الافلاس الحقيقى

mainThumb

29-11-2008 12:00 AM

عندما نقرأ هذا العنوان يتبادر الى الذهن أن المفلس هو ذلك الانسان الذى ليس معه المال . ولكن حقيقة الافلاس هى كما بينها الرسول صلى الله عليه وسلم حين سأل الصحابة رضوان الله عليهم عن حقيقة الافلاس كما جاء فى صحيح مسلم حيث قال: (أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار).

ان الانسان فى مسيرة حياته يمر بمحطات كثيرة وما عليه الا أن يعرف حقيقة الأشياء بحيث يحسب لكل شىء حسابه. ان التاجر الذى يخسر فى تجارته ربما يعوض تلك الخسارة فى يوم ما من الأيام ولكن الخسارة الحقيقية هو أن يخسر الانسان عمره فى المعاصى والذنوب والعياذ بالله تلك هى الخسارة الفادحة. أيضا أن يخسرالانسان الدنيا والاخرة وذلك هو الخسران المبين وسبب تلك الخسارة هى البعد عن الدين واتباع الهوى والشهوات قال تعالى:( ف?Zأ?Zمّ?Zا م?Zن ط?Zغ?Zى .و?Zآث?Zر?Z الْح?Zي?Zاة?Z الدُّنْي?Zا .ف?Zإِنّ?Z الْج?Zحِيم?Z هِي?Z الْم?Zأْو?Zى .و?Zأ?Zمّ?Zا م?Zنْ خ?Zاف?Z م?Zق?Zام?Z ر?Zبِّهِ و?Zن?Zه?Zى النّ?Zفْس?Z ع?Zنِ الْه?Zو?Zى . ف?Zإِنّ?Z الْج?Zنّ?Zة?Z هِي?Z الْم?Zأْو?Zى).صدق الله العظيم.

وقال الشاعر: ياخادم الجسم كم تسعى لخدمته...........أتطلب الربح مما فيه خسران أقبل على النفس واستكمل فضائلها........فأنت بالنفس لا بالجسم انسان كذلك أقول ان الخسارة العظمى هى خسارة الفكر وهى أن يسير الانسان بلا هدى لايستعمل عقله فى كل اموره لايبالى اذا اكتسب الاشياء من حلال أم حرام وبذلك يكون خائنا لأمانته خائنا لضميره لايراعى حقوق الاخرين قال تعالى:( إِنّ?Zا ع?Zر?Zضْن?Zا ?لاْم?Zان?Zة?Z ع?Zل?Zى ?لسّ?Zم?Zـ?و?تِ و?Z?لأرْضِ و?Z?لْجِب?Zالِ ف?Zأب?Zيْن?Z أ?Zن ي?Zحْمِلْن?Zه?Zا و?Zأ?Zشْف?Zقْن?Z مِنْه?Zا و?Zح?Zم?Zل?Zه?Zا ?لإِنْس?Zـ?نُ إِنّ?Zهُ ك?Zان?Z ظ?Zلُوماً ج?Zهُولاً ) صدق الله العظيم .

وقال الشاعر: واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها.............ان الكريم على الأمانة راع ان كل قول أوعمل نقوم به محسوب لنا أوعلينا.

اذا كنت أخى فى أى موقع من مواقع الحياة فما علينا الا أن نضع تقوى الله بين أعيننا وفى قلوبنا ونترجم هذا الى الواقع العملى الملموس ونحترم الآخرين لا نتكلم الا خيرا بحيث نفيد الناس ونبتعد عن الآنانية والمحسوبية واستغلال الآخرين والظلم والجشع والكذب والنفاق والرياء والغيبة والنميمة ولنعلم علم اليقين أن هذه الدنيا لا تدوم على حال فلنحاسب انفسنا باستمرار. أما آن الاوان لمراجعة الذات قبل فوات العمر أما آن الأوان لنعرف حقيقة الآشياء وعدم الآغترار بهذه الدنيا الفانية.

أما آن الاوان لنبصر النور الحقيقى بعين التقوى والورع بحيث ينعكس ذلك على جميع سلوكياتنا وأخلاقنا قال الشاعر:

صلاح أمرك بالأخلاق مرجعه.............. فقوم النفس بالاخلاق تستقم

وفق الله الجميع لمافيه خير الدنيا والآخرة انه هو العلى القدير.
gasimabdalla@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد