ورحل رئيس الفاسدين .. !!!

mainThumb

28-04-2009 12:00 AM

هو أولمرت ؛ فلا تذهبوا بعيدا ، وإن كان لا يحقّ لي أنا المواطن البسيط ، أن أكتب عن فاسدي غيرنا ، فاعذروني ، فحديث الفساد ذو شجون ، والمفسدون في الأرض ، وأعوانهم وصبيانهم ، وصولاتهم وجولاتهم ، أصبحوا حديث الشارع ، حتى بتنا لا نتلــذّذ إلا بأخبارهم ، ومغامراتهم ، ولا تستهوينا الا حيـلهم وألاعيبـهم في التهرب من جرائمـهم ، وتطويع القوانين لخدمتهم ، واتهام كل من يتجرأ بالحديث عنهم بشتى التهم ، وعليه ، فقد أصبحنا نحاذر الحديث عنهم صراحة ، فنـلفّ وندور ، ونستعير ألفاظا منمـّقة ، وعبارات هلامية رخوة ، تحتمل وجوه التأويل ، وأصبحنا كـ (ابن المقفع) نستنطق الحيوان والطير، ونسوق القصص من هنا وهناك ، خوفا من ملاحقة قانون الفاسدين ، أو مخـافة أن نُرمى بالإقليمية ، أو الجهـوية.

وعودا على بدء ، فقد اتهم رئيس وزراء الصهاينة ، الذي تعلمنا ــ فيما مضى ــ أن لا نحبه ، ونصم ّ آذاننا عند سماع ( سيرته ) ، اتهم أولمرت بعديد من قضايا الفساد ، بدءا من قضية بنك لئومي ، مرورا بقضية (البيت ) . حين اتهم بالحصول على تخفيضات ، لدى شرائه منزلا في القدس ، مقابل تقديم امتيازات للمقاول الذي باعه المنزل . ثم الحصول على مئات آلاف الدولارات ، بصورة غير قانونية ، من صديقه رجل الأعمال (موريس تلـنسكي ) ، وآخرها ، قضية الرحلات الجوية للخارج . حيث اتهم بتمويل رحلاته من عدة مؤسسات حكومية ، من خلال حسابات مزدوجة .

ما استوقفـني ــ كما استوقف الجميع ــ بـ (سالفة ) جارنا أولمرت ، أمران :

أولهما: أن هذه التهم من البساطة، بحيث تمارسها الفئات الثانية أو الثالثة ، من الطبقة المتسيدة عندنا ، دون حساب أو عقاب، أو تأنيب أو حتى (لفت نظر). أما الطبقة الأولى ، فإنها تطلب التحويلات البنكية من وزارة المالية مباشرة ، وتضع الرقم وأصفاره كما تريد ، أو تحيل هذا العطاء أو تلك المناقصة على الزوجة، أو الابنة، أو حتى على الوزير نفسه.

الأمر الثاني: أن جهاز الشرطة الإسرائيلي، هو من رفع قضايا الفساد على رئيس الوزراء، وليس جهة غيره. في حين أن كثيرا من مفسدينا وفاسدينا ، يختـبؤون خلف خوذات الشرطة ، ويهددون بهراواتها كل (من يفتح فمه ) ، ويلوحون بقيودها لكل من يتجرأ بالحديث عنهم ، ويبعدون ، ويهمشون ، ويهددون بتطبيق قانونهم ، ضد كل من يتجرأ ويقول لهم ، ما قاله ابن الخطاب لنفسه : لا أشبع الله بطن عمر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد