غربان بيضاء في الجزيرة العربيّة!!

mainThumb

11-01-2009 12:00 AM

قد يبدو هذا العنوان غريباً ولكن تعالوا بنا نطالع الحدث :- سبحان الله العظيم كيف جعل من الغراب(معلّماً) لبني البشر !! وهذا لا يخفى على مسلم حين أرسل الله سبحانه وتعالى غراباً في الأرض يواري سوأة بني جنسه، ليعلّم بني البشر كيف يدفنون موتاهم على مدى العصور .

وقد مررت بتجربة عمليّة ومشاهدة فعليّة كيف يساعد الغراب أخيه الغراب ويقف بجانبه في المحنة ووقت الشّدّة ، حيث كان لي شرف الخدمة منذ زمن في إحدى الدول العربيّة معلماً ،وكانت الغربان تنتشر هناك بشكل كبير، وتصادف أن يكون لي صديق معلّم من هوايته الصّيد بالبندقيّة ، وقد ارتكب صديقي حماقة حيث قام بقتل إحداها ، فما كان من أقرانها الغربان إلا وقامت وبشكل جماعي تنعق وبصوت عالٍ ، وتحوم مستنفرة مهاجمة صديقي المعلّم ولولا أن احتمى بجوف الشجرة لتمكنت من إلحاق الأذى به !!

هذا المشهد الحقيقي يظهر العلاقة الحميمة بين الأقران وما يتحتم على القرين فعله من حيث الوقوف بجانب قرينه خصوصاً في المواقف الصعبة وأوقات الشدّة ، فإذا كانت كان العرب يعتبرون نعيق الغراب دليل شؤم ويتطيرون من صوته إذ يجب عليهم الآن في القرن الحادي والعشرين تغيير هذه النّظرة لأن الغراب ذو اللون الأسود بما يحمل من طيبة ونخوة ومروءة وأخوة حقيقيّة بنظر المتمعّن بهذه الصّفات، يجعل منه طائراً قلبه أبيض فهو بهذا( سفيراً أبيض ) بعد أن كان (معلّماً ) لبني البشر فهو سفيراً للأخوة والتعاون والنخوة ، ومن المفارقات العجيبة أنه بنفس المنطقة هذه يوجد طائر أخضر جميل المنظر كنت عندما أراه أشعر بالفرح والسعادة يعتبره سكان هذه المنطقة دليل شؤم وتطيّر عندما يقترب من بيوتهم ،سبحان الله كيف لا يعطي الإنسان الأشياء حقوقها الطبيعيّة في التعامل معها فكيف يكون الموقف في التعامل مع بني البشر!!

المقصود من هذه الرواية التضامن العربي ، ونثمّن ونقدّر جهود الشارع العربي في الوقوف بجانب إخوانهم في غزّة الصامدة ،في هذه المحنة وهذا نابع من عظمة الإنتماء لهذه الأمّة الماجدة ، ولكن المطلوب أكثر من هذا بكثير من قبل أصحاب القرار إذ لا بد من توحيد الجهود في ردع العدوان الّذي ألمّ بهذا الشعب العربي المسلم ، ومن المؤسف أن تقوم بما يسمى إسرائيل بقتل حمامة السّلام في نفوس أبناء أمة العروبة حيث أنّ العربي والمسلم الحقيقي لا يقبل هذا القتل والإجرام والبشاعة بهذه الصّورة حتى مع أعداءنا من اليهود وهذه هي مبادىء ديننا الحنيف .

والمطلوب أيضاً إعطاء الإنسان الوصف الحقيقي والقيمة الحقيقيّه بناء على ما يتمتع به من قيم ومبادىء عالية ، تجعله يسمو فوق كل الإعتبارات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد