ايها الساده قاطعوها لاجلنا

mainThumb

19-08-2009 12:00 AM

خالد العلاونه

ما هي الا بضعة ايام ونستقبل شهر الخير والرحمة والمغفرة ... شهر البركات وتضاعف الاجر والحسنات ،شهر التراحم والتواد ، ومع اقتراب يوم قدومه بدأ التجار حملتهم المسعورة لرفع اسعار المواد الغذائية والتموينية والخضار والفواكه لجني اكبر قدر من الارباح لان المواطن يضاعف مشترياته في هذا الشهر الفضيل ، وقد تممتها حكومتنا الرشيدة برفع اسعار المشتقات النفطية وذلك للمساهمة في تضييق الخناق على الفقراء واستنزاف ما يتبقى من مواردهم ولتركهم في صيام دائم طوال العام في بلد تنفق فيه مئات الالاف على السهرات والحفلات وتنفق الملايين على المهرجانات والكرنفالات .
من المواد المهمة التي ارتفعت اسعارها وبشكل جنوني اللحوم الحمراء .. وقد كانت هناك دعوة للمواطن لمقاطعة شراء اللحوم وذلك للضغط على بائعيها لخفض اسعارها وانا استغرب ان الداعون لهذه المقاطعه يوجهونها الى كافة شرائح الشعب وكانهم لا يعلمون ان المواطن الاردني يقاطع اللحوم منذ امد بعيد ليس للضغط على تجارها بل رغما عنه لانه لا يملك ثمنها اصلا ، فمنذ ان تجاوز ثمن الكيلو غرام الواحد منها سقف الخمسة دنانير اعلن اربعة اخماس الشعب الامتناع عن شرائها الا ما ندر والان وهي تصل الى احد عشر دينارا فقد اصبح حتى الحلم بشرائها ضربا من ضروب المستحيل ، ولم يعد بمقدور احد ان يشتريها الا الاغنياء اصحاب الثروات الطائله والتي جاء معظمها من استغلال المواطن في كثير من مجالات الحياه ، محتكرون ، جشعون ، فاسدون ، متنفذون استغلوا مناصبهم ومصاهراتهم وعلاقاتهم مع المسؤولين وادخلوا الى البلد كل ما هو فاسد وغير صالح للاستهلاك البشري ليأكله الشعب ويجنون هم واصهارهم الملايين .
اذا كان لا بد من توجيه دعوة لمقاطعة اللحوم فاظن ان هذه الدعوه يجب ان توجه في الاصل الى اولئك الذين يشترونها ،، الاغنياء والاثرياء الذين لا يضيرهم ان ترتفع الاسعار او تطير وليس في اجندتهم تضامنا مع الفقراء بل على العكس هم الذين يسعون دائما الى ان تصل الامور الى هذه الحال حتى يشعرون بانهم الاميز في المجتمع ويسعون دوما الى بقاء فئة فقيره تشعر بالحاجة اليهم وبالتالي يمارسون ما يشاؤون من مظاهر السيادة والرياسة عليهم ويتحكمون بمصائر اسرهم وعائلاتهم ويسعون دائما الى التفريق في المستوى المعيشي بين فئات المجتمع حتى تظل النخبة هي النخبه مع العلم بانهم هم الذين ينادون في صالوناتهم الاجتماعيه بالمساواة بين المراة والرجل على سبيل المثال بينما في الواقع هم اسياد التمييز والتفريق بين الفقير والغني وبين من يملك ومن لا يملك

اذا كان لا بد من الدعوة للمقاطعة فانا اقول لاغنياء :ايها الساده اشعروا مع اخوانكم الفقراء ولو فقط في شهر رمضان ، قاطعوها لاجلنا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد