دعونا نحتج .. جيهان انموذج

mainThumb

12-04-2009 12:00 AM

شاهدت كما شاهد ملايين الأردنيين خاصةً و سكان الارض عامه على شاشات التلفزة محاولة الانتحار التي قامت بها فتاة في العشرينات من عمرها عندما اعتلت قمة عمارةٍ تتألف من اثني عشر طابقاً مهددةً بالقاء نفسها لتلاقي الموت هرباً من هذا المجتمع القاسي الذي تعيش فيه ، ورغم ان الانتحار محرم في الديانات الا انها اختارته طريقةً للتعبير عن احتجاجها على ظلم لحق بها .

أول الروايات الرسميه كانت ان أهل هذه الفتاه " جيهان "رفضوا تزويجها من الشخص الذي اختارته ليكون شريك حياتها ، ثم بعد ذلك جاءت الرواية الاخرى بأنها تعاني من حالة نفسية سيئه دفعتها الى هذا التصرف الغريب ، وما ان انبلج الصباح حتى تكشف لنا أن دافع تلك الفتاة لمحاولة الانتحار هو رغبتها الملحّة في إكمال دراستها، حيث أنها طالبة في جامعة الحسين بن طلال في معان.

ولكن الظروف المادية القاسية لعائلتها تحول دون ذلك، حيث أنها مهددة بترك دراستها بسبب مصاريف الدراسة، ولا يوجد أي بصيص أمل.

وأن الرواية الرسمية حول أنها غير سليمه عقليا ليست صحيحة . بما ان هذه الفتاة طالبة جامعيه تعاني ظروفاً اجتماعية صعبة قد تقف في طريق دراستها وتحرمها من اكمال مشوارها فقد اختارت ان تعبر عن احتجاجها بهذه الطريقة العجيبة وأظن أن ما أرادته فقط كان لإثارة قضيتها ولفت أنظار المسؤولين إليها علها تجد أذناً صاغية تساعدها على حل مشكلتها .

ولا أظنها قد أرادت الموت فعلاً فهي طالبة جامعية ولا بد أن تكون مدركةً لكُنه فعلتها وما قد تجلبه لسمعتها وسمعة أهلها إن هي ماتت ومات معها سر فعلتها وقد بدا واضحاً تحوير الأقاويل حولها من أول بيان للجهات المسؤولة حول دوافع محاولتها .

لقد رأت هذه الفتاه أن كل وسائل الاحتجاج التي مارسها الأردنيون لم تكن بالقوة التي توقظ ضمير المسؤول ، فقد تظاهر الأردنيون احتجاجاً واعتصموا احتجاجاً وكتبوا احتجاجاً وأضربوا عن الطعام احتجاجاً ولا مجيب فأرادت ان تجرب وسيلة جديدة للاحتجاج وهي بالتأكيد ترى من زملائها وزميلاتها في الجامعة من يدرس على حساب هذه الجهة أو تلك او من هو مبعوث من هنا او من هناك وتجد نفسها قد حرمت من كل ذلك وهي ربما اتكون أجدر أو أحق من غيرها في أن تتلقى المساعدة لإكمال مشوارها التعليمي لتخرج الى المجتمع شاكرةً الوطن على ما قدم لها وليست كالذين ينهلون من خير الوطن ويتنكرون .

رأت هذه الفتاه ان الاعتصام والتظاهر والاحتجاج والاضراب عن الطعام لم ينفع عمال المياومة .

رأت هذه الفتاه أن احتجاج خالد محادين على أداء مجلس النواب من خلال مقال كتبه قد قاد به الى أروقة المحاكم ليحاسب على احتجاجه الذي هو احتجاج الملايين .

رأت هذه الفتاه كيف أن وزير الزراعة السابق قد هدد بخصم مبلغ خمسين دينارا من كل عامل يشارك بالاعتصام الذي دعت له لجنة عمال المياومة في العام الماضي للاحتجاج على اوضاعهم الوظيفية والاجتماعية كل هذه المشاهد مرت بمخيلة هذه الفتاة فوجدت ان ضمائر مسؤولينا تغط في سبات عميق أو هي مجمدة في ( فريزر) ويمنع استخدامها ما دام الامر يتعلق بالفقراء والمسحوقين والكادحين ، فأرادت أن تجرب طريقة فريدة للآحتجاج يكون لها وقعاً ربما يوقظهم أو يدغدغ مشاعرهم ليتنبهوا أن هناك شعباً أطال الصمت ومل الانتظار .

ما دمتم نائمون فلماذا لا تدعونا نحتج وبالطريقة التي نريد ودون ان تختلقوا لنا أسباب الاحتجاج بعيداً عن الحقيقة والواقع .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد