منتظر الزيدي وبوش

mainThumb

25-12-2008 12:00 AM

هل تفاجأ الرئيسان بوش والمالكي بتصرف الصحفي منتظر الزيدي ؟ وهل كان بوش والمالكي يتوقعون غير ذلك ؟ أكان الرئيس الأمريكي بوش يأمل في زيارته الوداعية بأسئلة من نوع كيف نشكرك يا سيادة الرئيس على ما ينعم العراق به من امن واستقلال وازدهار ونمو اقتصادي وديمقراطية ؟

هل كان يتوقع أن يفعل الشعب العراقي كما فعل الشعب الكويتي من إطلاق اسمه على أطفال ولدوا بعد التحرير ؟ ويصطف حملة اسمه من الأطفال العراقيين صفا يتبختر أثناء استعراضه لهم وهم يحملون باقات ورد حمراء ويتغنون بأناشيد تمجد بطلهم المحرر وواهبهم الحرية ؟؟؟ وهل ينم سلوك منتظر الزيدي عن شعور فردي ؟؟أم حالة عامة يشاركه بها ملايين الناس ؟؟ داخل العراق وخارجه ؟؟ هل سيكون اسم منتظر هو الاسم الأكثر شيوعا بعد اليوم في أوساط من أحسوا أنهم سعدوا بهذه النهاية الوداعية لبوش ؟ ماذا سيقول عشاق بوش وكيف سينامون ليلتهم وكيف سيداروا خجلهم مما حصل ؟؟

صحيح أن بوش استكمل الحديث ولكن هل لاحظتم انه كان يميل على جانبه في وقفته؟ هذا السلوك الدفاعي اللاشعوري يعكس مدى الرعب الداخلي الذي يشعر به فكيف له أن يهنأ وقد زج بجيشه في هذا الأتون المعادي هل شعر بالخوف الذي شعر به جنوده وهم يرو زملائهم يعودون من جولاتهم الروتينية أشلاء ؟؟ فاستعجل بتوقيع اتفاقات أمنية تسمح لهم بالبقاء في قواعدهم امنين كما هو الحال في الدول الأخرى ؟؟

هل أحس بنفس الخوف الذي يشعر به الجندي الأمريكي وهو يسير متلفتا ومنتظرا رصاصة قناص ؟؟هل فهم وضع أفراد جيشه ونحن على أبواب عيد الميلاد ومدى رغبتهم بالعودة ؟؟ هل فهم الرسالة الأمنية التي قالت بوضوح انتم أيها الأمريكان عاجزون عن تامين حماية أنفسكم في العراق فلا شكرا لصنيعكم ولا هيبة لكم لأنكم فاشلون ومخيّبي آمال من تمنوا حياة أفضل بعد مجيئكم ؟ الم تكن أمنيات بوش حين زحف بجنده على العراق أن يستقبل الشعب العراقي جنوده بالورود ؟ استقبلوه بالدم فهل سيودعونه بما شاهدنا على يد منتظر الزيدي .

وقبل يومين اطل علينا وزير حربه يطلب انضمام العراق لمجلس التعاون الخليجي لماذا ؟؟؟ هل كان يعلم أن الخليجيين سيرفضوا هذا الطلب ليبرر ما سنشاهده من تملق أمريكي لإيران ؟؟ الجيش الأمريكي تحول من قوة مسيطرة إلى قوة فيل جرح في ساقه ويكفي إشارة من إيران للسيستاني ليصدر فتوى مناقضة لفتواه الأولى في عهد برايمر لتتحول جراح الفيل إلى نزيف أقوى .

إذا كان هذا حال الأمريكان في العراق فماذا سيطلب الأمريكان من إيران حتى لا يموت جنودهم وجنود الناتو جوعا في أفغانستان خصوصا بعد الهجمات على قوافل الإمداد القادمة من باكستان والتكلفة الباهظة لتزويد الجيوش بإمدادات جوية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة ؟ هزم نابليون في روسيا بجنرال الثلج حين عجز عن إمداد جيشه بالغذاء وكذلك انهزم هتلر أمام ستالينغرد فهل سنشهد في العام القادم تقديم هدايا لإيران مقابل تحويل خطوط الإمداد من باكستان لتحل إيران محل باكستان؟؟وإذا علمنا أن تركمانستان بعيدة عن مناطق الصراع في الشرق والجنوب الأفغاني والتكلفة أكثر. واعتبارها من الدول المعزولة فهي لا تطل على محيط أو بحر يطل على محيط يسهل على الأسطول الأمريكي دخوله لاستمرار الدعم اللوجستي لقواته وقوات الناتو .

وان الهازارا في الغرب الأفغاني من الشيعة نعلم مدى أهمية إيران في اللعبة ومقدار الحاجة لها .. ما هو الثمن ؟؟ ومن سيدفع الثمن ؟؟ هنا لا يكون الثمن دولارات نقدية بل تنازلات جوهرية في مناطق النفوذ ومن هو الحلقة الأضعف في لعبة المصالح إذا علمنا أن أمريكا غير قادرة على الدخول بحرب جديدة ؟؟ وهل زيارة كارتر ولقائه بخالد مشعل وتشدد هنية له دلالات عند العارفين وأصحاب القرار ؟؟؟ أثق بحكمة ووعي قادة الأمة لما يدور من حولنا من تغيرات متسارعة وتحالفات في الظّل ارجو أن لا تفجعنا خصوصا بعد ما وصلني عن كتاب اوباما الرئيس القادم في كتابه( حيث يقول " A large proportion of the $ 800 million we spend on foreign oil every day goes to volatile regimes - ......... p.168" جزء كبير من ال800 مليون $ التي نصرفها يوميا على البترول القادم من الخارج تذهب إلى ( أنظمة متطايرة -)أو متبخرة ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد