الشعب الساخر! .

mainThumb

01-02-2008 12:00 AM

أصدقكم القول بأني مأخوذ إعجاباً حد الانبهار بمستوى السخرية لدى الشعب السعودي.
لقد تنامت السخرية الشعبية لدى السعوديين خلال العقدين الماضيين تحديداً حتى بلغت حداً لا يمكن لمن لا يقترب من الحالة المجتمعية السعودية أن يلمسها عن قرب، فيبقى لديه الصورة النمطية عن السعوديين بأنهم شعب صحراوي لديه الكثير من النفط!

صحيح أن لدينا الكثير من النفط، لكن الفرد والمواطن ليس له علاقة بهذا النفط بشكل مباشر، وما زال للصحراء دور فاعل في حياتنا، لكننا أخذنا من حدتها سخرية سوداء تعادل سياطاً تلسع لسعاً، لكنها في ذات الوقت، تجعلك تستلقي على قفاك، ضحكاً، وإن كان شر البلية ما يضحك في بعض الأحيان.

المجتمعات الساخرة، تتسامى على جراحها بالنكتة، وتطأ بأقدام الدعابة على الألم، وتدلع لسانها للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية، بل والسياسية، بالطرفة والدعابة، تلك التي تزيل الكثير من لواعج المأساة!

بالتأكيد، ساهم تطور وسائل الاتصال، من إنترنت، ورسائل نصية، وأخرى متعددة الوسائط، في الترويج لهذه النكتة، لكنك تعجب من السرعة التي يأخذ الناس بالسخرية فيها مما لا يعجبهم، ففي خلال دقائق معدودة من المشهد المستهدف تتقاذف الهواتف النقّالة سطور الدعابات، وكلمات النكات، حتى تغسل شراع ما لا يعجبها، وتجلو هموم الغاضبين أو المحتجين.

السخرية لا توفر أحداً، ولا تعرف حداً، وليس لها صدٌ ولا رد، ولا توقر كبيراً، بل ولا ترحم صغيراً، فنصالها لا تتكسر، وسهامها لا تخطئ، وهي مؤشر على حجم الوعي من جهة، لكنها تأكيد من جهة أخرى على ضعف الاقتصاد، وكل عام وأنتم أكثر سخرية، وإن ربحت شركات الاتصالات!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد