أوقفوا الخسائر !!

mainThumb

26-01-2009 12:00 AM

ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: " لو كان الفقر رجلاً لقتلته"، ومن بين ثنايا قوله رضي الله عنه نقول : أوقفوا الخسائر. والنداء هنا صادرٌ على خلفية الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام حول الأموال المستثم?Zرة بالبورصة، وهو نداء موجه وبقوة إلى الحكومة الرشيدة، بأن تعمل على إيقاف الخسائر التي تجرعها أناس كثر، فقد بات يؤرق المضجع أن ترى البعض ليس له حديث أو هم إلا أموال البورصة واستثماراتها، ولعل البعض ساهم بالقليل ولكنه في نفس الوقت ساهم بكل ما يملك، ولعل هؤلاء طمح أو طمع بمدخول جيد أو إضافي فدخل في الزوبعة، والحقيقة أن أياً منهم لا يلام فالوضع الاقتصادي وسلسلة موجات الغلاء جعلت من الجميع يفكر ويدبر ويقرر لتحصيل بعض المكاسب الإضافية.

ولكن النقطة المهمة الآن هي إلى متى ستبقى الحكومة تتعامل مع هذه القضية بلا مبالاة، وإلى متى سيبقى المواطن هو من يتحمل أخطاء الحكومات المتتالية؟ وأي نوع من الخسائر تنتظره الحكومة لتقتنع بضرورة إيجاد حل لهذه القضية؟

إن إيقاف الخسائر لا يعني بالضرورة أن نقف عند الخسائر المادية، فهناك وضع اجتماعي قائم على أساس اقتصادي ومن المحتمل أن تنهار المنظومة الاجتماعية والأخلاقية تبعاً لوضع اقتصادي آخذ بالتردي.

كما أننا عندما نتحدث عن الخسائر فإننا لا ننسى الخسارة الكبرى وهي ثقة المواطن بحكومته التي تسير أموره وتتخذ القرارات باسمه، فإذا ما عجزت الحكومة عن إيجاد حل مقنع فإن خسارة الحكومة ستكون كبيرة بخسارتها لثقة المواطن، وهو أمرٌ لا بد منه في النهاية.

كما أننا عند الحديث عن الخسائر لا ننسى خسارة هامة وهي فقدان الثقة بالاقتصاد الوطني وأركانه، فإن أغلب (المتورطين) هم من صغار المستثمرين، والسؤال الذي يطرحه الكثيرين منهم، أين كانت الحكومة عن تلك المكاتب؟ وأين هي القوانين والتشريعات الاقتصادية المنظمة لهذه العملية؟ إن كانت الحكومة على علم بممارساتهم ولم تمنعهم منذ البداية ولم تحذر المواطن من أعمالهم فتلك مصيبةٌ، وإن كانت لا تدري ولا تعلم فالمصيبة أعظم.

نعم أوقفوا الخسائر، أقولها بكل اللغات واللهجات يرافقها تعبيرات وانفعالات، لأن الخاسر الأكبر هو الوطن، وهنا أقترح إنشاء مجلس للنظر في تعويض المتضررين وعلى الحكومة أن تقدم لهذا المجلس العون والدعم لتجنب الخسائر بعيدة المدى لهذه الموجة التي عصفت بالكثيرين، وذلك من باب التكافل والتعاون بما فيه مصلحة الأردن الوطن والمواطن. ولنتذكر في المرات القادمة المثل الذي يقول "عندما يمشي الكسل في الطريق فلابد أن يلحق به الفقر"
edu4us@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد