الحبل السُري .. حرب من نوع آخر ضد المقاومة
هل صار دعم أبناء فلسطين، بما يعينهم على الصمود. ورد العدوان جريمة تعاقب عليها القوانين في البلاد العربية؟ وهل صارت مقاومة الاحتلال مدعاة للسخرية وإطلاق أبشع الأوصاف عليها؟ أسئلة تطرحها جملة من الممارسات والمواقف التي تصدر عن النظام الرسمي العربي والمحسوبين عليه وهي مواقف وممارسات لا يحتاج المراقب إلى كبير عناء ليكتشف أنها متناغمة ومتكاملة، وتسير نحو هدف واحد. إلى الدرجة التي يمكن القول معها بأن هناك حبل سري بينها.
وهذا الحبل يبدو واضحاً بين الهجوم العنيف الذي شنه تركي الفيصل مدير الاستخبارات السعودية السابق على المقاومة، أثناء محاضرته في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية، ودعوته لفصائل المقاومة لإلقاء سلاحها، والانضمام إلى سلطة رام الله في لهثها خلف سراب السلام، وبين بيان النائب العام المصري. الذي حمل جملة اتهامات ضد حزب الله.
فكلاهما: المحاضرة والبيان يصدران من نفس النبع وعن نفس العقلية، ويهدفان إلى ذات النتيجة. وهي القضاء على المقاومة بكل أشكالها، عبر خوض حروب من نوع آخر ضدها. بعد ان فشلت الحرب العسكرية المباشرة التي شنها العدو الإسرائيلي مسنوداً بالدعم العسكري الغربي عموماً والأمريكي على وجه الخصوص، وبالتواطؤ العربي المعلن منه والمخفي بالقضاء على المقاومة. سواء خلال حرب تموز 2006 أو العدوان على غزة 2009. حيث خرجت المقاومة من كلتا المواجهتين في لبنان و غزة أقوى مما كانت. خاصة على صعيد التفاف جماهير الأمة حولها. وارتفاع نسبة المؤمنين بخيارها كخيار وحيد أمام الأمة. وهو الأمر الذي رفع من حدة التوتر عند أصحاب نظرية السلام كخيار استراتيجي وحيد أمام امتنا.
وهو الخيار الذي يتراجع وتتوالى هزائمه أمام خيار المقاومة، الذي يتقدم يوماً بعد يوم ويترسخ أكثر فأكثر في وجدان وقناعات أبناء الأمة رغم الفرق الشاسع بالإمكانيات المتاحة لكل منهما. ففي الوقت الذي توظف فيه إمكانيات مالية وسياسية وإعلامية هائلة للترويج لخيار السلام. وتسن قوانين وأنظمة لحمايته وإجبار الناس على القبول به. وفي الوقت الذي يتحالف فيه الغرب كله، بالإضافة إلى الدائرين في فلكه، لفرض ما يسمونه خيار السلام على أمتنا. في الوقت الذي يتم فيه ذلك كله يجري التضييق على خيار المقاومة. وتتم ملاحقة حتى المتعاطفين معها. ويجري تلفيق التهم لهم من قبل أنظمة وحكومات لا تتقن شيئاً أكثر من إتقانها لاختراع التهم وتزوير الأدلة، وتبذل جهودا غير عادية لتجفيف منابع المقاومة. ولعل المثال الصارخ على ذلك ما يجري ضد قطاع غزة من ممارسات، وصلت حد تجويع الأطفال الرضع، وحرمانهم حتى من جرعة الحليب. بعد ان جرى تجويع ذويهم وحرمانهم حتى من الدواء والغذاء. سعياً من هؤلاء الذين يحاصرون غزة لتركيع المقاومة عبر تثوير الجماهير ضدها. وهو ما لم يتم حتى الآن؛ ولن يتم مستقبلاً. لأن جماهير الأمة اختبرت البديل فكان ذلاً وهواناً ولهثاً وراء سراب سموه سلاماً. ولأن جماهير الأمة خبرت عدوها فعرفته لئيماً متغطرساً. لا يفهم إلا لغة القوة التي أتقنتها المقاومة، فلقنته الدرس بعد الآخر سواء في لبنان أو غزة. لذلك التفت هذه الجماهير حول خيار المقاومة وهزت كتفيها استهزاءً بخيار السلام. لأنها أيقنت أنه سرابٌ يحسبه الظمآن ماء. ولعل هذا هو الذي افقد الكثيرين من الدائرين في فلك ما يسمى بالحل السلمي صوابهم، فنزعوا أقنعتهم وبدأوا حربهم المكشوفة على المقاومة. وهي هذه المرة حربٌ من نوع آخر، لا يستخدم فيها السلاح الناري، الذي ثبت عدم جدواه في كل المواجهات التي تمت بين المقاومة وأعدائها. وأخرها حرب تموز 2006 والعدوان على غزة 2009. ففي هذه الحرب التي تشن الآن على المقاومة لا يقوم العدو الإسرائيلي بالدور الرئيسي والمباشر. حيث حل محله وكلاؤه من الناطقين بالعربية. الذين يعملون اليوم على تشوية صورة المقاومة والسعي لإلصاق تهم باطلة بها. من مثل سعيها لنشر التشيع. وهي فزاعة لم تعد تخيف أحداً. وصارت مثل الأسطوانة المشروخة التي لا تطرب أحداً . خاصة وأن الذين يتولون كبر التخويف من تشيع، بذريعة حماية السنة أناس لا علاقة بينهم وبين سنة رسول الله، التي يُجمع السنة والشيعة على احترامها والاقتداء بها والتعبد بإتباعها. ولا يختلفون إلا على بعض فروعها اجتهاداً كفل الإسلام حريته. وهو أمر لا يدركه بعض الذين يتصدون للتخويف من الشيعة بذريعة الدفاع عن السنة ، علماً بأنه من المعروف والشائع عن هذا البعض أنه لا يؤدي فروض الإسلام حتى يتمسك بالسنة، بل أن بعضهم يمارس سلوكاً يتناقض تماماً مع تعاليم الإسلام وآدابه.
وأكثر من ذلك فإن بعض الذين يزعمون اليوم أنهم يدافعون عن السنة هم الذين عذبوا علماءها في السجون. وشردوهم في فيافي الصحراء وعلقوهم على أعواد المشانق. وهم الذين فتكوا بأهم حركات الإسلام السني. فكيف يزعمون الآن أنهم يحمون السنة ومِنْ م?Zنْ؟ من إتباع مذهب إسلامي آخر يشاركون السنة الإيمان بالله الواحد وبالقرآن الواحد و بالكعبة الواحدة. وبكل أركان الإسلام. فأين كان خوف هؤلاء المتباكين خوفاً على السنة من الشيعة وهم يفتكون بأهل السنة؟ وأين كان خوفهم من المد الشيعي يوم كان شاه إيران مرجعية بعضهم، وصديق بعضهم الآخر؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة تؤكد ان الأمر ليس أمر سنة وشيعة. وليس خوفاً على السنة وأهلها. ولكنه سعيٌ لخلق فتنة مذهبية بين أبناء الأمة، في إطار السعي للقضاء على مقاومتها.
سنية كانت هذه المقاومة أم شيعية، بدليل ان الذين يتهمون حزب الله بالسعي لنشر الفكر الشيعي، هم أنفسهم الذين يشددون الحصار على حماس وهي حركة مقاومة سنية. بل ان بعضهم لا يتردد في تقديم الدعم والعون لما يسمى بمجاهدي خلق وهم إيرانيون شيعة. كما ان البعض يقدم مساعدات منتظمة لمليشيات طائفية لِمجرد أنها تعلن عداءها للمقاومة. بعد أن سبق لها وأن تعاونت مع العدو الإسرائيلي ضد أمتنا.
مما يؤكد أن هذا التخويف من الشيعة والتباكي على السنة، ليس أكثر من حلقة من حلقات السعي لإثارة الفتن المذهبية لإشغال الأمة في معارك جانبية وإلهائها عن عدوها الحقيقي المحتل لأرضها في فلسطين. كل ذلك يهدف إضعاف المقاومة وصولاً إلى القضاء عليها. وهو الأمر الذي لن يتم بإذن الله. خاصة إذا تحول تعاطف الجماهير مع المقاومة إلى عمل منظم، يشكل حاضنة جماهيرية صلبة لمقاومة الأمة بجناحيها السني والشيعي فهذه المقاومة بجناحيها تقاتل لهدف واحد. هو توحيد الأمة، وتحرير إرادتها، واسترداد حقوقها، وفي طليعتها القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين.
لهذه الأسباب كلها ولغيرها نعتقد ان ما تشهده المنطقة من هدوء نسبي هذه الأيام ليس أكثر من هدنه صغيرة يعيد خلالها العدو التقاط أنفاسه. وترتيب أوضاعه. ورص صفوفه. التي فرقتها بسالة المقاومة وصمودها. لذلك فإننا نتوقع أن تشهد المرحلة القادمة ضراوة في الحروب المتنوعة ضد المقاومة. خاصة بعد أن سقطت كل الأقنعة وصار أمداد المقاومة بالسلاح ودعم أبناء غزة بما يعينهم على الصمود تهمة تدينها القوانين. وبعد ما صارت أبواق إعلامية كثيرة لا هم لها إلا الهجوم على المقاومة والتحريض ضدها. سواء كانت هذه المقاومة سنية أو شيعية مما يستدعي المزيد من الحذر و والانتباه عند أبناء الأمة لحماية مقاومتهم. والتصدي لكل محاولات النيل منها وأول ذلك العمل لمنع التحريض عليها. لأنها حائطهم الأخير الذي يحمي أمتهم من الفناء الذي لن يتم لأن من حقائق التاريخ حقيقةٌ تقول: ان الذين يعادون مقاومة الشعوب لجلاديها وغاصبي حقوقها يسيرون ضد حركة التاريخ. بدليل أن مقاومة أمتنا تتنامى و يتكاثر أنصارها، رغم كل المتآمرين بينما يتراجع ما يسمى بتيار السلام وتتضاءل فرصه رغم كل الإمكانيات التي تسخر له. وهي الإمكانيات التي ستثبت الأيام أنها تذهب هدراً. فالغد سيحمل البرهان على صحة خيارات الأمة. وأن غداً لناظره قريب .
الملك يعود إلى أرض الوطن بعد جولة عمل أوروبية
مصر: العثور على 10 جثامين لمهاجرين غير شرعيين
هل يهدد شات جي بي تي عرش محرك البحث "غوغل"؟
الزراعة: أسعار الأضاحي المحلية مستقرة رغم ارتفاع المستورد
عيد الجلوس ليس احتفالًا فقط .. بل تجديد لعقد العدالة الاجتماعية
زيارة أريحا الممنوعة: كشفت عار التطبيع العربي
الملكة رانيا تشارك صورة عائلية احتفالاً بالعيد
منتخب فلسطين يطمح للفوز والتأهل إلى الملحق
فعاليات اقتصادية: الملك قاد نهضة الاقتصاد الوطني
تراجع طفيف للجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو
عيد الجلوس الملكي ال26: وفاء شعب ومسيرة قائد
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل