مقالات الكتاب وتعليقات القراء

mainThumb

19-04-2009 12:00 AM

لم يعد من الممكن إنكار الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة الاليكترونية في أيامنا هذه وذلك لسببين واضحين تمام الوضوح وهما سهولة وسرعة الوصول إليها.

وبالتالي فقد أتاحت الصحافة الاليكترونية لكل القطاعات المثقفة وغير المثقفة فرصة المشاركة الواسعة فيها كتابة أو تعليقا أو حتى ابداءا للرأي.

وبما أن الصحافة الاليكترونية لا تتطلب في اغلب الأحيان الاحتكاك المباشر بين الكاتب والمسؤول عن النشر إلا أن ذلك لا يلغي دور الرقيب الذي بيده الموافقة أو عدم الموافقة على نشر المقالات عبر وسائلها المتعددة وأهمها الانترنت.

ولذلك كان لزاما على الكاتب الاليكتروني ( مجازا ) أن يضع لنفسه الضوابط التي يراها مناسبة للإفراد والمؤسسات والقطاعات التي يخاطبها من خلال كتاباته.

وكذلك على القارئ أن يتعامل مع المواضيع التي يقرأها بحرفية تامة بعيدا أي نزعات أو اتجاهات يراها بعيدا عن خدمة الفكرة .

فكما أن الكاتب ملزم بخدمة قضية ما من خلال الكتابة فان القارئ ملزم بتقديم النقد البناء لما يكتبه الكاتب بعيدا عن التجريح الشخصي أو الانتماء العقائدي أو حتى الجغرافي .

فان كانت القضية وطنية فلا يجوز تقسيم الوطن من خلال النقد وان كانت القضية اجتماعية فلا يجوز مهاجمة جزء ما من المجتمع وان كانت دينية فيجب تقديم الاحترام لجميع الأديان وعلى كل أن يتمسك بما يراه مناسبا من خلال الطرح العقلاني وان كان يري فيما يراه الآخرون خطأ فليظهر ما يثبت صحة ما عنده ليثبت للآخرين أنهم مخطئون .

وفي جميع الأحوال فلا يجب أن نلجأ للتجريح الشخصي للكاتب أو للقاريء لان هذا يظهر عجزا في الرأي ولا يبرهن صحة شيئا ما.

كما أن على الكاتب أن يكون ملتزما بخدمة القضايا التي يتناولها في طرحة وعليه أن يبتعد عن الانحياز لفئة ما من الوطن ليظهر ولائه الجغرافي أو العقائدي أو العشائري فليست الأمور بكذا أفكار تسير وهذا نوع من الاحتماء الذي يترك الكاتب مكشوفا ومعرضا للنقد أكثر وأكثر.

أما القارئ الحصيف فانه سيدرك للوهلة الأولى اتجاه الكاتب وغاياته من الكتابة ولذلك فهو يحمل في عنقه أمانة النقد البناء وتقديم الأفكار الداعمة للكاتب أو المعارضة له.

فالكاتب ليس أذكى من كل القراء ولا يمكن أن يكون كذلك ولا هو أكثر إطلاعا أو معرفة منهم جميعا ولذلك فعليه أن يتقبل النقد والتصحيح والمعارضة لرأيه بصدر واسع.

قد يكون من بين القراء من ينتقد مازحا أو متهكما أو حتى مهاجما فتلك طبائع البشر ولكن كل ذلك يجب أن يكون للفكرة وليس للشخص الذي يكتبها لأن من يكتب قد يصيب وقد يخطئ فلا يمكن أن تكون بشرا ولا تخطئ أبدا.

وسواء كان النقد أو التعليق مزاحا أو تهكما أو هجوما فيجب في النهاية أن يخدم القضية المطروحة للنقاش. وعندما يهاجم المعلقون بعضهم البعض من خلال الصحافة فذلك أمر جيد إن كان الهدف خدمة الوطن أو الفئة الكبيرة دون أن يهين أو ينتقص من شان الآخرين أو أوطانهم أو انتماءاتهم العرقية أو الطائفية أو الاجتماعية أو حتى مناطقهم الجغرافية.

أما أن تتحول التعليقات إلى المنحى الشخصي فليتذكر القراء أنهم مثقفو البلد الذين يجب أن يتساموا فوق الصغائر من طائفية او عشائرية و جغرافية فكلنا في الهم شرق.

وفي النهاية نحن نقرأ لنزداد معرفة ونكتب لكي نشارك الآخرين أفكارهم وليس عيبا أن ينتقدنا الآخرون ولكن العيب أن ننتقص من شأن الآخرين لان من ادعى تمام العلم جاهل ومن وصم نفسه بالجهل سعى إلى المعرفة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد