الصّحافة الإلكترونيّة ومحاكاتها لقرّائها

mainThumb

21-04-2009 12:00 AM

أطلّ علينا قبل وقت ليس بالطويل نوعا جديدا من الصّحافة وهي الصحافة الإلكترونية، ذلك النوع من الصحافة والذي جعل الكتيرين يقبلون على تلك الصّحافة الجديدة والذي بزغ فجرها منذ زمن ليس بالبعيد، فكان الإقبال على تلك الصحافة إقبالا منقطع النظير، ربما لما تكشفه من أسرار وخبايا تعجز عن كشفها الكثير من صحفنا الورقية، لا بل أن تلك الصحافة والمتمثلة بالمواقع الإلكترونية أتاحت للقارئ أمرا جديدا لاقى قبولا منقطع النظير من القرّاء وذلك الأمر يتمثل بحرية التعليق تحت أي خبر كان شرط ألا يخرج ذلك التعليق عن حدود الأدب والأخلاق وعدم التعرض للشتم أو القدح أو ماشابه ذلك.

إن تلك المواقع الإلكترونية جعلت من الصحافة الورقية أمرا تقليديا بمعنى أنها أثرت تأثيرا واضحا على ذلك النوع الورقي من الصحافة من حيث اهتمام القراء لتلك الصحف الورقية ،فأصبحت قراءتها أمرا روتينيا من أجل التصفح فقط لاغير، فالإهتمام من القرّاء أصبح بتلك المواقع الإلكترونية والسبب هو إتاحة التواصل بين القارئ والخبر من خلال قراءة مايتعلق بذلك الخبر من تعليقات تختص به، والأهم من ذلك أن ذلك النوع من الصحافة قام ببيان وتوضيح الكثير من الأمور والتي عجزت الصّحافة الورقية عن إيصالها أو بيانها للقارئ.

فمن وجهة نظري الخاصة بأن الصحافة الإلكترونية هي صحافة (فش الغل) ، بمعنى أنه من يقرأ خبرا يتعلق بالفساد وما أكثر مواطنه، أو خبرا يتعلق بإعفاءات أو زيادات لوزراء أو لنواب أو لأي من المسؤولين والذين نسميهم مسؤولي (الخمس نجوم)، فإن ذلك القارئ (الطفران) لا حيلة له إلا أن يعبر عما يجول في داخله من قهر وكبت من خلال كتابة ذلك التعليق والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، لأن ذلك التعليق يحقق هدفا واحدا فقط لاغير وهو (التّنفيس) عن روح ذلك القارئ والتي خالطها شيء من الكبت والقهر، فلا هدف يتحقق غير (التّنفيس) لأنه لو علّق مهما علّق ولو كتب مهما كتب فمواطن الفساد والمفسدين موجودة وما أكثرها ومهما نادى فلان او فلان فما من مجيب.

عموما أتاحت تلك المواقع الإلكترونية للقراء في فترة قصيرة ماعجزت عنه الصحف الورقية عبر سنوات طويلة مضت، لأن تلك المواقع قد حاكت روح المواطن والقارئ وكانت على تواصل معه من خلال إخراج مايجول في نفسه من خلجات وآهات، لا والأهم من ذلك أنها أصبحت تبين لنا الكثير من الخبايا والأسرار والتي لو قرأنا مليون صحيفة ورقية لما توصلنا لأي من تلك الخبايا والأسرار والتي تتعلق بمواطن الفساد والمفسدين وكل مايختص بها.. فهذه تحيّة عبر (السوسنة) عميدة الصّحف الإلكترونية الأردنيّة إلى كل القائمين على المواقع الإلكترونية، لإتاحتهم التواصل بين القارئ والمقروء ولتوضيحهم للكثير من الأمور والقضايا والتي كان المواطن على جهل تام بها لولا رؤية شمس تلك الصحف الإلكترونية. muath_majali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد