العلاقات الأردنية الإسرائيلية في الميزان في ضوء العدوان على غزة
لا يختلف اثنان على أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يشكل جريمة إنسانية بكل المقاييس البشرية والشرائع السماوية يستحق مرتكبوه المثول أمام المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب ضد الإنسانية.
وكلنا يعلم انه لم يكن بالإمكان أن تقوم إسرائيل بهذا العدوان لولا معرفتها المسبقة بالدعم الأمريكي المطلق والصمت الأوروبي والتقاعس العربي. ولا يستطيع أي عربي في الوقت الحاضر إلا أن يعبر عن مشاعر الدعم والتقدير والاعتزاز بالتضحيات والبطولات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني في غزة من رجال ونساء وأطفال في مواجهة هذا العدوان.
كما لا يستطيع أي مواطن أردني مهما كان توجهه السياسي إلا أن يعترف بأن موقف الأردن من هذا العدوان كان ولا يزال موقفا مشرفا ويكفي هذه التوحد والالتقاء الرائع بين موقفي القيادة الهاشمية والجماهير الشعبية في سابقة بددت كل المخاوف والذرائع التي كانت تساق لمنع المظاهرات في الشوارع الأردنية.
ومع ذلك يأسف الإنسان أن يسمع بعض الأصوات التي لا يعجبها الموقف الأردني وتطالب بقطع العلاقات الأردنية الإسرائيلية وإلغاء معاهدة السلام بين البلدين. لا بل أن البعض بات يستخدم شعار قطع العلاقات مع إسرائيل في جميع الخطب والمهرجانات الشعبية والمقابلات التلفزيونية ويصورون للناس بأن إلغاء المعاهدة وقطع العلاقات الأردنية الإسرائيلية سوف يؤدي إلى وقف العدوان على غزة لا بل وحل القضية الفلسطينية.
والغريب في الأمر أن موجة ترديد هذا الشعار قد توسعت لتشمل العديد من نواب البرلمان وبعض الوزراء ورؤساء الأحزاب السياسية وكتاب الأعمدة الصحفية والصفحات الالكترونية لدرجة أن الإنسان المتخصص الذي يريد أن يكتب عن عقلانية الموقف السياسي الأردني بات خائفا من أن يصنف ضمن قائمة العملاء أو المنافقين أو المتآمرين أو الباحثين عن مناصب وغيرها من التصنيفات.
وبالرغم من إدراكنا بأن الطريق الأقرب إلى الشهرة والشعبية والنجومية وإمكانية الظهور على الشاشات التلفزيونية والفضائيات العربية هو ركوب الموجة والمناداة بقطع العلاقات العربية الإسرائيلية وفتح الحدود والمعابر ورفع الحصار وفتح باب الجهاد وكل الشعارات التعبيرية العاطفية إلا أن الواجب والمسؤولية تقتضي من المثقفين والمتخصصين أن يقولوا رأيهم ويدلوا بتحليلاتهم بصدق وصراحة وهدفهم الوحيد هو المصلحة الأردنية أولا والقضية الفلسطينية ثانيا. واستطيع القول بكل أمانة أن قطع العلاقات الأردنية الإسرائيلية والفاء معاهدة السلام بين البلدين هما ضد المصالح الأردنية وتضر بالفلسطينيين والقضية الفلسطينية على حد سواء وذلك للأسباب التالية.
1. جاءت معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية لخدمة المصالح الأردنية الإستراتيجية بالدرجة الأولى وبخاصة بعد أن قرر جميع العرب بأن السلام هو خيارهم الاستراتيجي الوحيد مع إسرائيل وبعد أن وقعت السلطة الفلسطينية معاهدة اوسلوا سرا مع إسرائيل باعتبارها الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ودون علم الأردن.
2. البديل للمعاهدة هو استمرار حالة اللاحرب واللاسلم التي تترك الأوضاع والعلاقات بين الأردن وإسرائيل والفلسطينيين في مهب الريح وتعطي إسرائيل الفرصة بصفتها الطرف الأقوى عسكريا والمحتل للضفة الغربية لاستغلال تلك الأوضاع لمصلحتها تحت أي ذريعة بما في ذلك إمكانية تهجير الفلسطينيين للأردن قسرا.
3. في حالة قطع العلاقات الأردنية الإسرائيلية يمكن لإسرائيل نظريا وعمليا إغلاق المعابر المفتوحة منذ 1967 بين الأردن والضفة الغربية بصورة نهائية تاركة أكثر من نصف مليون فلسطيني من سكان الضفة الغربية خارج فلسطين بصورة نهائية وحرمان أهلهم من مشاهدتهم وقطع حوالاتهم المالية التي يرسلونها من المهجر وضياع أملاكهم واستثماراتهم وقطع العلاقات بين الفلسطينيين في الأردن وباقي دول المهجر عن أهلهم في الضفة الغربية.
4. هل يتوقع البعض قطع العلاقات مع إسرائيل وان تستمر إسرائيل في كرمها في فتح المعابر؟ إنهم إن فعلوا ذلك فهم إما واهمون أو حالمون ومعابر غزة شاهدة على ذلك.
5. إيقاف جميع المساعدات المتوجه الآن من الأردن وعبر الأردن إلى غزة والضفة الغربية بصورة نهائية وهم في اشد الحاجة إليها ولا غنى عنها. أين المنطق في ذلك؟ أليس المطلوب فتح المعابر؟ فكيف يطالب البعض بالشيء ونقيضه في نفس الوقت؟ أم هل يحلمون بأن تبقي إسرائيل على المعابر بين الأردن والضفة أو غزة مفتوحة إذا قام الأردن من جانب واحد بإلغاء المعاهدة وقطع العلاقات معها؟ لنكن واقعيين.
6. يجب أن نعترف أن ما يحدث بين السلطة وحماس هو صراع على السلطة أكثر منه اختلافا على التحرير حيث لا يتوفر لأي منهما في الوقت الراهن ولا في الزمن المنظور المتطلبات اللازمة للتحرير. وما يؤكد صحة هذا الرأي أن سقف مطالب حماس الآن هو وقف العدوان وفتح المعابر ورفع الحصار ولا تطالب بالاستقلال. بالعكس حماس تطالب بفتح المعابر مع إسرائيل وتقبل باستمرار التبعية في كل شيء لإسرائيل بما في ذلك الماء والغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء. لماذا لا تطالب حماس بفك الارتباط أو على الأقل إغلاق المعابر مع إسرائيل والاكتفاء بمعبر رفح مع مصر؟
7. إن حماس لا تستشير لا الأردن ولا مصر ولا حتى السلطة الفلسطينية في اتخاذ قراراتها وسياساتها الداخلية والخارجية وتبرر ذلك وهي على حق انطلاقا من مبدأ مسؤوليتها عن مصالح شعبها. أليس من المنطق إذن أن ينظر الأردنيون بتقدير واحترام لسياسة حكومتهم التي تهدف إلى خدمة مصالحهم وحفظ أمنهم وسلامتهم؟ أليس هذا هو واجب أي حكومة في العالم؟ لماذا إذن نسمع هذه الأصوات وبخاصة الأردنية التي تنادي بقطع العلاقات الأردنية مع إسرائيل ويصورن تلك المعاهدة على أنها تخدم مصلحة إسرائيل فقط؟ نحن لا ننكر أن أي معاهدة سلام لا بد وان تخدم مصالح الطرفين الموقعين عليها وهي بالتأكيد تخدم مصالح إسرائيل ولكن الأردن وقع عليها لأنها تخدم مصالح الأردن والأردنيين أولا وهذا ما يهم أي أردني عند تقييمه للمعاهدة وليس ماذا تفيد إسرائيل. ولا بد بل ومن المطلوب الاستمرار في تقييمها على أساس المصلحة الأردنية فقط حتى تنشأ ظروف أردنية أو عربية تتطلب إعادة النظر بها وعلى أن يكون البديل أفضل منها لمصلحة الأردن والقضية الفلسطينية. وحتى ذلك التاريخ اعتقد بل وأجادل بأن التمسك بالمعاهدة الأردنية الإسرائيلية هو الأخيار العقلاني الوحيد في ظل الظروف الراهنة وان أي كلام غير ذلك يدخل في باب المزايدات وكسب الشعبيات وهو لا يجوز عندما تكون مصلحة الأردن في الميزان.
ركلات الترجيح تحسم نهائي دوري الأمم الأوربية بين إسبانيا والبرتغال
التعليم العالي في الأردن بين الواقع والطموح
أنا من طين وهذا كأسي أيضا من طين
النشامى وأسود الرافدين: الرياضة رسالة محبة لا ساحة صراع
للعام الثاني .. بعثة الحج الأردنيّة تحصد جائزة لبيّتُم الفضيّة
رسالة مفتوحة الى دولة رئيس الوزراء
المفاوضات النووية بين إيران وأمريكا إلى طريق مسدود
الملك يجري سلسلة لقاءات مع قادة دول ورؤساء في نيس
مبابي يقود فرنسا إلى المركز الثالث بدوري الأمم الأوروبية
كيف ستكون حالة الطقس في المملكة حتى الأربعاء
أمسيات فنية وثقافية وسط مدينة السلط
المساعدات الواردة إلى غزة لا تغطي سوى 10% من الاحتياجات
الملك يلتقي الرئيس العراقي في نيس ويؤكد اعتزازه بالعلاقات الأخوية
الملك يتلقى برقيات تهنئة بعيد الجلوس وذكرى الثورة العربية ويوم الجيش
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
خطة لإلغاء نظام الفترتين الصباحية والمسائية في المدارس
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026