كــلام فــي الثقــافة الوطنيــة(7)

mainThumb

08-02-2009 12:00 AM

عهد الملك حسين - الإتحاد العربي الهاشمي.

لم يستطع الأردن دخول حِلْف بغداد رغم وجود رغبة شديدة لدى قيادته في ذلك ، وذلك لأنّ فكرة هذا الحلف قُوبلت بالرّفض الشّديد من مختلف الفعاليات الشعبية في الأردن ، وأذكر (شخصياً) بأننّا خرجنا ( طلاّب مدرستنا والمدارس المجاورة) في مظاهرة كبيرة في بداية عام 1955 عندما زار الأردن رئيس الجمهورية التركية (جلال بايار) آنذاك ، وكنا نهتف بالمظاهرة : "ي?Zسْقُط الحلف العراقي التركي , يسقط جون دالاس بايار" ( وهم رؤساء بريطانيا وأمريكا وتركيا على التوالي ) .

وظل ذلك في ذاكرة القيادة الأردنية التي كانت ترى في تعاونها مع القيادة الهاشمية في العراق نوع من أنواع الوحدة العربية التي ترثها قيادته من أفكار الثورة العربية الكبرى , ولذا قدّمت الأردن دعوة للوحدة مع العراق والسعودية ، تقبّلت العراق هذه الدعوة وتريّثت السعودية بقبولها .

وصل الملك فيصل الثاني إلى عمان في 11/2/1958 إستجابةً للدعوةِ وتطويرها ، وتم تشكيل لجان لدراسة المقترحات حول مشروع الوحدة ، وتوصّلت اللجان إلى عقد اتّفاق بين مملكتي العراق والأردن ، وفي 24/2/1958 صدر بيان مشترك أُعلن فيه قيام الاتحاد بين الدولتين , أما بنود الاتفاق فقد تضمّنت ما يلي.

- إنشاء اتحاد عربي بين مملكتي العراق والأردن يُسمّى الاتحاد العربي على أن يكون هذا الاتحاد مفتوحاً للدول العربية الراغبة فيه.

- احتفاظ كل دولة بشخصيتها الدولية المستقلة وبسيادتها على أراضيها وبنظام حكمها.

- تكون المعاهدات والمواثيق والاتفاقيات الدولية التي سبق أن ارتبطت بها كل من الدولتين مرعية مع الدولة المرتبطة معها.

- تتولّى شؤون الاتحاد حكومة اتحادية من مجلس تشريعي وسلطة تنفيذية.

- يكون رئيس العراق رئيس لحكومة الاتحاد بين العراق والأردن.

- مقر حكومة الاتحاد بصورة دورية بين بغداد وعمان.

- قيام الوحدة التامّة في السياسة الخارجية ووحدة الجيش.

- إزالة الحواجز الجمركية بين الدولتين .

وعلى اثر ذلك تشكّلت حكومة اتحادية ومجلس نواب واحد , ولكن الآمال بمستقبل أفضل اغتيلت بانقلاب دموي في 14/7/1958 أنهى الحكم الملكي في العراق واستُشْهد فيه الكثير من أبناء الأسرة الهاشمية بمن فيهم الملك فيصل الثاني إبن عم الملك حسين يرحمهم الله جميعا.

الأخوات والأخوة القرّاء الأعزّاء : نعيش هذه الأيام (7/2/2009) الذكرى العاشرة ليوم الوفاء والبيعة ، الوفاء للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه ، والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم يحفظه الله ، واسمحوا لي من خلال هذا المنبر الحُرّ أن أقول :

- يرحمك الله أيُها الحسين فقد كنت قائداً حكيماً ، ونشهد أنّك حقّقت الإنجازات الهائلة كمّاً ونوعاً على مدى سبعة وأربعين عاماً عشتها مع شعبك بنُبْلٍٍٍٍٍ ووفاء ، فلك منّا "كــل الوفـــاء".

- يحفظك الله سيّدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين ، فأنت ، أنت راعي المسيرة وحادي الرّكب ، نسأل الله تعالى أن يحفظك ويحفظ الشعب لبيقى هذا الوطن سخاءا رخاءا وسائر بلاد المسلمين ، وبهذه المناسبة (مناسبة البيعة) نُهنّئك ونُهنيء أنفسنا بك ونقول : سِِرْ على بركة الله وكلّنا معك "بايعناك ونبايعك" .

*** للحديث بقية إن شاء الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد