كلام في الثقافة الوطنية(2)

mainThumb

27-01-2009 12:00 AM

جوانب من تأثيرالموقع الجغرافي على شخصية المملكة :

لموقع الأردن القاري والفلكي أهمية خاصة وآثار بالغة في بلورة شخصيتة يُمكن إجمالها في النقاط التالية:

1- يتميز الأردن بموقع جيوبولولتيكي هام بالنسبة للعالم والوطن العربي، فهو يتوسط قلب آسيا العربية وقلب العالم القديم الذي حدده ماكندر (آسيا، أوروبا، إفريقيا) وهو يقع في منطقة متوسطة بالنسبة لبلدان الوطن العربي بشقيه الإفريقي والآسيوي.

2- للأردن حدود برية طويلة جدا مع جيرانه قياسا بمساحته، وهذا يجعله حلقة اتصال بين الأقطار التي تجاوره (سوريا، فلسطين، العراق، السعودية) حيث تبلغ أطول حدوده البرية 1698 كم.

3- من الناحية الجغرافية المناخية يشكل الأردن مزيجاً من عناصر الجغرافيتين الطبيعية والبشرية عند التقاء الصحراء بالإستبس وبمنطقة البحر المتوسط ، وهذا يترتب عنه تنوع بشري عرقي وتنوع تضاريسي جيولوجي وإنتاجي في هذه التضاريس.

4- يشغل الإقليم الصحراوي معظم ارض الأردن وهذا ترتب عنه تجمع السكان في منطقة صغيرة منه (الإقليم الجبلي والغور).

5- قديماً كان الأردن جسر عبور لكثير من الأمم الغازية المنطلقة باتجاه مصر أو فلسطين ، ومنطقة عبور للهجرات العربية بعد سنوات القحط والجفاف التي شهدتها الجزيرة العربية، ومنطقة عبور لجيوش الفتح الإسلامي شمالاً وغرباً (في إفريقيا)، وقد أدّت هذه الظروف إلى استقرار الكثير من العناصر البشرية في أرضه وهذا جزء من تفسير التنوّع العرقي الذي يشهده الأردن رغم صغر مساحته وقلة سكانه (قياساً بالدول الأخرى) إلا انه يمتاز بتنوّع وتعددية واضحة عرقياً، ودينياً، ومن هنا فقد أصبحت التعددية السياسية والوحدة الوطنية للسكان من ثوابت ومرتكزات الفكر الهاشمي منذ قيام الإمارة الأردنية وحتى الآن.

6- نتيجة للتعدد الذي ذكرناه سابقاً فقد أصبح الأردن متحفاً أثرياً يحوي العديد من الشواهد الأثرية التي تُشكل معالم سياحية ينبغي الاهتمام بها لكي تصبح موردا أساسيا من روافد الإنتاج المحلي الأردني، حيث تعاقب على حكم شرقي الأردن العديد من الأنظمة مثل : الجلعاديون، العمونيون، المؤابيون، الأدوميون، الرومان، الأنباط، الأمويون، العباسيون، المماليك، العثمانيون، وغيرهم.

7- كان للموقع الجغرافي تأثير على حياة المجتمع السكاني فمنذ أقدم العصور وحتى نهاية الدولة العثمانية (1918) كانت منطقة شرقي الأردن اقرب إلى شبه الجزيرة العربية منها إلى سواحل سوريا الطبيعية، ومن هنا كان تأثير البداوة قوياً وغالباً على سكانه.

وهكذا فقد أعطى الموقع الجغرافي للأردن شخصية خاصة في منطقة الشرق الأوسط ، وليس أدل على هذه الأهمية من التنافس الاستعماري الذي شهدته المنطقة مع بدايات القرن العشرين ، وما لعبه الأردن حديثاً أثناء الحصار الغربي للعراق حيث شكّل مدخلاً رئيسياً لحركة السكان والاقتصاد العراقيْين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد