ثقـافـة الهـاتف النقّـال عـند الشــباب

mainThumb

16-08-2009 12:00 AM

مـنال القـطـاونـــة
في ظـل هذا العـالم المتـسارع تغدو متطلبات الحـياة العصريـة أمـراً ضرورياً لا غنى عنه ... حيث يعتبر العـصر الحالي عصر التكنولوجيا والـسرعة والحداثة تؤثر على حياة وسـلوكيات الشباب .... ففي ظل هذه الثورة المعلوماتية يرتبط الشــاب بمحيطه القريب والبعيد وتربطه بنوافذ المعرفة التي نحن بحاجة إليها في بناء شخصية الـشاب الذي يقع على عاتقه تولي دفة الحياة في المستقبل....
ففرضت الحياة العصرية على الإنسان أن يظل على اتصال دائم ومباشـر بمصادر معلومات وأماكن عملـه ومعيشته... وهذا الأمر الذي أدى إلى التوسع في أجهزة المعلومات النقالـة التي سـاهمت في تقليص العالم، وجعلت منه جعله قرية صغيرة يستطيع الفرد أن يمـس أطرافها بدقائق معدودة.

وسيظل التسـاؤل هنا : ما جدوى اقتناء هذه البدع من الأجهزة الالكترونـية النقالة إذا ما ظل استخدامنا لها محصورا في تلك الأمور الثانوية دون الاستفادة الحقيقية من إمكاناتها العـديدة ؟. وخاصة في ظل الاندماج بين التلفزيون والانترنت والجيل الثالث من الهواتف النقالة.
وخاصة أن الشبـاب الذيـن هم شـريحـة واسـعة من المجتمـع والأكـثر استعمــالاً لهذه الهـواتف سـواء كانـت للضـرورة أو بـدون ضـرورة...
فقد ألهتنا هذه التكنولوجيا " الآسـرة " بقدرتها الناجحة والفائقة على إحداث التغيـير وألهبت خيال شـبابنا.. واقتحمت أوقاتهم واغتالت جلساتهم العائلية الحميمة فما أن تظهر تكنولوجيا جديدة حتى يندفع الشباب إلى استخدامها في مجالات فنونهم المختلفة.
ما أود أن ُأسلط عليه الضوء في هذه السطور هو أن لا تتحول هذه التكنولوجيا إلى مشكلةٍ اجتماعية بين فئة الشباب بالذات ، وعلى الرغم من الفوائد الجمة للهاتف الجوّال إلا أن آثاره الجانبية لا تقلّ خطورةً عن فوائده، خصوصاً إذا ما توفر في أيدي الشباب بلا ضوابط أو قواعد وآداب .
فما ول?Zدته رحـم الثورة المعلوماتيـة الهائلة من (النقال أو الجوال )الذي أصبح من الوسـائل الهامة عند تلك الفئة الثائرة الُمقبلة على الحياة بانطلاقة الشـباب وعنفوانه ، يتلقون كل ما يُمثل شـخصياتهم أو يسـاعد في بنـائها.
يبقى الشباب في حيرة بين إيجابيات التقنية وسـلبياتها خصوصاً في عالمنا العربي الذي يعد مستهلكاً شرهاً للتقنية غير مشارك في إنتاجـها... وغير متقن للغتها... وغير مدرك لأبعـادها.
وينظر السـواد الأعظم من الشـباب في عالمنا إلى التقنيـة على أنها إيجابيـة دائماً، لذا فهم يتصورون أن اقتناء الأجهزة الحديثـة والبحث عن كل ما يـستجد منها لهو الدلـيل على التقدم التقني ومـسايرة العصر.... لذا يتباهى بعض الشباب بشراء الأجهزة الخلوية الحديثة مع اكسسـواراتها الكاملة لدرجة أصبح هذا الجهاز يسيطر على عقول كثير من الشباب بل وحتى على سلوكهم وخاصة دخلت له تقنياتٌ جديدة وإضافاتٌ مُبهرة ازداد الإقبال عليها بشكلٍ لافتٍ من قبل الشباب .
فبات امتلاكه بمظاهره وأشكاله الملونة استعراضـاً و طغيانا سـافرا دخيلاً مفروضا من قبل الشباب ... لاعتقادهم بأن ذلك يعطيهم التميز عن غيرهم من الأصدقاء فأصبح الموبايل في نظرهم من أهم مقومات الوجاهة والتعبير عن الذات والفشخرة الشبابية الرائجة .
ومن ثم نرى هؤلاء الشباب يتبارون في اقتناء الأحدث والأغلى من تلك الأجهزة بل ويتبارون فيما بينهم حول من لديه الأحدث من النغمات والصور والبلوتوث.
ويدور الحديث بينهم عن موديلات الجوالات الحديثة ويتفاخر كل منهم بامتلاكه لدرجة أن الأمر وصل إلى أن اقتناء وتغيير هذه الجوالات أصبح (هدفاً وضرورٍة وهاجساً ) يؤرق الشباب الذين ظهروا كأنهم مهووسون بكل جديد وافد في هذا المجال .
فقد باتت موضة متابعة احدث الجوالات ظاهرة منتشرة بين أوساط الشباب فاخذ كل منهم يحرص على امتلاك احدث جهاز نقال لان الغالبية منهم من هواة التكنولوجيا الحديثة ... فبعض الهواتف النقالة تستطيع من خلالها التصفح عبر الانترنت ، ومشاهدة البريد الالكتروني أيضا ،،، ناهيك عن الإمكانيات المتعددة الأخرى بما فيها الكاميرا وتقنية / البلوتوث وحدود اسـتخدامه م?Zما يجعلهم يسـيئون اسـتخدامه أو يتخطون الحدود الأخلاقية التي لا ينبغي تجـاوزها .
وفي إحـصائيات قرأتها حديثاً أجـريت على استعمالات الهواتف النقالة في العـالم، ظهرت نتائجها أن أكثر الهواتف النقالة شيوعاً واستعمالاً لدى الشـباب العربي حيـث يتم إرسال ملايين الرسـائل من خـلالها والتي تفـوق ما يـرسـله سـكان البلاد الصانعة والمص?Zدرة لتلك الهـواتف، وقد يعود ذلك إلى عوامل ج?Zمة: منها الـسلوك الاجتماعي لدى الشـباب ، وبالإضافة إلى عدم تقدير عامـل الوقـت وأهميته، ناهيك عن الفراغ الذي يداهم الشـباب كل يوم نتيجـة ثقافات معينة .
والأضرار السلبـية المؤثرة على الصحة لهذا الجهاز كما أشارت الدراسات الأخيرة التي قرأتها في إحدى المجلات أن الأمواج الكهرومغناطيسـية تؤدي إلى أمـراض خطيـرة من ضمنهـا السـرطان الدماغي الذي ينتج عن الانقسامات غير المنتظمة في خلايا الدماغ . أما التأثير الأقل فهو أن الشـاب قد يؤخذ من الحياة الأسـرية ويكون في عالم مغلق ضمن هذا الجهاز الصغير.
فأنا لسـت ضد هذا الجهاز بل يجب أن يعرف كل شـاب أصول وقواعد استخدامه.... ولا ننسـى بأن هذا التطور التكنولوجي لا يـؤثر سلباً على حضارتنا ولا يضر بعراقة تراثـنا ، أن هذه الحضارة الوافدة فرضـت علينا فرضاً ، وأقحمت على عالمنا، واجتاحت جلـساتنا ، وأسـرت خيال شـبابنا دون حـدود أو قيـود ، من هنا يجب الحذر من مغبـ?Zّ?Zة الإفراط في اسـتخدامهـا.
واهمس للشباب بان الهاتف النقال وسيلة ضرورية للتواصل وانجاز الأعمال الهامة يجب ان يكون اسـتخدامه صحيحاً وسليماً وان استخدامه هي مسؤولية ذاتـــية تتبع ضمير الشــاب المستخدم .
ناهيك ان استخدامه بدون ضوابط مضيعة للوقت والمال ... ولا ننسى خطورته في أثناء قيادة الســيارة حيث يشكل خطرا ًعلى الآخرين من جراء الحوادث القاتلة والتي نشاهدها يومـــيا.
في الختام أهمس لكل شـاب على مقاعد الدراسة أن نعيش لذة المـعرفة، واكتشـاف الجديد من خلال ملازمة الكتاب والقراءة، وارتياد الأنـشطـة المثمرة، من هنا وجب على كل شـاب إعادة هيكلة منظومة الوقت من جـديد
فوجودك في الجامعـة او المدرسة على مـقاعد الدراسة فرصـة ثمينة ، وسـاحة لعقلك وفـكرك وروحك ... فيجب الاعـتدال والتوسـط في كل أمور حـياتك " فخير الأمـور أوسـطها "
manal_qatawneh@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد