حرب الدمار وحرب الاعمار

mainThumb

23-01-2009 12:00 AM

ما ان وضعت الحرب اوزارها واضطرت اسرائيل على سحب قواتها واسكات نيرانها، لكي تبدأ عملية البحث عما بعد غزه، وقد تحدث الكثير عن الجرائم والمذابح التي ارتكبتها عصابات العدو الصهيوني في غزه، وقتلت البشر والشجر والحجر، ولم تبقي ولا تذر، استخدمت نصف عتادها، وكافة اسلحتها ودمرت البنية التحتية وهذه طبيعة اسرائيل في كل الحروب، لا تستطيع المواجهة، الميدانية وانما تعتمد عن الضرب من بعيد بواسطة الطائرات الامريكية التي يتم تطويرها لابقاء اسرائيل متفوقه على جميع جيرانها من العرب وغير العرب.

والان وبعدما انكشف الغطاء عن المأساه، وظهرت الجرائم امام وسائل الاعلام، جاءت الاتهامات من مؤسسات وهيئات الامم المتحده وتلك المستقله تدين اسرائيل في جرائم الحرب، ولا زال الداعمون لاسرائيل يبررون لها عدوانها دفاعا عن النفس، ويتشدقون بان الصواريخ القسامية هي التي سببت كل هذا الدمار، وكأنهم لا يقراون التاريخ ولا يعرفون حروب المقاومه للمحتلين في كل مكان، دائما حروب غير متكافئه، بين جيوش نظامية مدعومه محليا وعالميا وبين فئة قليله تقاتل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق.

وتبين رد الاتحاد الاوروبي، وجاءوا يركضون الى شرم الشيخ بدعوة رئيس مصر، الذي فوجئنا بقدراته الجباره على جمع شمل اوروبا في ساعات وبعد 22 يوما من الدمار والخراب على غزه ورغم ذلك لم يستخدم هذه القدرات عند اول ايام العدوان لانهم كانوا ينتظرون هزيمة المقاومه، كانوا يبيتون لها الكثير، ولما خاب ظنهم بدأوا يتلاهفون، ولا ادري كيف تمكن رئيس مصر من جمع اوروبا في شرم الشيخ للحديث عن تهريب السلاح، وكأن المشكله كانت تهريب السلاح، ولا يعلمون ان الفلسطيني في غزه يصنع من قوت يومه سلاحه ليدافع عن نفسه، وكأن مصر كانت تغدق على غزه اسلحة، وقالها رئيس مصر، بان غزه محتله، واقر بذلك، ولكنه وجد عليه عبئا ان يقول ما دامت محتله فيجب ان يقاوم شعبها وان يدعمه بالمال والسلاح وهذا ما لم يحصل، فقال كما قال وزير خارجيته احنا حذرناهم قبل وقوع الكارثه، وكأنهم يعلمون او متواطئون والله اعلم.

وبعد ان انتهى الاجتماع الاوروبي في شرم الشيخ تناولوا العشاء مع اولمرت في القدس المحتله، ليقولوا له، نحن معك، ضد الفلسطينين وضد العرب، وستعمل اوروبا لمحاصرة الكره الارضيه مع امريكا لمنع الرغيف والدواء عن شعب فلسطين، بدعوى اسلحه، وانهم نسوا او تناسوا ان لدى الشعب الفلسطيني وكذلك الشعوب التي تطلب الحرية، سلاح دمار شامل، نعم ان في غزه اسلحة دمار شامل، وهم لا يعلمون، ولكنها ليس ملموسة باليد، وانما هي في الصدور ، ذلك هو الايمان في قلوبهم ودعواهم بالنصر، تتحقق مهما كانت قوة المعتدي عليهم، نعم اسلحة الدمار الشامل، هي الدعاء الصادق المخلص ويكفي ان نقول حسبي الله ونعم الوكيل، فالله يتوكل بهم، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

اما الان وقد بدأ الحديث عن الاعمار، فهذا بداية لحرب جديده ضد اهل غزه، يعتقدون ان اهل غزه يهمهم المال ليسلبوا ارادتهم به، فتسارع المتفرجون على قتل اهل غزه ، ليشاركوا في تعويضهم او اعمار ما هدمته الحرب، وكأن القضية الفلسطينية محصوره بصدقات وهبات ومساعدات وحالات انسانية بحته فقط.

وجاء صوت من السلطة الفلسطينية، التي استقوت على اهل اغزه بضرورة ان يكون الاعمار عن طريقها، وهم يعلمون انهم ليسوا اهلا للقيام بهذا الدور، وانما استمرارا في عنادهم وابقائهم في معسكر الاستسلام ناهيك عن الدور الذي لعبوه اصلا لاقصاء حماس وذبحها كما كانوا يتمنون.

ظهر في الفضائيات اشخاص كثر، والسنتهم حاده، وكلاهم جريء، واعطي امثلهم منهم ياسر عبدربه الذي لا يمثل الا نفسه، وعزام الاحمد الذي يكون مشحونا دائما على اهل غزه وحماس بالذات، وغيرهم وغيرهم، فلا داعي لذكرهم، ويكفي لاهل غزه شرفا انهم قاتلوا وقتلوا واستحقت لهم الجنة وحققوا النصر بصمودهم وعزيمتهم وقدرتهم على البقاء في بلادهم، رغم ان رئيس مصر كان قد اغلق معبر رفح بدعوى ان الفلسطينيين في غزه سوف يهربون من بلادهم الى سيناء وسيشكلون مشكلة لمصر، الا انه ثبت وبدل من ان يخرجوا دخل منهم من كان في الخارج.

ان حرب اعمار غزه يجب ان ينظر اليها، ان يعطى الدواء للمريض وليس لشخص اخر، يجب ان تقوم المؤسسات والجهات الداعمة لاعادة الاعمار بالقيام بمشاريع الاعمار بنفسها، والاستفادة من الخبرات العربية للدول المحيطه بعد ان يتم استيعاب كافة العاطلين عن العمل في قطاع غزه في هذه المشاريع.

أو ان يتم تسليم هذه الاموال الى السلطة الوطنية الشرعية في غزه، والتي حققت النصر في الانتخابات التي شهد لها العالم كله.

انني احذر من ان يستخدم الدعم المالي كورقة ضغط سياسية على اهلنا في غزه، وان يزيد الحصار قوة وفتكا من اجل جعل حركة المقاومة الاسلامية حماس القبول بما لم تقبل به قبل العدوان عليها.

اننا نفخر بدور الاردن في هذا الجانب، لم تنتظر مؤتمرا او نداء من احد، تحركات المساعدات والدم والاطباء من هنا بتوجيهات جلالة الملك، ولا تنتظر حتى الشهر القادم لانعقاد مؤتمر اعادة الاعمار لان جرح غزه هو جرح الاردن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد