قتل بافراط في حرب العراق

mainThumb

24-01-2008 12:00 AM

من جديد ، أثير الجدل حول اعداد القتلى في العراق. انه نقاش مهم ، ليس فقط للعراقيين المحاصرين ، ولكن للاميركيين الذين يبحثون عن الاستقرار ، والخروج في الوقت المناسب. أرقام الموت الجماعي وحدها يمكن ان تروي قصة مؤثرة.

علاوة على اعداد اخرى تضيف الى فهمنا معلومات معينة - مثل مقياس تدفق اللاجئين او نسب النساء اللواتي ترملن بسبب الحرب - ستوفر لنا معلومات مفيدة. فما هي هذه الاحصائيات ، وماذا تخبرنا عن هذا الصراع الذي يشرف على نهاية عامه الخامس؟ نوعان من الحسابات ظهرا حول مسألة عدد الوفيات.

احدهما اعتمد عد الجثث حرفيا من التقارير الصحفية الصادرة باللغة الانجليزية. ولأن معظم وسائل الاعلام التي مقرها بغداد لا تستطيع الاحاطة بمعظم العنف الحاصل ، فهذا عدّ ناقص ( 84 الف قتيل حتى الآن) حتى باعتراف واضعته ، هيئة التعداد البريطانية التي مقرها العراق.

الاسلوب الثاني هو الخروج الى الشارع وتوجيه الأسئلة في دراسة مسحية تختار افرادا من الاسر بصورة عشوائية. وقد استخدم هذا الاسلوب خمس مرات تحت ظروف شديدة الخطورة. المسوحات من هذا النوع خلال الحرب جديدة نسبيا. وكنتيجة لذلك ، لم يكن مفاجئا أن تتغير الارقام التي توصل اليها هذا الاسلوب. لكن ثمة تطابق مهم. اتفقت المسوحات على ان عدد الوفيات أعلى بكثير مما يجري الحديث عنه في المناقشات السياسية حول العراق.

أعلى رقم قدمته مؤسسة "أعمال بحوث الرأي" ، المختصة بالاستطلاعات في لندن ، هو 1,2 مليون منذ بداية الحرب وحتى آب 2007 ، وهو الاحدث ايضا. قبل حوالي 15 شهرا ، وجد مسح أجراه معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ونشر في "ذا لانسنت"ان 601,000 شخص ماتوا بسبب العنف من بداية الحرب وحتى حزيران ,2006

وقد اثار هذا الرقم عاصفة من الانتقادات ، لكن الاساليب التي اتبعت فيه سليمة ولم تتوصل مراجعات عديدة من مراكز نظيرة الى اي خطأ يذكر. (أحد الحسابات المعادة خفض اجمالي عدد القتلى جراء العنف الى 450 الفا).

في الاسبوع الماضي ، نشرت وزارة الصحة العراقية دراستها المسحية الواسعة حتى نهاية حزيران 2006 ايضا ، وتوصلت الى ان 151 الفا ماتوا بسبب العنف. لكن جداول بيانات الوزارة تشير الى عدد هائل من "الوفيات الاضافية" تقارب 400 الف تسببت بها الحرب ، ومعدلا ثابتا من العنف طوال سنوات الحرب. ولأن الذين اجروا المقابلات يعملون لحساب الحكومة ، فمن المحتمل ان يُرجع العديد من الذين سئلوا عن أسباب الوفيات الى اسباب غير العنف لحماية انفسهم.

ما الذي نستخلصه من كل هذا؟ الخلاصة الاولى هي ان مئات الالاف من الاشخاص ماتوا نتيجة للحرب - وهذه النتيجة لا تقبل الجدل ، حيث يدعمها عدد ضخم من المشردين - ثلاثة الى ثلاثة ملايين ونصف لاجئ تقريبا - وتقرير اجمالي رسمي عن 500 الف أرملة حرب.

الخلاصة الثانية التي تساعدنا على فهم العنف ، هي ان هذه الكارثة الانسانية مسؤولة عن التمرد المسلح بطرق لا يفسرها أي شيء آخر. ومهما كان ما يفعله هؤلاء المتمردين ، فيبدو أنهم يقاتلون دفاعا عن مدنهم وعشائرهم (باستثناء عمليات القاعدة الخارجية).

فالعنف يولد العنف ، خاصة اذا اشتمل على طرف أجنبي. الخلاصة الثالثة هي ان تدمير العراق يزداد عمقا واتساعا. جيل من الرجال الشباب أبيد. الكثيرون من الأعلى تعليما تركوا البلاد. الفقر المنتشر في اوساط الارامل قد يصبح مزمنا. نظام الرعاية الصحية دمر. التطهير العرقي لضواحي ومدن يعني تشريد عشرات الالاف وانه سيستمر لفترة طويلة. المساعدة الانسانية المطلوبة ضخمة ويجب أن تتواصل لسنوات.

تأثير ذلك على استراتيجية الولايات المتحدة معقد بالطبع ، لكن شيئين يبرزان. الاول ، ان استراتيجيات خفض العنف ضد المدنيين وزيادة الامن الاقتصادي والبدني لهما الأولوية. ويبدو ان القادة الاميركيين يفهمون ذلك ، لكن افعالهم ( تسليح الميليشيات السنية على سبيل المثال) قد تثبت ان تلك مجازفة حمقاء.

الثاني ، يجب ان يكون جيران العراق جزءا من الحل ، بالنظر لحجم البؤس. الرئيس بوش لم يتبن أبدا هذه الفكرة ، لكنها تزداد وضوحا مع استمرار الحرب. ومع ذلك كان العراق غائبا تقريبا عن اجندة بوش في رحلته الاخيرة الى المنطقة.

*جون تيرمان ، المدير التنفيذي وعالم بحث رئيسي في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا للدراسات الدولية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد