لماذا ينتصر المتشائمون؟

mainThumb

11-03-2009 12:00 AM

اعترف أني قد وقفت كثيرا عند موضوع عنوان المقال, إذ لا ارغب أن أكون من فئة المتشائمين والمنهزمين لا قدر الله, أو أن أكون من المناصرين أو المروجين لهم ولأفكارهم.

إذ أن من المعلوم إن الإنسان يجب أن يكون متفائلا وايجابيا في تفكيره, فديننا الإسلامي الحنيف أكد على ذلك, كما أكد على ذلك أيضا علماء النفس والأطباء وكل الجهات الأخرى ذات العلاقة بصحة الإنسان ورفاه.

بالأمس القريب القريب وعندما كنا نتحدث عن التعديل الوزاري المتوقع كانت أعداد المتفائلين وأنا كنت واحدا منهم كبيرة, جاء التعديل وما جاء بجديد, فالوزراء هم الوزراء, وان اختلفت الحقائب الوزارية التي تقلدوها.

المتفائلون كانوا يتوقعون تعديلات جذرية حقيقة والمتشائمون قالوا إن التعديل صوري ولن يقدم أي جديد, جاء التعديل وانتصر المتشائمون!!

قبل عودة الحياة الديمقراطية والنيابية في العام 1989 وبدعم مباشر من المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين رحمه الله كانت هناك آمال كبيرة بعودة الحياة الديمقراطية والبرلمانية إلى الأردن وتفتحت أبواب التفاؤل على مصراعيها وظن المتفائلون أن السلطة التشريعية قادمة بقوة تحمل معها الديمقراطية وحقوق الإنسان ومراقبة أداء الحكومة وبما يخدم الوطن والمواطن.

جاءت الانتخابات وباع الناس أصواتهم وضمائرهم, وجاءت المجالس النيابية الواحد تلو الآخر ولم نلمس تقدما حقيقيا في الحياة السياسية والبرلمانية, ولم يتحقق شيئا من أحلام المتفائلين, وأصبحت المجالس النيابية حملا ثقيلا على المواطن وأداة لقمعه وهي الصوت الناطق باسمه, وأصبح أكثر الناس تفاؤلا بالأمس يطالب بحل مجلس النواب اليوم.

انهزم المتفائلون وانتصر المتشائمون!! الصحافة والإعلام التي نباهي بها وبما وصلت إليه من مهنية وموضوعية وشجاعة في طرح قضايا الوطن والمواطن تبين أنها ليست كما يعتقد الكثير من المتفائلين منا, فقد أظهرت نتائج المسح الذي قام به مركز القدس للدراسات ان نسبة 65% من الصحفيين يتعرضوا للاحتواء الناعم..

كما ان الصحافة الالكترونية باعترافها بدأت تتعرض لشد الوثاق والتضييق من الحكومة رغم ما تقوله من دعمها لحرية الصحافة والإعلام.

انتصر المتشائمون وانهزم المتفائلون في هذه المباراة أيضا!!! انخفضت أسعار البترول بعد ارتفاع غير مسبوق بشكل ملحوظ, وتفاءل الناس كثيرا واعتقدوا أن الأسعار ستنخفض, ولكن الأسعار بقيت كما هي تقريبا! انتصار آخر لفريق المتشائمين في معركة الأمل على فريق التفاؤل!! التعليم العالي وهمومه وتراجع مستواه, كان محط اهتمام مجلس النواب الكريم والحكومة, واعتقد كثير من الناس أن قرارات شجاعة وكبيرة ستتخذ لتعيد لهذا القطاع الهام والكبير مكانته, وتصلح العطب الواضح في كثير من مؤسساته وأجهزته, جاءت تنقلات رؤساء الجامعات وكثر اللغط والجدل حول مشروعيتها والفائدة منها, وكانت هناك أصوات متشائمة تقول أن كل ما نسمعه في تحسين التعليم كلام في كلام, فيما كانت هناك أصوات متفائلة تقول أن الخير قادم. انتصر المتشائمون مرة أخرى على المتفائلين!!! هناك انتصارات كثيرة لفريق معشر المتشائمين على فريق معشر المتفائلين ولكني لا أريد أن أسوقها جميعا حتى لا أبدو وكأني أروج لهم, ولا أريد أن اقوي من عزيمة المتشائمين على حساب المتفائلين أيضا , ففريق المتشائمين يحاول منذ فترة ليست بالقصيرة ضمي وضم من هم على شاكلتي إلى فريقهم, وأنا ارفض بقوة, وصامد حتى الآن, ولا أريد فعلا أن أكون منهم, ولكني لا اعلم حقا كم استطيع أن اصمد بعد, فقد سجلوا انتصارات ساحقة واضحة, ويبدو أن الغلبة في أي نزال مع المتفائلين قد أضحت محسومة لمصلحتهم.

سؤال أجد أن علي طرحه على الإخوة القراء: أهم متشائمون حقا أم أنهم واقعيون؟؟؟

abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

ملحم زين يشوّق جمهوره لألبومه المرتقب 22 .. قريبا

بين قلة النوم وفقدان السمع صلة غير متوقعة

الزبدة قد تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري

استقرار أسعار الذهب في السوق العالمي

استقرار أسعار النفط قبيل محادثات تجارية بين أميركا والصين

رئيس الوزراء مهنئا الملك بعيد الجلوس الملكي: دمتَ ذخراً لهذا البلد الأصيل

قرار من ترامب بشأن مواطني 12 دولة يدخل حيز التنفيذ

عودة أولى قوافل الحجاج الأردنيين عبر المدورة

رئاسة الوزراء تهنئ الملك بعيد الجلوس الملكي

الأردن يواجه العراق الثلاثاء بتصفيات كأس العالم

الملك يصل الى موقع انعقاد المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات في نيس الفرنسية

الليمون والموز يتصدران قائمة الأغلى سعرًا في سوق عمان المركزي

الاحتلال يُصدر تحذيرًا عاجلًا لسكان شمال غزة ويدعوهم للإخلاء الفوري

الديوان الملكي يهنئ الملك عبدالله الثاني بعيد الجلوس الملكي

سوريا .. الجهات الأمنية تطلق سراح عشرات الموقوفين في اللاذقية