هل يمكن الاستمرار في عزلنا عن ثقافتنا ألأصلية؟؟

mainThumb

02-02-2009 12:00 AM

ثقافة أي مجتمع عبارة عن مجموعة من الرموز ،و ما يصنعه الناس في المجتمع . والمجموعة تلك تتوارثها الاجيال كمحددات وقيود للسلوك الانساني. قد تكون الرموز ملموسة مثل الادوات التي تستخدم و السكن الذي يأوي الناس إليه، والمنتجات والاعمال الفنية التي تنجز، او غير ملموسة مثل الاتجاه، الاعتقاد، اللغة والقيم.

وعلى هذا الاساس فإن مكوّنات وطريقة الاكل تتأثر بثقافة المجتمع او هي من نتاج الثقافة مثلا.
يمر الأمن الثقافي العربي الآن بأزمة تتمثل في إستمرار تهديد ثقافته الاصلية نتيجة ثورة الاتصالات القادمة إليه من خلال الإنترنت والفضائيات والإحتكاك اليسير والدائم مع ثقافات متنوعة مغايرة في الجوهر والأسس التي تعتمد عليها ثقافتنا.
لقد أثّرت بالفعل بعض مفاهيم وقيم ثقافات خارجية على ثقافتنا وهويتنا.ونتيجة لذلك، بدأت العلاقات الانسانية في المجتمعات العربية بالتفكك أو الفتور ولربما ألجمود، وبرزت سمات أو مظاهر ثقافية غريبة ومخيفة في النشوء والتكاثر بسرعة إنتشار وتكاثر الفطر.

ومن أبرز تلك المظاهر المشينة إنعدام الاحترام بين أفراد الاسرة، و بين الاسر ، وتراجع درجة الهيبة!!!! والدفئ في العلاقات و المحبة بين الاهل، وضعف العطاء ، بحيث لم نعد نرى أثرا يمكن الإشادة به لمساعدة الاخوة والاخوات و الاقارب لبعضهم البعض ، وطي وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلّم بالجار، ومظاهر غذاء ولباس وسلوكيات منفّرة أو غير مقبولة.

لقد تبدّلت القيم و الادوار، ولم يعد للأب أو الأم أو الأخ الاكبر تلك القيمة أو الهيبة أو الكيان، ولم يعد للعم أو الجد أو الخال شأن أو دور في القرارات التي لم تكن تتم في الماضي دون وجود بصماتهم عليها لأنهم كانوا المرجعية الوحيدة والاكيدة. ناهيكم عن طريقة التفكير السطحية (عدم فهم أنفسنا)، و كيفية تمضية الوقت و طريقة ونوع الاكل واللباس التي أصبحت مستوردة في غالبيتها من ثقافات غير ثقافتنا.
 
نحن جميعا (كبارا وصغارا) مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالرجوع الى أبجديات ثقافتنا للبدئ في التدرّب على تهجئتها ، وذلك توطئة لحفظها و ترديدها والتمسك بها، وفي بعض الحالات إعادة النخوة للرأس !، وبعث نمط الحياة الماضية التي عاشها أجدادنا في الماضي.
بعبارة أخرى إنها دعوة لكل واحد منا للمحافظة على قيمنا وإرثنا المميز من التراجع والاندثار لصالح مفاهيم وقيم لا قيمة فيها ولها، أو لا طعم ولا نكهة إنسانية و وجدانية فيها. فثقافتنا ينبغي أن تعود لا أن تنقرض وتنسحب أو تتراجع لصالح مظاهر هشّة مكلفة.

إن سرعة التغيّر والتغيير الذي تشهده المعمورة فيهما مخاطر وتحديات كبيرة لثقافتنا، ولا بد من العمل على لملمة ما إندثر قبل فوات الاوان لأن العالم كأنه قد بدأ يفقد صوابه ثقافيا، وإعادة الاجزاء التي هربت للأصل،ونحن بحاجة لجيل عملاق يهزم لحظات الجوع ، إن حصلت، ويطوّع بالهمة العالية كل الصعاب، لأننا بدون ثقافتنا ، سيعيش كل واحد منا وحيدا ، مهزوما، غريبا، فاقدا للحب والحنان والمساعدة من الاخرين (أهل وأقرباء وجيران ومعارف). أما الأسوء من ذلك فهو الموت وتحلّل المرء وحيدا...!!!. نحن بحاجة الان أكثر من أي وقت مضى الى الجلوس مع ابناءنا وبناتنا الطلبة و القول لهم :أنتم تمثّلوننا، تمثلّون عشيرة مرفوعة الرأس على مر الازمنة، في هاماتكم وقلبكم حقيقة ما نص عليه الدين، مخافة الله،سجايا الفرسان ،الاخلاق ،المثل العليا، النخوة ،الكرامة ،العز، المجد، الكرم والجود، الصدق، الحياء، المثل العليا، التسامح، المحبة، الرفعة وحب هذا الوطن الجميل وقائده وشعبه، وستصنعون تاريخنا، وليس منّا من يحاول تشويه سمعتنا ووصمنا بسجايا ليست سجايانا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد