمة الحركة والسؤال عن كل شي على الطريق وتفضل الوقوف عند ظهري وانا اكرر لها بضرورة الإلتزام بالجلوس في المكان المخصص لها وربط حزام الامان ........ حاولت الحديث معها ولكنها كانت ممتنعة عن الإجابة وتكتفي بالنظر عبر النافذة ...

كنت ارقب هدوئها عبر المرآة الوسطى للسيارة بعد مرور نصف الوقت فاجأتني بسؤال برئ جدا ( بابا وين شعر حسام ) لم أكن مستعد للإجابة ولكنني تداركت الامر وقلت لقد اخذه المرض ، ردت (شو اسمه هالمرض ) اجبتها اسمه السرطان ، ردت (مش ابوه قوي وكبير ) اجبتها نعم ، ردت (طيب ليه ما ضربه وما خلاه يوخذ شعر حسام ) ترددت بالإجابة ثم اطرقت القول ( حسام يوكل كثير علشان يصير قوي وهو اللي رح يرجع شعره لحاله ) .

سكتت طفلتي وكانها لم تقتنع بالإجابة ...وصلنا للبيت دخلت طفلتي غرفتها وانا بعد أن بدلت ملابسي ألقيت بجمسي المتعب فكريا من اسئلة طفلتي على اقرب كرسي ، وبعد دقائق واذا بزوجتي تناديني لاتي للغرفة وإذ بطفلتي قد استخدمت المقص لجز جزء كبير من شعرها وقامت بتجميعه في علبة (الليجو) بعد ان افرغت محتوياتها .....اقتربنا منها وإذ بالدمعة قد سالت على خديها .... انحنيت بالقرب منها واذا بها تهمس في اذني (بابا ممكن توديها لحسام بالستشفى وتحكيله دير بالك هالمرة لا تخلي المرض يوخذهن منك ) ضممتها إلى صدري ووعدتها ان افعل ذلك باسرع وقت ممكن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد