ليس الوفاء للوطن هكذا .. يا جيهان .. !!

mainThumb

13-04-2009 12:00 AM

هناك مابين اللونين الأسود والأبيض ، مساحات واسعة من الألوان أكثر تفاؤلاً للحياة ، تبعث فينا الأمل في تجدد رؤيتنا للمستقبل بكل صوره المشرقة ، وكلما زادت ألوان الحياة قتامةً حولنا نلجأ إليها ، فتنعكس على الإحساس بداخلنا ويستنهض الشعور بعدم الارتياح إلى قليل من التفاؤل ، واللجوء إلى الزيادة في الألوان الأكثر إشراقاً لنظرتنا للحياة ، يغمرنا بالسعادة والسرور في كل مسحةٍ منها بتجدد الدورة التفاؤلية في رؤيتنا لاستمرارية العيش في هذا الكون ..!!

كثيراً ما نجد أنفسنا نغوص في نظرةٍ سوداوية للمستقبل ، ولكن الأمل كان دائماً يحدوا بنا و يدفعنا دفعاً ، لنعوم نحو شطآنها الآمنة ، نبحث عما ينسينا نظرتنا تلك ، ومن غير الممكن أن تكون الحياة من غير أمل ، ولولا الأمل لما استمرت الحياة ..!!

قد نفقد الأمل أحياناً ونتجاهله أحايين كثيرة ، ولعدم وجود من يبث روح الأمل فينا بمصداقية وبنوع من التفاني ، فتجد اليأس تسلّل?Z إلى داخلنا ، محبطاً عزائمنا ، والتفاؤل بمن حولنا مفقود ، وما يدور من حولنا يفقدنا صوابنا في تصرفنا و سلوكياتنا التي من الممكن أن تسيطر علينا باتجاه ما قد يؤذينا ويؤذي من هم حولنا ، أو قتل النفس التي حرم الله قتلها .

والتصرف الذي افتعلته " جيهان " ، ما هو إلاّ رؤية سوداوية للحياة ، والأمل في من حولها مفقود ، إلاّ أن الحياة تحتاج لمقاومة شرور الإنسان لأخيه الإنسان ورفع الظلم والاستبداد عنه بكل ما أوتينا من عزم الحكماء بما شرعه رب العزة في كتابة العزيز وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن لا نقنط من رحمته تعالى في قلب موازين هذا الكون ، ونأخذ حقنا الطبيعي في الحياة .

إن قوة العقيدة في النفس البشرية ، يقربها من حكم رب العالمين وتشريعاته السماوية . وضعف العقيدة فيها يرشدها إلى الحلول التي تقربها إلى ما حرم الله تعالى .

و الحرب على الذات البشرية وأطماعها ، والرضا بما أراد الله له أن يكون ، هيّ أعظم شأناً لرفعة الأمم والبشرية . ومحاولة " الانتحار " التي أقدمت عليها " الفتاه جيهان " هي محاولة لقتل الإيمان بالله في نفسها أولاً ، وقتلاً لمشاعر ذويها والمجتمع الأردني بأسره .

وبث الذعر في المجتمع الأردني بهذه الصورة ، ما هيّ إلا عدم وفاء لثرى هذا الوطن ، وما قدم من أجل رفعة أبناءه ، رغم الشح في موارده ، إلا أنه لم يتوانى يوماً في رفع شأن الأردن وشعبه إلى المستويات التي لم تستطع كثير من الدول ذات الموارد الضخمة تقديمه لشعوبها ، فالشعب الأردني وفي مقدمتهم قيادته الهاشمية من السباقين دوماً في تقديم المساعدة لكل محتاج حتى على المستوى الإقليمي والدولي .

ولننظر إلى ذلك الصبر والإيمان الذي رسمه أبناء غزة وفلسطين والعراق ولبنان ، رسموه وشماً على جباههم ولم يستكينوا لحظة في الذود عن ثرى أمتهم . وكثيراً من الأمم التي من حولنا لا تجد جرعة ماء أو حتى جرعة دواء .. فكيف لنا نحن في أردن الخير والعطاء ، أردن الأمن والأمان ، ألاّ تستحق منا الوفاء والولاء في أن نصبر إذا ابتلينا بشيء من نقص في الأموال ، وليس هناك من يصدّ أبواب الخير في وجه أبناءه إلاّ فاسداً لا يصح السكوت عنه أو التغاضي عن أفعاله ، فدع القضاء بعد الله تعالى هو ملجأُنا للنيل من المفسدين إن وجدوا عن ثرى الوطن .

والوفاء منا لهذا الوطن الذي منذ أن وعينا الحياة على ترابه ونحن نعتز بكرامتنا التي لم تسلب يوماً ، والأمن والأمان الذي نحسد عليه ، نتباهى به في حلنا وترحالنا ، الوفاء منا أن نشارك ولو بالصبر على ما أصاب العالم بشكل عام من انهيارات اقتصادية بالتالي ومن غير الممكن أن لا يتأثر بها هذا الوطن .

فلنعتبر أن محاولة " جيهان " في الانتحار ، هي رسالة موجهة لكافة المسئولين الذين إن نامت أعينهم عن أداء واجبهم تجاه هذه الفتاه المكّلومة " جيهان " فإن عين الله لا تنام .. أما وفــاء الديّن الذي في رقابنا لثرى الأردن سيظل ما دمنا نتنفس شهيقاً وزفيراً من هواء الأردن الغالي .

وعارٌ علينا أن ندع تلك الأقلامِ المأجورة أن تجعل من خروجنا عن صبرنا قليلاً ، قصصاً وروايات لمآربهم يتداولونها بين الأمم .

akoursalem@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد