النجاح والتفوق والقبول الجامعي

mainThumb

25-02-2009 12:00 AM

"الف الف مبروك على النجاح في الثانوية وعقبال الجامعة " عبارات كلنا نسمعها بعد ظهور نتائج الثانوية العامة ثم بعد ذلك يأتي طرح السؤال الثاني كم المجموع او المعدل وهنا تتغير قسمات وجه السائل والمسؤول حسب مقدار المجموع العام فان كان متفوقا تجد اسارير الفرح والفخر والاعتزاز والبهجة كلها مرسومة على المحيا وتتبعها عبارة الحمد لله لقد ضمن القبول الجامعي طب هندسة صيدلة كمبيوتر ... الخ حيث تتغير العبارات ومعها الآمال في القبول الجامعي وتقل هذه الآمال طرديا كلما قل المجموع الى ان تكون عبارة هل يمكن ان يحصل على قبول بجامعة اهلية او على حساب التعليم الموازي او ان يرسله والده الى الخارج حتى يكمل دراسته الجامعية ويعود الى بلده والى والده بشهادات متنوعة ومبتكرة منها شهادة الدراسة او شهادة الزواج من اجنبية او شهادة انضمام الى واحدة من جماعات التهريب والاجرام او شهادة ايدلوجية تحمل افكارا ومعتقدات بعيدة كل البعد عما هو في مجتمعنا ان كانت دينية عقدية او فكرية تنبذ عاداتنا وتقاليدنا وحتى ما تسمو به ارواحنا من تقديس والتزام .

ترى... متى نعي نحن اولياء الامور ان اولادنا الذين لم يتمكنوا من الحصول على المجموع المؤهل لهم بجامعاتنا حسب مستواهم العقلي في التحصيل الدراسي غير قادرين على ان يدرسوا التخصصات التي تحتاج لمجموع عال وان كفاءاتهم الذهنية لا تمكنهم من الوصول الى ذلك المستوى وانهم لو نجحوا في الحصول على الشهادة الجامعية فإن كفاءتهم في الميدان سوف تكون قاصرة ... على كل حال فالتخطيط العالمي والخبرات العالمية بينت ان كل نوع من الدراسة له نسبة حسب مجموع التحصيل في امتحان تحديد الكفاءة ولتكن الثانوية العامة وان لكل كلية او تخصص نسبة تتلاءم والمستوى العقلي لكل طالب قدراته وكذلك الحال هناك ابعاد نفسية تلازم الطالب بالمقارنة فيمن حوله وعلى سبيل المثال لو وضعنا طالبا بكلية الطب ونسبة تحصيله سبعين في المئة فسيكون لديه شعور بالنقص امام زملائه الذين نسبهم تسعين وما فوق ويكون هذا الشعور سببا في داخله بالقصور وانه اقل منهم معرفة ودراية حيث تتحول الغيرة في داخله الى ثورة مكبوتة ثم الى نوع من الحسد والحقد على الاخرين ويصبح لديه دوما شعور انه يحتاج الاخرين من زملائه ذلك ان قدراتهم ومعرفتهم اكثر منه هذا شعور يلازمه في قرارة نفسه وهنا لا بد لنا من ان الطالب الذي يكون في تخصص اعلى من مستواه العقلي والفكرى والمعرفي يكون ظالما لنفسه وجائرا بحق اخرين حيث انه اخذ مكان اخر احق منه في هذا التخصص وظلم نفسه لانه اقحمها في غير مكانها المناسب وهنا يجب ان نصل بالقول ان الواسطة واكرر الواسطة التى تسعى لقبول طالب بتخصص فوق حد قدراته ومستواه العقلي تكون في نفس الخانة السابقة من الظلم للطالب نفسه وللآخرين كذلك حيث يكون قد اخذ او تعدى على حق غيره ... أليس هذا بظلم ؟

وهنا لا بد لي ان اعرج واذكر حادثة في جامعة اليرموك حيث سمعت قصة مفادها ان احد الطلبة في الصيف الماضي حصل على معدل 63 تقريبا وتصوروا انه تدلل في اختيار ثلاث تخصصات عرضت عليه منها اللغة الانجليزية والرياضة وذلك من مقاعد مخصصة لأحد رؤساء الوزارات السابقين ترى كم لدينا في دولتنا من رؤساء وزارات و وزراء ونواب لو ان كل واحد خصص له بعضا من المقاعد الجامعية في جامعاتنا ترى ماذا يتبقى للمتفوقين وغير المتفوقين ؟ ماذا يبقى للعامة من مقاعد جامعية ؟

وبالتاكيد ستكون نسبة ما يحصل عليه المتفوقون قليلة جدا جدا في التخصصات المرموقة وسوف يظلم الكثير ممن اخذت حقوقهم في المقاعد الجامعية ولقد تابعت موضوع هذا الطالب الذى عرضت عليه التخصصات الثلاث حيث صار يتنقل ن تخصص الى اخر حسب مزاجيته ... عفوا لقد أخطأت فقد جرب التخصص الاول ولم تكن لديه القدرة كي يستمر فانتقل الى تخصص آخر وهكذا ... حيث انه قد احتكر ثلاث مقاعد وحرم غيره ومن امثال هذا الطالب الكثير ...

ترى هل يحيا صاحب الواسطة ولتمت البقية ... ناهيك عن امر آخر وهو دور لوبي الجامعات الاهلية الخاصة في تقنين القوانين حتى تلزم الكثير من الطلاب للالتحاق بها حيث لا طريق امامهم الا ذلك ترى متى يكون القبول الجامعى حقا مكتسبا اولويا حسب قدرات وميول ورغبات تكون مؤطرة ومنسقة خلال سنوات تسبق الثانوية العامة حيث يوجه الطالب منذ الصغر حسب قدراته وميوله الى التخصص المناسب له حيث سيبدع في اظهار كل خبراته وبالتالي يكون لدينا خريجا منتجا يكون له الاثر الأسمى في مجتمعنا وفي طريق نهضة ورفعة دولتنا ولسد حاجات المجتمع حتى نستغنى عن العمالة والخبرات الوافدة نلاحظ الكميات العددية الهائلة من الخريجين والذين هم في مجتمعنا عاطلين عن العمل .

بطالة تزداد يوما بعد يوم ونحن مكتوفي الايدى لا نعرف كيف نحل مشكلتها وهذا اكبر دليل قاطع على مدى التخبط في التخطيط غير الناجح وغير السليم في وزارة التربية والتعليم وان الخبرات الموجودة في هذه الوزارة هي خبرات جلوس على المكاتب فقط للتوقيع دون التنظير والتخطيط ولو ان هؤلاء بصدق يحملون شهادات عليا في الادارة والتخطيط والفكر التربوى والتنظير الصائب لكانت لهذه الشهادات اثر جلي بين واتضح في ميدان التطبيق والواقع وما اظن ان الشهادات هي كل شيء لا فهناك حكماء سبقوا لم تكن لديهم الشهادات العليا ومن طريف القول ان كثير من شهادات الدكتوراه في عالمنا كانت عن دراسة باب بسيط من الابواب التى تناولها السابقون ترى متى نستفيق من غفلتنا ونفعل الادوار في التطبيق في الميدان العملي وترك العمل المكتبي الروتينى وكذلك اود القول تذكيرا ان الرشوة لا تكون فقط بالمال او بالامر المادى فهناك الرشوة المعنوية بالكلمة او بالنفاق او بالوعد او بعصبية القرابة والصلات وما الى ذلك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

بين قلة النوم وفقدان السمع صلة غير متوقعة

الزبدة قد تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري

استقرار أسعار الذهب في السوق العالمي

استقرار أسعار النفط قبيل محادثات تجارية بين أميركا والصين

رئيس الوزراء مهنئا الملك بعيد الجلوس الملكي: دمتَ ذخراً لهذا البلد الأصيل

قرار من ترامب بشأن مواطني 12 دولة يدخل حيز التنفيذ

عودة أولى قوافل الحجاج الأردنيين عبر المدورة

رئاسة الوزراء تهنئ الملك بعيد الجلوس الملكي

الأردن يواجه العراق الثلاثاء بتصفيات كأس العالم

الملك يصل الى موقع انعقاد المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات في نيس الفرنسية

الليمون والموز يتصدران قائمة الأغلى سعرًا في سوق عمان المركزي

الاحتلال يُصدر تحذيرًا عاجلًا لسكان شمال غزة ويدعوهم للإخلاء الفوري

الديوان الملكي يهنئ الملك عبدالله الثاني بعيد الجلوس الملكي

سوريا .. الجهات الأمنية تطلق سراح عشرات الموقوفين في اللاذقية

28 مصابًا بقصف إسرائيلي استهدف نقطة مساعدات وسط غزة