الأمن الثقافي العربي

mainThumb

28-02-2009 12:00 AM

الكثير من العرب وأعني المهتمين بالثقافة العربية والعاملين في حقل التعليم الجامعي أو المدرسي، لا يعرف أن هناك يوما عالميا للغة العربية، معتمد من هيئة الأمم المتحدة، وهذا الإعتماد له اعتبارات كثيرة: منها أن اللغة العربية يتحدث بها ما يصل الى نصف مليار شخص، وهي لغة تتعلق بالدين الإسلامي وبالتالي هناك نصف مليار آخر معني بهذه اللغة، ثم إن هؤلاء الناس هم هدف لمن وضع هيئة الأمم من حيث اعتقاداتهم أو الأرض التي يمتدون فيها، ولذلك استوجب الاهتمام باللغة العربية ووضع يوم واحد يذّكرون بها كونها أصبحت تتراجع عند أبنائها ومهمة لمن له مصالح استراتيجية في المنطقة العربية ليتعلمها.

وزارة التربية والتعليم لم تغفل هذا اليوم، فقد عممت كلمة الوزير على المدارس لتقرأ للطلاب في الطابور الصباحي في نفس اليوم" 21/2 " حتى يلمسوا مدى الاهتمام باللغة العربية! وبعد أن يسمع الطلبة هذه الكلمة سيأكلون كتاب اللغة العربية أكلا! من شدة تأثرهم بالتوجيهات الغيورة على مستقبل اللغة وماضيها، كونها الوعاء الذي يحمل ديننا وتاريخنا وتراثنا الفكري والأدبي! ومن دونها يتغرب فكرنا وأدبنا وتعليمنا وإعلامنا وشبابنا الذين انقادوا وراء كل ما هو غربي حتى في أعز شيء على الإنسان كالأفكار والعادات والتقاليد ونمط الحياة!.

ومن أجل مواكبة التطور في الاتصالات والإعلام دعا وزير التربية الى مضاعفة الجهود من أجل تنمية اللغة العربية، واعتبرها عمليا إحدى ضمانات الأمن الثقافي أمام التحديات الداخلية والخارجية، ولكن كيف تنمى اللغة العربية وما الآليات لذلك، ولماذا الضعف الشديد والمقلق في اللغة العربية بين الطلبة في المدارس والجامعات؟، وهل قامت وزارة التربية بعمل دراسات لمعالجة هذه الظاهرة في المدارس والجامعات؟ وما هو دور مجامع اللغة في بلادنا؟ وهل قدمت حلولا عملية لمعالجة الضعف من خلال برامج ومناهج وقرارات صارمة تخرّج من بعدها طلبة يتقنون لغتهم ويحبونها بأساليب قريبة منهم ومناسبة، لا أن يكون أستاذ اللغة العربية مفصولا عن طلبته! هم عصر وهو في عصر آخر والنتيجة يرى الطالب اللغة العربية حملا ثقيلا وعلقما يتكدس في حلقه يتجرعه ولا يكاد يسيغه، فيتخرج من الجامعة لا يعرف في لغته شيئا وقد يوكل اليه تدريسها على ضعفه.

في نتائج الثانوية الفصل الدراسي الأول رصدت وزارة التربية نسبة النجاح في اللغة الإنجليزية، وبحثت في الأسباب وأبدت قلقها العظيم من مستوى الطلبة فيها، وقد تتخذ قرارات تدعم هذه اللغة مع أن تعليمها لكل الطلبة ليس ضروريا بما أنها ليست لغتنا ولا تحمل فكرنا، وفرضت وزارة التعليم العالي على طلبة الدراسات العليا الحصول على التوفل، وتدرس جامعاتنا كثيرا من التخصصات باللغة الإنجليزية، وشركاتنا تفضل من يتقن اللغة الإنجليزية، والكل يلتزم بهذه الشروط، ومن لا يلتزم لا يتقدم للدراسة أو العمل! فما بال اللغة العربية لا تحظى إلا بالكلام والخطب، ولا يصدر قرار واحد لدعمها لا في الجامعات ولا في المدارس ولا حتى في الشوارع التي تغلبت فيها الإنجليزية على اللغة الأم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد