الاختيار بين الحجاب والوظيفة

mainThumb

17-08-2009 12:00 AM

شمس محمد المواجده
عني الأسـلام بالمرأة عناية فائقة قد لا تجدها تحت أي دين معمول به أو أي مدرسـة فلسـفية يكون للمرأة دور فيها ، فقد شـرع ديننا الحنيف على تهذيب المرأة وحفظ كرامتها وصيانة عفتها وسـارع إلى تعليمها وأباح لها العمل والوقوف مع الرجل صفاً بصف مع المحافظة على عزتها وكرامتها وانوثتها .
لقد أولى ديننا الحنيف العناية بالمرأة من جميع جوانب ومتطلبات الحياة ، فقد أسـقط عن كاهلها حق الإنفاق على نفسـها أو غيرها ، وقد تكفل الرجل بذلك في جميع الأحيان ، لذا جاءت مشـروعية العمل على الإباحة بعيدة عن المسـتحب أو الواجب مما يضطرها إلى القيام به عند الحاجة . هذا الحكم لم يأتي من فراغ أو سـاغته العلماء بدون أدلة قطعية وبراهين سـاطعة ، وقد اشـار بعض العلماء في حق المرأة الأشـتراط في عقد الزواج إن رغبت في العمل شـريطة أن لا يتعارض مع أخلاقيات دينها أو المسـاس بكرامتها أو عفتها . قد يأثم الرجل عند منعه أبنته أو زوجته من العمل عندما يكون المجتمع في حاجة ماسـة لها للقيام بدورها في بناء المجتمع وتسـخير طاقاتها العملية في رفع مسـتوى الوعي الثقافي والعملي لدى ابناء وبنات مجتمعنا ، وخصوصاً عندما تكون طبيبة أو معلمة على سـبيل المثال لا الحصر ، وعندما لا تكون هناك مسـوغات شـرعية للمنع ، فالأم مدرسـة إذا أعددتها أعددت شـعباً طيب الأعراق .
هذه الميزة قد لا تتوفر لدى المجتمعات الغربية على الإطلاق ، فالمرأة هناك تكون مرغمة ومجبورة على العمل حيث أنه لا توجد قوانين تفرض على ولي الأمر إعالة من يتولى ولايتهم ، سـواء كانت زوجة أو بنت أو حتى أم ، وعليه كان لابد للمرأة أو الفتاة من العمل دون النظر إلى ما سـوف يترتب عليه من نتائج ، فقد تراها تتعرض للكثير من المعاكسـات ومن ثم قيام الكثير منهن بأعمال مخزية والسـقوط في الرذيلة ، حيث لا حياء ولا دين ولا خجل ، بل هي المادة والحاجة للعيش ، وإن أضطرت لبيع شـرفها وعفتها وكرامتها .
المجتمعات العربية تختلف بطبيعتها عن المجتمعات الأخرى من حيث النظر إلى المرأة واحترام قداسـتها وخصوصاً تلك المكانة التي منحها الدين الإسـلامي الحنيف حيث وضعها ما بين الطيب والصلاة . يقول المصطفى صلى الله عليه وآله : “أحب من دنياكم ثلاث : الطيب والنسـاء وقرة عيني الصلاة ” ، وقد دأب العلماء والفقهاء في تحديد وتوضيح مكانتها للعامة حتى تكون في المرتبة التي ابتغاها لها البارئ عز وجل . نعم ، هناك كثير من التجاوزات على حقوقها وذلك بسـبب الترسـبات البائدة والتي مازالت مختزلة في عقول الكثير من الناس لما يرون من آثار سـلبية انتجتها الفضائيات حول المرأة وممارسـات غير مقبولة منها ، مما جعل مثل هؤلاء الناس ينظرون إلى المرأة من منظار ضيق لا يتجاوز جسـدها وتركيبتها الفسيولوجية, وهنا مكمن الخطر الذي اعتبره الرجل العربي تعدياً وتجاوزاً منها على كل الحدود الإنسـانية والقيم الأخلاقية . تظل مسـالة العمل أو الوظيفة خيار شـخصي ما لم تلتزم المرأة بحجابها إن صح التعبير أو لنقل هي وشـانها ومن هم مسؤولين عنها إن لم تكن هي ولية أمرها ولا دخل للآخرين في ذلك إلا أن يكون صاحب العمل لديه شـروطه في هذا المضمار فهل ترمي بحجابها جانباً وتقبل الوظيفة ؟ أم أنها تحافظ على عفتها وكرامتها وشـرفها وترفض الوظيفة ؟ هل تجلس في البيت ويخسـر المجتمع تلك الكفاءات وتموت الطاقات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد