بين المقاومة والمقامرة واجتماعات القاهرة

mainThumb

27-01-2009 12:00 AM

كثيرة هي الاحداث التي مرت منذ ثمان سنوات على السلطة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني منذ اجتياح شارون للضفة الغربية وخروج اسرائيل من غزة .. غير ان وجه الشبه هو حجم وطهر الدم المسفوح ...حين صمد مخيم جنين في مربع المئة متر, وكبد اسرائيل بقيادة شارون خسارة 29 جنديا وضابطا ,بسلاح فردي بيد ابطال المخيم بلا صواريخ غراد او صواريخ تحت مسميات اخرى.. لم يقف احدا مطالبا بحصته في الحكم ولم يرفع راية النصر على الاشلاء, ولم يسير احد مسيرات التأييد,ولم يوزّع احد مناسف او كنافة او حتى حلقوم احتفالا بصمود هذا المربع البطولي ..بل كان الهدف هو اعادة اعمار واعادة الحياة لمن صمد في المخيم لان القاعدة هي (انتزاع الحياة من فم الموت المرسل من اسرائيل. الهادفة عبر زرع الرعب طرد اهل الارض ) ووقف الجميع اجلالا لعظمة الشهادة واحتراما لدماء الابرياء ...لم ينازع احد منظمة التحرير صفتها التمثيلية حتى حين تخلى الجميع عن رمز نضالها وقائدها (ابوعمار ) المحاصر بين رشقتي مدفع من دبابة على باب غرفته....

وحين انتصر الدم وصور ادمغة الاطفال الخارجة من جماجمهم الطاهرة وحين انتصر رحم الامهات بالدم النازف من احشاء اجنتهن.

وحين انتصر حجر تطاير غبارا في سماء غزة وحين غطى سحاب دخان الحرائق وجوه شاشات العالم الذي خرج عن طوره وبلادة احساسه بعد ان تخدر (بربط الاسلام بالارهاب وجلافة الخطاب لمن يعتبرون انفسهم قيمون واوصياء على الاسلام) .

فعبر بالمظاهرات عن قشعريرة الخوف وقرف السكوت على الظلم ووحشية المشهد لمنع اسرائيل من جنون خوفها الابدي وطيش خرافات العهد القديم المكتوبة في عهود السبي والذل... ليجبر قادتها على وقف المحرقة (والربط الجديد بين محرقة غزة ومحرقة وارسو ومعسكرات الاعتقال النازي ) فكان قرارها (المؤقت او المؤجل )عدم الدخول في المرحلة الثالثة ووقف اطلاق النار من جانب واحد....رغم انها لم تخسر سوى بضع جنود ؟؟مقابل حوالي 1350 شهيد مظلوم وحوالي 6000جريح بدنينا غير الجراح النفسية التي تقدر بمئات الالاف... لا نعرف كم معاق حركيا سيكون من بينهم سيستثمرون غدا لنفخ محافظ البعض ويبقوا هم يجترعون الالم... و35 الف منزل مدمر بشكل كامل و 37 الف منزل ايل للسقوط والف معتقل جديد.. العاقل يتعظ من غيره هكذا تقول الحكمة : سالت احد الخارجين من احدى الكنائس التبشيرية في بلد(وثني ) غني بثرواته وشعبه جائع ماذا يقولون لكم في الداخل ؟؟؟ اجاب :نردد طوبى للجياع ..قلت وهل اصحاب الشركات القادمة من وراء البحر جياع ؟؟ قال : يقولون لنا لهم الدنيا ولكم عالم الملكوت ..قلت هل انت مقتنع : قال : يعطوني رغيف خبز وبعض النقود وكثيرا من الامل ..قلت وماذا ايضا؟ قال : انتظر القداس القادم لاشبع ......ولا يزال هذا البلد تحت نار الحرب الاهلية بعد ان مات الجنرال الذي حكمه..... وفي دولة اسلامية كتبت صحيفة كبرى من صحف اكبر دولة مانحة لتلك الدولة ,تعليقا على زيارة زعيم طائفة حضر الى العاصمة يشتكي الجفاف والتصحر وكلفت اقامته اسبوع ما يكفي لاطعام شعب تلك الدولة عاما كاملا .. راينا رقصة الذبيح(يوم انتصار غزة ) في محافل واحتفالات الانتصار وتوزيع الحلوى في عرس الدم والاشلاء والاحشاء الممزقة .

(ألأن من قضوا مرتدين عن نهج حزب معين ؟؟)..خجل التاريخ (لذكرى انتصار مشابه حين سقط الجولان وسلمت قيادة الحزب هل تذكرون؟؟؟ ) فاشاح بوجهه وترك المنصة لمن فقدوا الحياء ..وترك للخطباء رسم ملامح جهلهم مستندا على واقعية الحدث ليبدي لنا سوئتهم وقبح نواياهم وارتباطاتهم .. وفي نشوة الرقص وحمى التخدير وعبثية قراءة التاريخ وصفحاته الصفراء تبارى البعض في هجاء منظمة التحرير بل صعد الى حد النشوة بتحديد مكانتها التمثيلية ونعتها بكل النعوت متنكرا لعشرات الاف الشهداء ومئات الاف المناضلين طوال اربعة واربعين عاما ..

ونسي قول قائدها (يا جبل ما يهزك ريح ) ..متى ننتصر على شهوتنا بالجاه والسلطان ؟؟ ونجنب هذا الشعب المظلوم بقاءه تحت التجربة في مختبرات جيش الاحتلال ؟؟؟؟ (نحن ننتصر !!!!!) ويبيع جنرالات اسرائيل اسلحة مجربة بمليارات الدولارات ؟؟؟؟ كما بين الحقيقة والخيال فرق يوجد ايضا فرق بين المقاومة والمقامرة ....فلنتق الله في هذا الشعب (يا قادة , لاتوقفوا المقاومة نوعوا اشكالها الستم قادة ؟؟؟؟ فان عجزتم فهذا الشعب سيبتدع شكلا جديدا للبقاء والمقاومة ..فقط اعيدوا له القرار.. لانه شعب ملهم ويعي ان (على هذه الارض ما يستحق الحياة ) فكونوا صناع حياة او اتركوه يتدبر امره) هذه ميزة منظمة التحرير التي يعاديها البعض... انها تستمد شرعيتها من حرية ابناء الشعب ,وهذا شرف القرار الوطني الفلسطيني المستقل .

والمثل بيقول يا احرار.(خيمتي المرقعة اشرف من ذل قصر ابن خالي) لمن اعتاد ان يعيش حرا فقط سيفهمها......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد