المسار التربوي إلى أين؟

mainThumb

24-12-2008 12:00 AM

طالما تحدّثت وزارة التربيّة والتعليم عن برامج التطوير التربوي في الأردن وقامت بتنفيذ برامج وخطط لهذا الأمر انطلاقاً أنّ الطالب هو المستهدف من عملية التطوير هذه ،ولكن السؤال الّذي يطرح نفسه وبإلحاح هل حقاً وزارة التربيّة والتعليم تسير في الإتجاه الصّحيح بكل ما تقوم به ؟ وبصفتي معلّم في هذه الوزارة منذ بداية السبعينات ولغاية الآن أرى انّه وللأمانة ، أنّ البرامج التّربويّة التي كانت تنّفذ في تلك الفترة كانت أفضل منها بكثير عمّا هي عليه اليوم، ويجب ان نلقي عمليات التّنظير وراء ظهورنا حيث أنني أتحدّث عن واقع لا برامج على صفحات الورق والملفّات والإستعراضات من خلال اللقاءات المتلفزة أو على صفحات الجرائد والإدعاء بالتطوير والتحديث .

وحديثي هو من واقع الميدان من غرفة الصّف ،وهذا ليس للتقليل من الجهد المبذول للوزارة أو العاملين فيها، ومن أجل وضع اليد على الجرح لعلاجها والعمل على إيجاد الحلول ،فما هي هذه السلبيات ؟ :

1-المعلّم جوهر العمليّة التّربويّة في المدرسة حيث لا يتم احترامه لا من الطالب ولا من أولياء الأمور وأصبحت ظاهرة عامّة وليست خاصّة في مدرسة أو معلّم معيّن .

2-تراجع تحصيل الطالب المدرسي خصوصاً في المرحلة الاساسيّة الدنيا في معظم المدارس والمطلوب الوقوف على أسبابها .

3-انتقاء المعلم بشكل غير مدروس واعتبار الحصول على التعيين حل لمشكلة البطالة وليست عن قناعة بامتهان هذه المهنة الشريفة والإنسانية .

4-عدم استقرار المعلّم ماديأ انعكس ذلك على أداء المعلم والإنتماء للمهنة .

5-عدم سعي وزارة التربيّة والتّعليم لتحسين وضع المعلّم المادي بشكل أفضل يؤثر سلبياً على عطاء المعلّم حيث يجبر على عمل إضافي لا يليق به كمعلم كبيع الخضار وما شابه ذلك .

6-مسابقات المعلّم المتميّز خطوة رائدة لكنها غير كافية للتطوير بشكل جدّي .

7- تحديث القوانين التي تحكم العلاقة بين المعلم والطالب حيث أن القوانين الحاليّة تدعو للتسيب وعدم اكتراث المعلّم بالطالب وطاعته .

8-عدم وجود حصانة تربويّة للمعلم ينال منه الظالمون ( الطالب وولي الأمر )

9-عدم وجود حوافز مستقبليّة للمعلّم يؤدي إلى عدم انتماء للمهنة .

الحلول المقترحة :

1- منح المعلّم صلاحيات أوسع للتصرف مع الطالب وعدم المساس بكرامة المعلّم في حالة تأديب الطالب ومعاقبته لردعه عن سوء سلوكه وتصرفه .

2-إلغاء قرار النجاح التلقائي والعودة لرسوب الطالب مهما كانت مرحلته الدراسية .

3-تشكيل لجنة متخصصة تربوياً لاختيار المعلّم الّذي سيتم تعيينه كمعلّم بعد إجراء تقييم كامل لوضعه العلمي والنّفسي والثقافي .

4- يجب العمل على تأمين مستقبل المعلّم بشكل أفضل بمنحه حوافز تدريس أبناءه في الجامعات كمنحة أو إعفاء جمركي لسيارة بعد وصوله درجة معينة

5- منح المعلّم حصانة تربويّة من قبل الدولة حيث لا يجوز محاكمته في حالة ما إذا قام بإجراء لتعديل سلوك الطالب لفائدته .

هذا انطلاقاً من مبدأ أنّ المعلّم هو جوهر العمليّة التّربويّة وهو رجل الميدان الّذي على صلة مباشرة مع الطالب المستهدف من العمليّة التّربويّة ، بمعنى لا يمكن التطوير مع معلّم محبط وهذا بيت القصيد في هذا المقال .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد