صرخة ونداء الى دولة الرئيس

mainThumb

12-12-2008 12:00 AM

سيدي دولة الرئيس :

لقد صدر قانون التأمين المعمول به حاليا على حين غرة كقانون مؤقت تم إعداده وتنفيذه ليتناسب مع مصالح شركات تأمين تعود ملكية بعضها لمتنفذين في - حكومة سابقة - حيث أن هذا القانون لم يأخذ حقه في الترويج والإعلان ليتم تمريره بدون إثارة ضجيج لا سيما وان من اشرف على تفصيل وإعداد هذا القانون كان يعلم بأن نتائجه لن تظهر لعامة الناس قبل سنوات حتى تأخذ قضايا حوادث السير مداها في المحاكم والتي ستكون نتائجها ايجابية تماما لصالح شركات التأمين بينما هي سلبية ماحقة لكل من يفكر بقيادة سيارة.

سيدي دولة الرئيس :

إن من المؤسف أنه تم تمرير هذا القانون على مجلس النواب السابق ليكتسب الصفة الدائمة كقانون معمول به ولا ادري هل تم تبسيط الأمور لأعضاء المجلس أم انه لم يسعفهم القدر بتقدير حجم الظلم الذي سيقع على عباد الله في حال تطبيق هذا القانون. لقد تم تطبيق هذا القانون وبدأت اولى نتائجه تطفو على السطح ومن أهم مميزات هذا القانون الظالم استعرضه في المثال التالي :

(( لو كان مواطن يقود سيارته وحصل معه حادث سير ونتجت إصابات في الأشخاص لا سمح الله ، فإذا عولج المصاب وحصل على عجز 30 أو 40% فهذا يعني انه سيحصل على مبالغ تقدر بعشرات الآلاف حيث أن هذه الحسبة يعرفها أصحاب القانون، المشكلة ليست هنا إنما هي تتمثل بأن سائق السيارة أو المركبة يترتب عليه تحمل أكثر من 80% من التكاليف والتعويضات يدفعها من حر ماله وإن عجز عن الدفع فالحجز على أمواله أو السجن اولى به، كل ذلك كي يتسنى لشركات التأمين كسب المزيد من المال تحت حجج ومبررات واهية، أما المصاب المسكين فعليه أن يكافح ويرفع قضايا وينتظر حتى يحصل على حقه - من اخية المواطن- المتسبب في الحادث وهنا تدور دائرة الضياع والمشاكل)).

سيدي دولة الرئيس:

إن نتائج هذا القانون سيترتب عليه مشاكل اجتماعية ستفوق ما سببه انهيار البورصة على نسيجنا الاجتماعي، فالمتسبب بحادث إذا ما ترتب عليه دفع خمسون أو ستون ألف دينار فما عليه إلا أن يبيع ممتلكاته أو أن يسرق و يحتال و غير ذلك من الأمور ولنتصور مدى الضرر الذي سيلحق ببنية المجتمع ككل.

لقد وضع هذا القانون النقاط المظلمة على حروف فاسدة فعلى كل من يرغب أن يمتهن مهنة القيادة- أي أن يصبح سائقا- أو من يرغب بان يقود سيارة فعليه أن يعد للملايين وإلا فان قانون –تأميم- أموال الناس لصالح شركات التأمين بانتظاره.

إنني يا دولة الرئيس اتساءل... كيف لي كمواطن وصاحب مركبة أن ادفع مئآت وآلاف الدنانير لقاء تأمين على سيارتي أو مركبتي وعند وقوع الحادث فان شركة التأمين لا تتحمل- من الجمل إلا ربع أذنه؟!!!! .

كيف لهذا القانون أن يبقى وأنتم يا دولة الرئيس من شكلتم سابقة بتاريخ رؤساء الحكومات في رفع الظلم عن الشعب ولو بأثر رجعي؟؟؟ كيف لهذا القانون المعد بدهاء ومكر شديدين أن يبقى مسلطا على رقاب العباد وانتم يا دولة الرئيس من حملتم الأمانة بثقة القائد الحريص على مصالح ابناء وطنه؟؟؟ .

سيدي دولة الرئيس :

إنني ادرك بأن غالبية الأخوة من أبناء أردن ابا الحسين لا زالوا لا يعلمون عن حيثيات هذا القانون الظالم. لأنهم وبحفظ الله لم يتعرضوا لحوادث سير من هذا النوع تجعلهم يغرقون في دهاليز هذا القانون، إنني أتذرع إلى الله أن لا يصيب أحدا مكروها وان يحفظ الأردن بمليكه وأبنائه من كل شر... إنني أتذرع إلى الله أن يلهمكم القوة وبجرأتكم المعهودة بالتحقيق في حيثيات هذا القانون وكيفية اعداده كقانون مؤقت وكيفية تمريره من تحت قبة البرلمان .

انني باسمي وباسم كل اردني نناشدكم العمل على إيقاف العمل بهذا القانون الظالم وإعداد قانون متحضر يرقى بمستوى الأردن الكبير بقيادته وشعبه ... وفقكم الله سيدي وسدد خطاكم على طريق الخير والمحبة وكل عام وانتم بخير
 thabetna2008@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد