صحيفة السوسنة الأردنية

في هذا الكوم يا ياسر كل ذكريات عمرنا وعرقنا ودموعنا وأنفاسنا، وفيه مشاهد وشهادات وبقية من امواج أصوات صرخت، بكت، فرحت، زغردت، إختلفت أو إتفقت، تأوّهـــت وتشاهدت.... فيه، ولأن المادة لا تفنى، بالتأكيد معالم فتحة النافذة التي كانت تطل على سطح بيت شقيقي محمد وكراكيبه ! ، ولربما موجود الان في هذا الكوم بعض من ريش دجاجاته الملونة التي نفقت، وصوت غنمته التي فزعت ثم هربت، والفـــلّ الذي كنّا نشمّه ونقطفه!.

خربشاتنا على الحيطان ، وخربشات من أتى بعدنا ، وشقاوة كل ابناء الحارة ها هي هنا، وصورنا على وجهي باب خزانتنا اللامعين و القابع تحت هذا الكوم ... أتوق أن أسترجعها.

أنا يا ياسر لا أريد إعادة بناء بيت لنا، الذي أتمنى أن يتأخّر أكثر وأكثر!، لأن فيه التشويه الذي لا أريده.... تصوّر !!!... أريد أن أضم هذا الكوم الجميل الذي فيه كل حياتي الماضية...