كــلام فــي الثقافــة الوطنيـة(1) الهويّة الوطنيّة

mainThumb

25-01-2009 12:00 AM

هي البوتقة التي ينصهر في داخلها عدد كبير من المتغيرات والأطياف البشرية التي تتكوّن منها الدولة، فهي اندماج للأفكار والولاءات والانتماءات المتعددة في ولاء واحد وانتماء واحد وهو "حب الوطن" ، فالوطن هو القاسم المشترك بين مختلف فئات السكان على تنوعهم وتعددهم سواء كان التعدد قومياً، دينياً، طائفياً، طبقياً، اجتماعياً، عشائرياً، حزبياً، جهوياً وعرقياً.

فالهوية الوطنية تُعظّم تُراب الوطن الذي يُشكّل كياناً سياسياً تعيش في داخله فئات متعددة ومتنّوعة، وهذا بالتالي لا يتنافى مع احترام تعددية السكان داخل الدولة الواحدة بشرط أن تكون هذه التعددية ايجابيّة، وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير حسن بن طلال: "إن الاختلاف العرقي والديني والحضاري والفكري والثقافي بين المواطنين أمر طبيعي وايجابي ومحمود؛ حيث انه يساهم في إثراء تجربة الأمة الواحدة(19)".

وهكذا فإن للهويّة الوطنية شروط ومواصفات منها:

1) اشتراك جميع فئات سكان الدولة (بفئاتهم المتعددة) بهدف واحد وهو حب وانتماء هؤلاء السكان للوطن الذي يعيشون فيه؛ بغض النظر عن ألوانهم وأعراقهم.

2) الهويّة الوطنية توّحد وترفع من مستوى الوعي الاجتماعي لدى السكان.

3) المصلحة العامة هي الهدف الأسمى لكل من يريد خدمة المجتمع.

4)التزام جميع فئات السكان بشرعية الدولة (الوطن) والعمل بمنتهى الحرص بالمحافظة عليه.

5) قبول جميع الفئات السكانية لسلطة أي فئة سياسية تصل إلى مركز السلطة بالطرق القانونية.

ومن هناك يصبح واضحاً بأن الهويّة الوطنية الأردنية (على سبيل المثال) تربط بين جميع فئات السكان برباط واحد واضح الهدف والمصلحة العامة وبوعي اجتماعي مقصود ، ولذا فإن حب الأردن والانتماء إليه لمصلحة عامة (بعيداً عن الازدواجية والثنائية في الانتماء) يعتبر القاسم المشترك لدى جميع من يحمل الجنسية الأردنية , سواء كان ذلك عربياً أم كردياً أم شركسياً أم أرمنياً، سنياً كان أم شيعياً أم درزياً، عاملاً أم فلاحاً أم صانعاً، مدنياً أم ريفياً أم بدوياً، شمالياً كان أم جنوبياً، مسيحياً كان أم مسلماً، إلى غير ذلك من أشكال التنوّع والتعدّد الذي يجب أن يوّجه توجيهاً من شأنه إثراء القرار وخدمة المصلحة العامة.

ومن هنا يقال بأن الوحدة الوطنية منتقصة ما لم ما لم يُنظر فيها إلى الاختلاف والتمايز بين السكان ، وغالباً ما يكون التماثل سبيلاً إلى التباغض والتناكر، وكلما كانت الهويّة الوطنية واضحة في أذهان سكان الدولة (بمختلف فئاتهم) كلما تحققت الوحدة الوطنية بشكل أفضل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد