الحضارة الغربية تفتك بالبشرية

mainThumb

31-01-2009 12:00 AM

منذ أن خلق الله الأرض، تعاقبت عليها أمم وشعوب، وقامت حضارات، وبادت حضارات، وورثت حضارات حضارات أخرى، وبنيت حضارة على أنقاض أخرى، وبين رب العزة في الكتب السماوية أن الأمم صاحبة الحضارة الملتزمة تبقى وتستمر، والأمم الفاسدة ( حضارة الشر) تفنى وتندثر ولا يبقى لها من باقية..وقد تبقى آثارهم لتعطي العبرة لمن بعدهم ليتجنبوا ما وقعوا فيه ولا يحذون حذوهم.

وإن المتتبع لنشأة الحضارات واندثارها، يرى دون عناء أن الحضارة المادية الخالصة تفنى وتندثرولا يبقى منها أثر، كعاد وثمود وغيرهم من اليونان والرومان والفرس كحضارات.

أما الحضارة التي تلتزم بتعاليم خالق الأرض والسماء، فإنها تبقى وتستمر وإن تقهقرت وتقاعصت حينا من الزمن، لأسباب تتعلق بضعف الإلتزام بالمنهج والإراق في المادية.

ومن بين حضارات الشر، الحضارة الغربية، والتي تحاول أن تظهر الجانب الزاهي منها، لكنها نموذج كبير من الشر لكل البشر القريب منها والبعيد عنها، ومن تحتها يكتوي بنارها.

فبعد أن ثاروا على نظام الإقطاع وتحرروا من عبوديته، أعادوه بشكل آخر يستعبد الناس بأبشع صورة وربطوه بالدولة والدولة مربوطة برأس المال! ثم انطلقوا يأكلون كل ما صادفوه، فدمروا الشعوب، وأعطوا لأنفسهم الحق في التعدي عليهم، متجاهلين كل القوانين الأرضية والسماوية.. فهذه الحضارة المسعورة لم تؤمن إلا بحاجاتها ولا تعترف إلا بالقوانين التي تخدم نهمها في ابتلاع الشعوب، فوضعت القوانين لقهر الشعوب وتنفيذ إرادتها..

ولأنها كانت تغط في سبات عميق من الجهل والتخلف والوحشية، انتبهت فرأت الدنيا حولها، ثم راحت تنسب لنفسها كل شيء تقع عليه يدها! فعلوم الأمم علومها وأرضهم هي التي اكتشفتها وأخرجتها للحياة، والبلاد كانت دمارا وهي التي استعمرتها وبثت فيها الحياة، وتناست أن العالم صحا قبلها بقرون طويلة وحاول أن ينتشلها مما هي فيه من الفساد وبخاصة المسلمين الذين حملوا مشعل الحق الى كل الدنيا، ولكن حضارة الشر صبت أكبر نقمتها على من أسدى لها المعروف..

نادت هذه الحضارة الفاسدة بالحريات المنفلتة، فأغرقوا العالم بالحيوانية، ورفعوا شعار العدل وهم يعنون العدل الذي يجعلهم يتقاسمون مقدرات الأمم بينهم، وحقوق الأنسان وهم لا يعتبرون إنسانا إلا هم، وباقي البشر لا يستحقون الحياة، يحاولون إخفاء نواياهم الشريرة فتظهر في أول فلتة، فهم يمارسون القتل والدمار على شعوب العالم منذ أربعة قرون، ويعلنون أنهم يكتشفون العالم الذي بزعمهم كان مجهولا ويستأثرون بخيراته. فارتكبوا وما زالوا الفضائع في حق شعوب الأرض، وكان أشد فتكهم في الشعوب المسكينة التي لم يكن لها حضارة، نكلوا بهم وأفنوهم عن بكرة أبيهم وأسسوا مكانهم دولهم الديمقراطية مثل استراليا والأمريكيتين.

حضارة مثل هذه قامت على القتل والكذب والتزوير لابد من فنائها قريبا، ولكن الذي يهدمها، يجب أن يكون ملتزما بقوانين خالق السماء والأرض، ولن يرفع الظلم عن البشرية إلا بإخراجهم من ظلم العباد الى عدل رب العباد..   



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد