قناة الجزيرة تستحق منا الثناء

mainThumb

26-01-2009 12:00 AM

لقد أثبتت قناة الجزيرة بوقفتها المشرفة وتغطيتها الرائعة للأحداث في قطاع غزة أنها تستحق السمعة الطيبة التي تحظى بها ، وإنها تستحق بان تتبوءا موقع الريادة والقيادة في العمل الإعلامي ، فهي التي أثبتت أن الحياد الصحفي والإعلامي لا يعني الوقوف موقف المتفرج ونقل الأخبار والأحداث دونما تحليل معمق وتوضيح الحقيقة للمشاهد لترتسم لديه الصورة الصحيحة التي يميز من خلالها بين الضحية والجلاد ، فتغطية الجزيرة للأحداث يتميز بالشمولية والموضوعية والحياد الايجابي ، فها هم مراسلوها المنتشرون على امتداد ارض القطاع الصامد ، بل وعلى امتداد ارض فلسطين في رام الله وفي تل الربيع ( تل أبيب ) وفي شمال فلسطين ، ينقلون الحدث أولا بأول دونما حذف او تلاعب بالألفاظ كما دأبت على القيام به بعض الفضائيات التي تدعي أنها تنطق بالعربية ، واللقاءات التي تتم مع قادة العدو والتي كنا في بادئ الأمر لا نستحبها اثبتت أن لها ايجابيات فمثل هذه اللقاءات يحولها مذيعي الجزيرة الى جلسات استجواب لقادة العدو وتحرجهم أمام الرأي العام الدولي ، لتبين زيف دعواهم وتفضح جرائمهم .

لقد أكدت الجزيرة أنها قناة عربية تنتمي إلى امة الإسلام اختارت الدفاع عن قضايا هذه الأمة إعلاميا ، قدمت الشهداء على هذا الدرب على ارض العراق ، واستضافت المعتقلات مراسلوها أكثر من مرة في أكثر من بلد في العالم ابتداء باسبانيا وانتهاء بمعتقل غوانتنامو ، ضيق عليها وأغلقت مكاتبها ، منع مراسليها ومصوريها من ممارسة عملهم في أكثر من مناسبة ، لكن وعلى الرغم من كل ذلك بقيت صامدة وكانت تخرج بعد كل معركة إعلامية تخوضها أكثر صلابة وأقوى عزيمة على مواصلة دربها الذي اختطته لنفسها في إيصال الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة للناس ، حتى وصل الأمر إلى إغضاب معظم الزعماء العرب الذين اعتادوا أن يمجدوا في وسائل الإعلام ، وان يظهروا لشعوبهم بمظهر القادة الملهمين الذين يرون ما لا ترى شعوبهم فهم الذين لا يخطئون أبدا ، وإذ بقناة الجزيرة تظهرهم على حقيقتهم وتعريهم أمام شعوبهم فاستحقت منهم كل الغضب عليها ومن شعوبهم كل الرضا عنها .

إن الدور الإعلامي الذي تقوم به الجزيرة في إظهار الرأي والرأي الأخر قل نظيره فهي تستضيف الأصولي المتزمت والعلماني المتحرر ، تستضيف أصحاب السلطة ورموز المعارضة ، وتترك لهم جميعا المجال لعرض بضاعته على المشاهدين ليحكموا بأنفسهم من بضاعته فاسدة ممن بضاعته رائجة ، وتظهر عروبتها في اختيارها لكادرها من مقدمين و مراسلين و محررين فمنهم من هو من المغرب العربي ومنهم من هو من المشرق العربي ومنهم من هو من ارض الكنانة ومنهم من هو من الخليج العربي ، منهم المسلم والمسيحي ، فهي قناة كل العرب .

لقد كان للجزيرة من اسمها نصيبا كبيرا فهي بر الأمان للمشاهد العربي في بحر متلاطم الأمواج من الفضائيات الموجهة ، والفضائيات الرخيصة المفتقرة إلى أدنى درجات المهنية ، فنسبة الإقبال على مشاهدة الجزيرة تفوق نسبة الإقبال على مشاهدة أي قناة أخرى بأضعاف مضاعفة ، والسبب يعود إلى مصداقيتها في نقل الأخبار ، والى حيادها الايجابي ، ولولا مكانتها الكبيرة لدى الشارع العربي عامة والأردني خاصة لما أعطيت حادثة الاعتداء على مراسلها في الأردن ياسر أبو هلاله هذا الاهتمام الكبير ابتداء من رأس الدولة الأردنية جلالة الملك عبدا لله الثاني حفظه الله وانتهاء بعشرات المواطنين الذين اطمئنوا على صحة أبو هلاله بالاتصال او بإرسال باقات الورود ، والمطلوب من الجزيرة هو الحفاظ على هذا المستوى الرائع من التفوق فليس المهم الوصول إلى القمة ، وإنما المهم البقاء على هذه القمة .

Fd25_25@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد