لمن تمطر السماء

mainThumb

31-01-2009 12:00 AM

لا زالت الشمس تطل من نافذتي كل صباح , وأبو الحناء لا زال يتمايل على غصنه الصغير كما اعتاد ,لا زال الأفق هو الأفق والشمس هي الشمس , وأهازيج العصافير في مواسم التزاوج , وصرير صرصار الليل في صباحات الحصاد المبكرة , وما زال نور القمر يملأ الجبال والأودية بالضياء في منتصف الشهر القمري , والسماء لا زالت ممتلئة بالنجوم , فما الذي تغير ؟ ما الذي حدث لتغضبي منا ايتها السماء فتحرمينا الغيث؟

تقول السماء :-

( إن مدنكم وقراكم الملوثة بالضوء والدخان تحول بينكم وبين التمتع ببهاء نجومي في الليالي الصافية والتي ما عادت كذلك في عالمكم الدوني المصنع.

وسهركم الممتد إلى ما قبل الفجر بقليل يحرمكم الصحو المبكرفلا تشاهدون شمسي عندما تستفيق

لتبدأ رحلة الدفء والضياء.

لمن يغرد أبو الحناء ليعلن بداية يوم جديد , إذا كان صوت شخيركم هو ما يملأ أسماعكم كل سويعات الصباح .

وصرصار الليل تقتلة وحشة الطريق التي خلت من تهليل الحصادين ) .

لمن تمطر السماء إذا صار الفلاح ساكن القرية يشتري العدس والدقيق (رغيفا جاهزا ) من ساكن المدينة وصار ابن البادية يقصد السوق ليشتري اللبن والجبن ويبيعهم أشلاء ماضيه ورمز بداوته

ليصبح خيمة ملونة للإيجار .

إن الشمس تطل كل صباح محبطة والقمر ينير الليل بحكم العادة وأبو الحناء خلت أهازيجه من عذوبة اللحن, وصرصار الليل يخشى أن تصاب حنجرته بالضمور.

فكيف ستمطرنا السماء إذا كنا نمنع طهارة المطر أن تغسل رجس خطايانا ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد