إذا كان الفساد حقيقة فمقاومته واجب !

mainThumb

12-08-2009 12:00 AM

عمر بني ارشيد
كثيرا ما نسمع عن قضايا الفساد ولكن عندما يكون من مسؤول مهم و كبير في الدولة ورجل مؤتمن فان الوقعُ يكون أثقلُ والقلبُ يئن ألماً لخيانة الأمانة وللآثار السلبية التي تعيش في جسد الوطن .
عندما يكون الفساد هو نتاج استغلال المنصب وأداة ومنفذًا أمناً وحماية له يصبح هذا الفساد هو الفساد الأكبر .
فعندما كان بمنصب وزيرا أو مديرا عاما أو نائبا أو غيره وأصبح بعد تلك الفترة يمتلك الملايين من أين ؟ وراتبه محدود واصله معروف !
مؤسسات كثيرة ومسميات عديدة أوجدتها الدولة لمكافحة الفساد تتشابه اغلبها بالمهام واختلطت الأدوار حتى باتت تلك المؤسسات المستحدثة عبئا على عملية مكافحة الفساد .
إن خطر الفساد إذا تفاقم يشكل خطرًا جسيمًا على الوطن ومقدراته وخاصة إذا كان من المؤتمن على تلك المقدرات .
لكن تبقى أهم مسببات وظواهر الفساد في أي مجتمع هي مسألة اختيار المسؤولين لخدمة أفراد المجتمع ولعل لنا في ديننا الحنيف وفي سيرة سيدنا محمد الكثير من الأسس المثلى التي أوضحت لأي مجتمع مسلم وفي أي زمن آلية اختيار المسؤول .
ولعل نص الحديث الشريف لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن موعد قيام الساعة قال صلى الله عليه وسلم للسائل " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " قال وكيف إضاعة الأمانة يا رسول الله قال إذا اسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة !!
من هنا فان في هذا الحديث أبلغ الحكم وأقوى المواثيق وأفضل الأسس لاختيار المسؤول في أي مرتبة وفي أي موقع وفي أي مسؤولية والذي أكد على وجوب توفر صفة الأمانة أولاً و الكفاءة ثانياً من حيث وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
هذا المبدأ يجب أن يكون الأساس الأول عند الدولة بتعيين المسؤول او عند الموطن كذلك باختيار المسؤول لتتحقق بعد ذلك إستراتيجية مكافحة الفساد على الواقع فعلا وعملا .. كما أن هذا سيكون الداعم الأهم لنجاح مؤسسات مكافحة الفساد في مسؤوليتها الكبيرة .
baniirshaid@gmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد