مشاهدات يومية غير سارة ..

mainThumb

09-04-2009 12:00 AM

في الطريق صباحا من مدينة البوتاس السكنية ، الى مصانع البوتاس في الاغوار الجنوبية ، حيث مكان العمل ، والتي تصل الى حوالي خمسة عشر كيلومترا ، يمكن ان يتعرض المرء الى خمسة عشر هزة بدن ، نتيجة ما يشاهده من تجاوزات مرورية ، وهذه صورة مصغرة عن الاردن كله .

قد يظن الزائر الى الاردن ، عندما يرى عجلة الناس في قيادة السيارات ، اننا شعب يحترم الوقت ، ينظم وقته بالدقيقة والثانية ، كي يخرج من بيته في الساعة كذا بالضبط ، ويصل عمله في وقت محدد ، فلا وقت لديه الا للعمل والانتاج ، لكن مراقبة أداء الغالبية من موظفي الاردن ، تجعله يبحث عن مبرر اخر لهذه السرعة ، فمع انه لا توجد دراسة ، او بالاصح لم اسمع عن دراسة تبين نسبة الوقت الفعلي للعمل ، من اجمالي وقت العمل في الاردن ، الا انها بالتأكيد قريبة من نسبتها لكثير من الاشقاء العرب ، واشقاءنا بالشقاء في دول العالم الثالث ، فقد قرأت عن ان الموظف المصري مثلا ، يعمل بمعدل 36 دقيقة يوميا من اصل ثمان ساعات ، وبالتأكيد فان النسبة في الاردن ، لا تبتعد كثيرا عن تلك النسبة ، مع احترامنا واستثناءنا لفئة من العاملين ، الذين يتوفر لديهم الضمير الحي الباعث على التفاني بالعمل ، او الذين لا تسمح طبيعة عملهم بمثل هذا التسيب .

يسير المرء حسب السرعة المقررة ، وامامه سرب من السيارات ، وفي الاتجاه المقابل سرب اخر قادم ، مما يجعل التجاوز مجازفة ، اضافة الى عدم ضرورته اصلا ، لكن القلاب الذي خلفك ، عنده لكل مشكلة حل ، فاذا به يتجاوز عن يمينك ، من خلال ال"البنكيت " الواسع ، وقد يجفل السائق الذي يسير على المسرب الاصلي ، فينحرف يسارا ، كي يصيب سيارة قادمة ، اذا تفاجأ بتجاوز هذا الصنديد عن يمينه .

من خلال معرفتنا بالفيزياء ، نعرف ان المركبات الصغيرة ، تكتسب طاقة حركية اقل من السيارات الكبيرة ، فيما لو سارت بنفس السرعة ، فالطاقة الحركية المكتسبة تزداد بازدياد الكتلة ، وبالتالي فالسيارات الكبيرة تحتاج الى قوة كبح اكبر ، وتحتاج للسير مسافة اطول ، لو طرأ ما يستلزم الوقوف المفاجيء او التباطؤ ، وهذا قد يكون مبررا لتحديد سرعة اقل لها على الطرقات ، كما نلاحظ من خلال شواخص السرعة ، التي تحدد سرعة لسيارات الركوب الكبيرة اقل من الصغيرة ، لكن ما يحدث في الاردن هو العكس ، فالقلابات والشاحنات الكبيرة هي التي تتجاوز عن السيارات الصغيرة في اغلب الاوقات ، وبخاصة على الطرق الخارجية .

لعل اسوأ ظاهرة عند السائقين ، هي تنبيه القادمين من الجهة المعاكسة ، بوجود دوريات الطرق الخارجية ، باضاءة الفلاشر ، فتجد سائق القلاب المتهور ، يصبح بمنتهى الالتزام والادب عند اقترابه من دورية السير ، والتي تتوقف اغلب الاوقات ، في مناطق السرعة البطيئة ، وهي هنا على طريق البوتاس ، تقع في منطقة عسال ، حيث توجد بعض المنازل المتناثرة هنا وهناك ،وبعيدة عن الشارع الرئيسي الواسع ، والذي تتوفر على جنباته مساحة كبيرة مكشوفة ، تسمح ان تكون السرعة اكبر قليلا ، ويمكن ان تمر عدة ايام دون ان ترى شخصا يعبر الشارع ، ومع ذلك فالسرعة فيها محددة ب 60 كم/ساعة ، تماما مثل الشوارع المزدحمة في عمان ، وهذه سرعة بطيئة جدا وغير مقنعة ، ودائما ما يتم التحسب لوجود الدورية هناك ، فلا يقع في المصيدة الا "الغشيم" الذي يمر فيها لأول مرة ، فيحس المرء فعلا بالأسى ، للجهود الضائعة لاخوتنا في الدوريات الخارجية .

m_nasrawin@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد