باكستان تعيش حالة مشوبة بالغموض

mainThumb

31-12-2007 12:00 AM

اغتيال بي نظير بوتو يترك احتمالات ضئيلة لتحول ديمقراطي يهم الولايات المتحدة الآن اكثر من اي وقت مضى. بوتو وحزب الشعب الباكستاني يمثلان افضل واسوأ ما في السياسية الباكستانية. دفع الحز للسياسات الديمقراطية بارز بشكل ظاهر. يتفاخر الحزب بأن له اتباعا في كافة انحاء البلاد ، مع تركزه في اقليم السند وجنوب البنجاب. لكن مأساة باكستان تكمن في ان حزب الشعب والاحزاب الرئيسية الاخرى اقطاعية عائلية مبنية على الولاء الشخصي ، من دون سجل لتطوير قياديين جددا او السماح بالمعارضة داخل المراتب الحزبية. هذه البنية التنظيمية تقوي النزعة لاعتبار المنصب السياسي بمثابة ملكية شخصية. الفساد وعدم المسؤولية نتائج ثانوية طبيعية. الاعضاء الموهوبون في الحزب من الصف الثاني ليس امامهم امكانية للظهور من تحت ظل بوتو.

قابلتها للمرة الاولى في عام 1974 عندما كانت في الحادية والعشرين وهي عائدة الى الوطن من جامعة اكسفورد في عطلة صيفية. والدها ذو الفقار علي بوتو ، كان رئيسا للوزراء ، عالم سياسي ، جزء منه مثل نابليون وجزء مثل بيرون. بعد خمس سنوات ، اعدم والدها ذو الفقار ، وورثت بي نظير حزبه. وقد امضت سنواتها الاولى كزعيمة سياسية تحت الاقامة الجبرية في منزلها. في تلك السنوات ، انتزعت بي نظير اعجاب الناس. فقد رأى كبار الموظفين في الدوائر الحكومية المدنية ، ورجال الاعمال والشخصيات البارزة فيها قدرة على تحديث البلد ، شخص يستطيع دفع البلاد لأبعد ما تستطيع الحكومات العسكرية والسياسات التي تعاني من خلل وظيفي. كثيرون قالوا انهم يرونها كمنارة أمل للشابات الباكستانيات.

اقتحمت بي نظير الولايات المتحدة خلال أول زيارة رسمية لها في عام ,1989 واكد خطابان لها في الكونغرس وفي جامعة هارفارد الامل بالديمقراطية وبعالم من الامكانيات. وتحتفظ هي والرئيس جورج دبليو بوش بعلاقة صداقة حميمة. بعد اقل من عام على الزيارة تأزمت علاقات باكستان مع الهند وكانت الولايات المتحدة على وشك قطع مساعداتها لإسلام اباد بسبب برنامجها النووي. في آب 1990 ، أطاح الجيش برئيسة الوزراء بي نظير. طوال عشر سنوات ، تبادلت هي وغريمها السياسي نواز شريف رئاسة الوزراء. كل منهما اقصي عن المنصب وسط اتهامات بالفساد. في النهاية ، بشر انقلاب الجنرال برويز مشرف في تشرين الاول 1999 بنفي طويل المدة لبوتو وشريف معا.

في العام الماضي ، اصبحت الحكومة الاميركية مشاركة بصورة كبيرة في التفاوض على ترتيب معين توفر بموجبه بي نظير مرساة سياسية غير دينية لحكومة مشرف ، وفي المقابل تتقاسم السلطة معه. ان رغبة الولايات المتحدة في رؤيتها تعود لمنصبها لافت للنظر ، اذا اخذنا بالاعتبار حجم الضررالذي اصاب مصداقيتها في واشنطن بعد خروجها الاخير من بلادها. لقد عرفت الخطوات التي سوف تنال اعجاب وتأييد الكونغرس الاميركي. فقد اثبتت عودتها المثيرة في تشرين الاول واستقبال حشود ضخمة لها في كراتشي ، بأنها تستطيع اشعال بعض السحر القديم داخل باكستان ايضا.

كان من غير الواقعي توقع استقبال سهل لها من جانب حكومة مشرف المهجنة. مشرف لم يكن يريد ابدا تقاسم السلطة مع احد. الحقيقة أنه اكد ايمانه في "وحدة القيادة". خاصة ، بعد اعلان حالة الطوارىء هذا الخريف ، اصبح لدى مشرف والجيش حافز قوي لضمان الا يخرج حزب الشعب من انتخابات كانون الثاني بمطالبة معقولة لتولي منصب رئيس الوزراء.

بي نظير قتلت في نفس المتنزه الذي قتل فيه لياقت علي خان ، اول رئيس للوزراء في باكستان عام ,1951 وقد اعتبر اغتياله بانه الحدث الذي قوض أسس الحكم الديمقراطي في باكستان. هناك فرصة ضئيلة امام قيادات باكستان السياسية والعسكرية للتحرك نحو قيادة جديدة ، وانتخابات نزيهة وجهد مشترك لانتزاع البلاد من الاعداء المتطرفين. الاسئلة الرئيسية تتضمن كيف سيتصرف كلا الحزبين الرئيسيين غير الدينيين في الاسابيع المقبلة ، وكيف سيرد الجيش على الاضطرابات التي تفجرت ، وما اذا كانت انتخابات نزيهة ستجري في نهاية الامر. التاريخ غير مشجع ، لكن هذا قد يكون وقتا مناسبا لهزيمة التوقعات التاريخية.

- سفيرة سابقة للولايات المتحدة في سري لانكا ، وعملت نائبا لمساعد وزير الخارجية لشؤون جنوب اسيا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد